في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة ولقائه مع المسؤولين الامريكيين وعلى رأسهم الرئيس بوش طرح الرئيس علي عبدالله صالح اهم القضايا التي تهم اليمن والعالم العربي بكل جرأة وحكمة واخلاص وضعها في جملة واحده عندما قال للرئيس بوش في المؤتمر الصحفي في البيت الابيض بان حل مشكلة الصراع العربي الاسرئيلي سيحل 70% من مشاكل المنطقة. وهذه هي الحقيقة التي من المفروض ان تعرفها أمريكا وتعمل من اجلها ولو بحث الرئيس بوش لنصيحة من مستشاريه او اقرب الاصدقاء له لما نصحه بإخلاص كما نصحه الرئيس علي عبدالله صالح وربما لم يستطيع اي عبقري او أي سياسي أو فيلسوف ان يطرحها كما طرحها الرئيس علي عبدالله صالح بطريقة مهذبة وحكمة رجل دولة يفهم السياسة وإسلوب التخاطب لحل الازمات والقضايا بطريقة شجاعة وبإسلوب وحكمة صادقة ومخلصة. وهي حقيقة سؤال المليون دولار كما يقال. فقضية الشرق الاوسط والصراعات الدائمة وبلورة العنف اسبابها قضية واحدة هي قضية الصراع العربي الاسرائيلي الذي تستطيع امريكا حلها بكل سهوله لو ارادت وتوفر لها قوة الارادة وحنكة القيادة. ولم يأت طرح الرئيس علي عبدالله صالح من فراغ وإنما لما عايشه في المنطقة وعانت من مآسي ونكبات نتيجة هذا الصراع الطويل الذي خلف الكثير من الحروب والمجازر والاقتتال والمعانات لشعوب هذه المنطقة والتي تحلم هذه الشعوب بإحلال السلام والوئام على ربوعها حتى يستطيع الانسان ان يعيش حياته في امن وإستقرار يستطيع تحسين وضعه المعيشي من خلال تحسين وضع دول هذه المنطقة اقتصاديا وتخف الاعباء السياسية والعسكرية والمالية على الولاياتالمتحدة نتيجة لهذا الصراع. فهل الرئيس جورج بوش سيعمل بتلك النصيحة مثلما بدأ وتقبلها بإنشراح؟ وهل سيكونون مستشاريه مخلصين له وصادقين كما كان معه الرئيس علي عبدالله صالح ويؤيدوه للعمل بها ام انهم سيغيرون له الحقائق وتطغى عليهم السياسة فوق مصلحة الولاياتالمتحدة والعالم الذي بهذه النصيحة قد يسوده الامن والسلام والاستقرار؟.