لن يصبح منع الحمل مشكلة علي الاطلاق لدي الرجال بعد ظهور العقار الذي يتمثل في حقن هرموني عن طريق كبسولات وحقن يتعاطها المريض كل عدة أشهر. هذا المشروع الضخم تترأسه امرأة نحيلة تبلغ من العمر 35 عاما هي الاستاذة أورسولا فريدريكا هابه. وهي تدير قسم أمراض النساء والعقم والابحاث في شركة شرينج الطبية في برلين. وتقول هابه التي عكفت علي دراسة وسائل متعددة لمنع الحمل لدي الرجال إن "هذا مجرد خطوة مبدئية .. مجرد خطوة نحو الباب". وتدير هابه من مكتبها الكائن في موقع متميز في برلين يطل علي ساحة (بوتسدامر) ومبني البرلمان الالماني (الرايشستاج) مجموعة من العلماء يعكفون علي دراسة هذه الافكار في فرق صغير منتشرة في عدد من المعامل. قد تبدو المعامل عادية ولكن وراء شاشات كاميرات المتابعة والكمبيوتر والاجهزة والزجاجات تكمن تكنولوجيا دقيقة ومتقدمة جدا لا هدف لها سوي الكشف عن الاسرار المخفية بل وسر الحياة نفسها. والمشكلة الرئيسية التي تواجه العلماء هي أن المرأة بطبيعتها لا تنتج سوي بويضة واحدة شهريا يمكن تخصيبها بينما ينتج الرجل ما بين 70 إلي 100 مليون حيوان منوي يوميا. وقالت هابه إن "المزج بين زراعة جين الجستا وحقن هرمون (التستوستيرون) يؤدي بالمخ إلي التوقف عن إنتاج السائل المنوي في الخصية". وذلك لان ارتفاع مستوي الهرمون غير الطبيعي يدفع المخ إلي الاعتقاد بأنه يجري إنتاج كمية كافية من السائل المنوي. ولذلك يتوقف عن إعطاء إشارات للجسم لانتاج المزيد. ولان دورة إنتاج السائل المنوي تتطلب نحو 70 يوما لذلك يستغرق الامر بعض الوقت قبل اختفائه تماما. وبعد فترة بين ثلاثة وستة أشهر ينخفض معدل إنتاج السائل المنوي في القذف إلي صفر. وتوضح هابه إن هذه المرحلة لا يمكن الوصول إليها طبيعيا.