حذر مدير مركز العلفي لرعاية الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة بأمانة العاصمة من تفاقم مشاكل النمو السكاني الكبير في اليمن ، وانعكاساته السلبية على الخطط التنموية ، داعياً الى حملة توعية وطنية لتنظيم الأسرة على غرار حملة مكافحة شلل الأطفال، تُحشد إليها الجهود الحكومية، والدولية ومنظمات المجتمع المدني، ومتطوعين يتنقلون من منزل الى منزل لتوعية المواطنين بأهمية تنظيم أسرهم. وأوضح الدكتور زهير الإرياني في لقاء مع "نبأ نيوز": أن اليمن تشهد انفجارا سكانياً من خلال ارتفاع نسب الولادات فيه بمعدلات عالية جداً أخذت تنعكس سلبياً على فاعلية دور الأسرة في المجتمع، والجانب النوعي التربوي لأفرادها، علاوة على أن إبقاء الباب مفتوحاً أمام هذه الزيادة من شأنه تكريس حالة الفقر، وإفشال كل برامج وخطط مكافحة الفقر – سواء المبذولة من قبل الحكومة أو جهات دولية مختلفة خاصة في ظل الموارد المحدودة التي لدى اليمن. وأضاف: مع أن الدولة وفرت وسائل تنظيم الأسرة بأسعار رمزية، ودعمتها إلاّ أن ذلك وحده لا يكفي إطلاقاً لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية الهائلة، بل على الدولة أن تبني حملة وطنية شاملة لتنظيم الأسرة، ونشر هذه الثقافة من خلال حشد جهود الجامعات، والمدارس، والجوامع، ووسائل الإعلام المختلفة، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الطبية الأهلية، ودوائر المرأة ومؤسساتها المختلفة، وكل المؤهلين للقيام بحملات التوعية- حتى لو اضطررنا لجعلها حملة من منزل الى منزل على غرار الحملة الوطنية الشاملة لمكافحة شلل الأطفال، والتي نجحت اليمن فيها بسبب الجدية التي أعطيت إليها، وللإحساس بحجم الخطر الناجم عن تجاهلها. وأشار الدكتور الإرياني الى أن الخطة الخمسية لم تستطع استيعاب أعداد العاطلين عن العمل، ولو ازدادت المواليد على مدى الخمس سنوات القادمة بنفس الوتيرة ستكون كارثة، لأن الأمر مثلما وصفه الأخ الرئيس علي عبد الله صالح " أي زيادة في موارد هذا البلد يبتلعها السكان". ونوّه أيضاً الى أن المنظمات الحقوقية النسوية معنية بدرجة كبيرة في الدفاع عن حقوق المرأة في هذا الجانب، حيث أن الزواج المبكر له آثاره السلبية جداً على المرأة، إذ أنها تحمل في وقت مبكر بين (13 – 18) عاماً ، وتبقى في حالة ولادات متكررة، وما أن تبلغ سن (30) عاماً تكون صحتها قد أنهكت، واستهلكت نضارة شبابها، وقدرتها على أن تحيا بسلامة صحية أو بحيوية أسوة بغيرها من نساء العالم؛ وهذا ما ينبغي أن تعطيه المنظمات الحقوقية المدافعة عن المرأة أولوية في القضايا التي تبحثها. وأكد أن من مخاطر الانفجار السكاني في بلد ضعيف الموارد الاقتصادية هو انخفاض الجانب النوعي للمواليد لعدم قدرة الأسرة على كفايتهم من احتياجاتهم الأساسية كالتغذية، والتهذيب السلوكي، والتعليم وغير ذلك من الأمور التي يؤدي الافتقار إليها الى ارتفاع معدلات الفساد والجريمة في المجتمع ، وبالتالي تفاقم مشاكل المجتمع وتعقيدها. وقال الدكتور زهير الإرياني- مدير مركز العلفي لرعاية الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة بأمانة العاصمة- أن مركز العلفي ينفذ برنامج توعوي منتظم بمعدل (3) مرات أسبوعياً يتم خلاله جمع النساء- برفقة أزواجهن- وتثقيفهن بشئون تنظيم الأسرة، من خلال محاضرات تلقيها الطبيبة المتخصصة في عيادة تنظيم الأسرة بالمركز، وأن هناك إقبال كثيف ورغبة متزايدة من قبل الأزواج وزوجاتهم في طلب المساعدة بتنظيم أسرهم، خاصة من قبل الفئات العمرية الواقعة مابين (30 – 35) عاماً. واعتبر ذلك إقبال عاملاً مشجعاً للغاية بالنسبة للجهات المعنية بشئون تنظيم الأسرة للتوسع في أعداد المراكز، وحجم الكوادر العاملة في هذا المجال، ملفتاً النظر الى أن الأخ أحمد الكحلاني –وزير الدولة، أمين العاصمة- يقوم من حين لآخر بتفقد الجهود المبذولة على هذا الصعيد، ومستوى التقدم فيها، ويولي هذه القضية اهتماماً كبيراً في إطار توجه حكومي للحد من ظاهرة الانفجار السكاني.