فجر إقدام أمانة العاصمة صنعاء اليوم على هدم مبنى كانت تبسط عليه "نقابة المهن الطبية المقابلة" داخل مركز العلفي الطبي بأمانة العاصمة، معركة داخل المركز بين مكتب الصحة والمجلس المحلي من جهة وبين النقابة من جهة أخرى، اشتبك خلالها الطرفان بالأيادي، وتدخلت قوات أمنية لفض الاشتباك، ولم تهدأ المواجهة حتى وصول أمين العاصمة شخصياً وتدخله بين أطراف النزاع. "نبأ نيوز" وصلت موقع الحادث في اللحظات الأولى، فوجدت المبنى الذي تدعي الجهات الرسمية ملكيتها العامة عليه وتتهم النقابة بمحاولة تحويله الى ملك خاص- وقد تحول إلى أثر بعد عين، ولم يبق منه سوى ركام من حجارة ومكاتب محطمة إلى أشلاء، وملفات ووثائق تملأ المكان، فيما قوات الأمن تحاول فض الاشتباك، ومجموعة ترفع لافتة معلنة اعتصامها في محل النقابة ومطالبة بالتعويض. المهندس عبد الله البحري – مدير مشاريع مديرية التحرير- أفاد "نبأ نيوز" قائلاً: "أننا كنا عازمين وأنزلنا مناقصة بتنفيذ ملحق لمركز الأمومة والطفولة والولادة مؤلف من بدروم ودورين، فوجئنا باعتراض النقابة التي هي قطاع خاص وباسطة على أملاك المركز والآن يريدوا يحولوا أملاك الدولة إلى قطاع خاص". وأتهم البحري من وصفهم ب"شخصيات في الدولة مستفيدين من الوضع ويسعون لتحويل أملاك الدولة إلى ملك خاص" بأنهم يقفون وراء تأجيج الموقف. من جهتها الدكتورة يسرى محمد مريط- مدير مكتب الصحة بمديرية التحرير- أوضحت ل"نبا نيوز": أن أمانة العاصمة اعتمدت مبلغ (84) مليون ريال لبناء ملحق بمركز العلفي لرعاية الأمومة والطفولة، إلاّ أنها فوجئت بعناصر النقابة التي كانت مغلقة منذ (15 – 20) سنة برفض الخروج من المبنى الذي هو أصلاً تابع للمركز منذ الستينات- وكان جزء من جناح العمليات- وقد تم السماح للنقابة باستخدامه بشكل مؤقت في سنوات سابقة. مشيرة الى أن عدة إنذارات وجهت للنقابة بإخلاء المبنى إلاّ أنهم رفضوا الاستجابة. أما حسين علي السراجي – أمين عام نقابة المهن الطبية المقابلة- أفاد "نبأ نيوز": إن هذا المبنى مقر النقابة منذ 25 سنة لم يعتد عليها أحد سوى مدير المديرية والمجلس المحلي.. وأمامك تشوف هدوا الغرف والمكاتب وعلى الأثاث والأجهزة والمعدات.. هذا أسلوب غير حضاري.. لم يتفقوا معنا ولم يبلغونا"، نافياً أن يكون عذر الجهات الرسمية للهدم صحيحاً، وتساءل: "لماذا لم يطالبونا منذ 25 سنة؟"، ونوه إلى أن "الهدم تم ليلاً". وبحسب مصادر تواصلت معها "نبأ نيوز" فإن المبنى موضوع الخلاف كان في عام 1968م غرفة استراحة للأطباء المصريين وملحق بقسم العمليات الجراحية التي كانوا يعملون فيها. وفي بداية الثمانينات تأسست نقابة المهن الطبية المقابلة، وتقدم رئيسها آنذاك بطلب لوزارة الصحة باعتماد مقر، فوجه الوكيل إسماعيل العلفي بتمكينهم من المبنى كمقر مؤقت لحين تدبير مقر دائم للنقابة. وقالت المصادر: أن النقابة عملت لمدة خمس إلى سبع سنوات ثم ظل المبنى مقفلاً وتحولت النقابة إلى اسم على ورق حتى يومنا هذا. وتؤكد المصادر أن شخصيات متنفذة عندما سمعت بنبأ هدم المبنى تحركت بقصد الاستيلاء عليه، وتحويله إلى أملاك خاصة أو بيعه للدولة كملك "بالتقادم"، وقامت بتحريك عناصر النقابة لإثارة المعركة. هذا وقد حضر الدكتور يحيى الشعيبي إلى مركز العلفي والتقى بممثلين عن الجانبين واتفق مع الطرفين على تأجيل بحث الموضوع حتى صباح يوم السبت القادم.