كنت قد عاهدت نفسي ألا أكتب شيئاً عن الحكومة الجديدة حتى يتم تشكيلها ثم تقييمها مبدئياً بعد معرفة أعضائها على الأقل، وما زلت على عهدي هذا، فأنا لن أتكلم عن الحكومة في حد ذاتها طالما أنها لم تشكل بعد، إلا أن موضوع مقالي هذا –إن صح التعبير- هو (ردود الفعل على إعلان تكليف مجور بتشكيل الحكومة!)، وأما سبب اختياري لهذا الموضوع فهو كمية الإحباط التي أصابتني وأنا أطالع بعض المشاركات في (المجلس اليمني) على شبكة الإنترنت! قبل أن أبدأ المقال سأورد في ما يلي بعض التعليقات التي (استفزتني) لكتابة هذا المقال، ومنها: 1- الحكومه سوف تحوي على كم كبير من اللصوص "الجديده" ومبارك يا شعب اليمن 2- انه كبش فداء لأن من المستحيل ان يفعل شي وسوف يحترق 3- نلاحظ ان روساء الحكومات من بعد الاریانی هم من ابناء الجنوب وهذا جزء من الخطه السنحانیه وهی حرمان ابناء الجنوب من الامساك بزمام امور حساسه فی الدوله وستروا تشكیل الحكومه من هم !!!لماذا وقعت یا علی سالم اتفاقیه الوحده ؟؟؟؟؟ 4- الخبير الجديد لو كان مهاتير محمد نفسه أظن إن ما فيه فائده ,,,,, قولوا لي ليش؟؟؟؟ أقول لكم لأنه سيكون برواز للوزارة كغيره بس وأي إقرار لمصيبة سيكون إعلاميا وراءها رئيس الوزراء وإن أراد يصلح شيء عيقلوا له مش ذلحين يعني نفس الأغاني التي كان يسمع بها الأستاذ فرج بن غانم ,,, 5- بعد أن أشبعوا "حضرموت بالفشل رغم الكفاءة يحال الفشل إلى "شبوة" في حكومات شكلية !!! 6- تعتبر عملية تغيير الوجوه والاسماء من الوسائل التي تعتمد عليها انظمة الاستبداد والفساد لضمان استمرار تخدير الشعوب الخاضعة لها ومع أن البعض يستسلمون لعملية التخدير رغبة منهم في التخلص من اعباء العمل على تحقيق الأمل في التغيير إلا أن البعض يستسلمون حين تلوح لهم أو لمن يشاطرونهم الانتماء إلى نفس المنطقة أو الحزب فرصة المشاركة في كعكة السلطة أو حتى مجرد الحصول على فتاتها 7- قد جربناه عندما كان وزير للكهرباء كانت الكهرباء طفي لصي حتى سميت وزاره طفي لصي فماذا تتوقع منه همسه في اذنك اخي اكبر خطاء ان تجرب المجرب هذه بعض المشاركت فقط، وأما باقي المشاركات فطويلة لا يتسع المجال لسردها، ولا شك طبعاً أن هناك مشاركات معتدلة، كما يوجد أيضاً مشاركات (مغرقة في التفاؤل) إلى حد إنكار حقائق لا تخفى على أحد، ولا يختلف عليها اثنان!! والان، أود معكم أن نناقش المشاركات السبع التي اخترتها واحدة فواحدة، ونبدأ بالمشاركة الأولى الذي أعتبر صاحبها قد تفوق على كل سحرة القنوات الفضائية الجديدة من (كنوز) إلى (شهرزاد)، فقد استعان بالجن –أو استعانوا به- وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكومة الجديدة ستحتوي على كثير من (اللصوص)!!! أما المشاركة الثانية فقد استفزتني –كما تستفز كل ذي عقل- كلمة (المستحيل) التي أكد بها أن رئيس الوزراء الجديد (من المستحيل أن يفعل شيئاً)!! تفاءل بالخير يا أخي تجده. أما المشاركة الثالثة فشأنها عجيب، فقد أكد المشارك أن رؤوساء الحكومات التي تلت حكومة الدكتور الإرياني كلهم من أبناء الجنوب، وأن هذه خطة (سنحانية) لحرمان أبناء الجنوب من الامساك بزمام حساسة في الدولة!! أعاننا الله على تناقض في هذا الكلام!! ولأوضح أكثر للقراء والأخ المشارك، يكفي أن تعرفوا أن د. الإرياني استلم الحكومة في الفترة من 98 وحتى 2001، ثم تلاه باجمال من 2001 وحتى 2003، ثم با جمال مرة أخرى منذ 2003 وحتى 2006، ثم باجمال من 2006 وحتى هذه الوزارة!!، فكيف استنتج (الخبير) أن (رؤوساء) الوزارات كلهم من الجنوب وهو ليس إلا رئيس وزراء واحد!!! وأما كلامه عن الخطة (السنحانية) فهذا ما يؤلم حقاً، أن (يخترع) خطة لا وجود لها وينسبها لجهة معينة!! أما ختام كلامك عن علي سالم البيض، فصدقني يا أخي، لو أن هناك ما يمكن أن يشفع للبيض عن جرائمه عند ربه وشعبه، فهو توقيعه لهذه الاتفاقية فلا تدعو بحرمانه من هذا الشرف! ومشاركتنا الرابعة –للأسف- تقطر تشاؤماً، فالمشارك يتوقع المصير نفسه لأي رئيس وزراء حتى لو كان مهاتير محمد باني ماليزيا، ويعتبر أن أي رئيس وزراء قادم إلى الحكومة سيلاقي ما لاقاه فرج بن غانم!! وبعيداً عن رأيي في فرج بن غانم، وقد أفرد له موضوعاً خاصاً لو طلبتم ذلك، فإن قليلاً من التفاؤل يا أخي المشارك لا يضر وقد ينفع! أما المشاركة الخامسة فهي موبوءة بالمناطقية البحتة التي طالما اتهم بها المشاركون في المجلس اليمني الرئيس علي عبدالله صالح!! وأحب أن أوضح للأخ المشارك أن باجمال لا يمثل حضرموت كما أن مجور لا يمثل شبوة، فكلاهما يمثل نفسه فقط. والمشاركة السادسة تشبه إلى حد كبير الفزورات ذات الجوابين، فإذا أجاب أحدهم بالجواب الأول، قيل له أن الجواب هو الثاني، وإن أجاب بالثاني قيل له أن الجواب هو الأول!! ومن هذا المنطلق يهاجم المشارك السادس بقوة وضراوة (تغيير الوجوه) واعتبرها سمة من سمات الاستبداد!! ولو لم يتغير رئيس الوزراء أو عين أحد الوجوه القديمة لهاج وماج مشاركنا العزيز ليقول أن هذه سمة من سمات الاستبداد!! وأما نهاية مشاركته فهي اتهام فاضح لكل من (يستسلم) مقابل مشاركته في السلطة!! وأخيراً تتحدث المشاركة السابعة عما يتحدث به العامة وأنصاف المتعلمين، حيث أتى بالبرهان الساطع على فشل الحكومة الجديدة، فقد جربنا رئيس الوزراء ويكفيه (فشلاً) أن وزارته أصبحت وزارة (لصي طفي)، والمجرب لا يجرب على حد قوله!! وأقول لك أيها المشارك العزيز، أن وزارات البنية التحتية مثل وزارة الكهرباء أو وزارة الاتصالات تبني خططها واستراتيجيتها على مدد طويلة وبالتالي فإن الوضع الذي أتى عليه (مجور) كان (إرثاً) سابقاً من الوزارات السابقة له، ولو كنت أشرت لفساد وزارة الاتصالات الذي ترأسها (نفس الوزير) منذ 2001 لقلت أن لك في ذلك حقاً، إلا أن (مجور) لم يستلم وزارة الكهرباء إلا في 2006، أي أن ما قام به من إصلاحات حتى اليوم يعتبر إنجازاً يحسب له، لا فشلاً يحسب عليه! وختاماً لهذا السرد، أخلص وإياكم إلى ما يلي: إن معظم المشاركات غارقة في التشاؤم إلى حد مريع، وإذا كنت أتفهم بعض أسباب هذا التشاؤم إلا أن علينا يا سادتي الكرام أن نتعلم التشاؤم الإيجابي، الذي يدفعنا إلى العمل والتغيير، لا التشاؤم السلبي الذي ليس بعده إلا أن نقيم العزاء على أنفسنا!! وأقول لمن أغرق في التشاؤم: إعلموا أولاً أنني لست مغرقاً في التفاؤل، لكنني على الأقل أعيش على الأمل، فإن مات الأمل فلن يكون للحياة معنى، وأؤكد لكم أن الإصلاح والتغيير قادمان، فمن كان منكم (يائساً) من (اليمن الجديد) فليمت وحده صامتاً، يائساً، ذابلاً، وليدع غيره يحيا على أمل (اليمن الجديد)، ودعوا الأيام تحدد لنا، هل القادم (كذبة إبريل)، أم أن القادم قدر مكتوب.