فيما تنذر شحة المياه بكارثة إنسانية تقف على أعتاب المستقبل اليمني، كشف اليوم بصنعاء أن خمسة محافظات يمنية عاجزة عن الاستفادة من مياهها الشحيحة بعد أن اجتاحت مادة الفلوريد بنسب عالية مياهها الجوفية فوق المستويات الآمنة المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية. وأكدت الهيئة العامة لمياه الريف إن معظم سكان محافظات (صنعاء، إب ، تعز، الضالع، وذمار) يشربون مياه جوفية تحتوي على نسبة عالية من عنصر الفلوريد عن الكمية المسموح بها عالميا والتي حددتها منظمة الصحة العالمية بين 0.5 – 1.5 ملجم لكل لتر من المياه، مشيرة إلى أنه كلما عمق المواطنون الآبار عن 200 متر بسبب تناقص منسوب المياه الجوفية، ازدادت كميات عنصر الفلوريد في المياه وتظاعفت مخاطرها الصحية على حياة المواطنين والأطفال على وجه الخصوص. إلاّ أن الكارثة الصحية دفعت مديرية سنحان وبني بهلول اليوم إلى إقرار إجراءات طواريء بعد اجتماع عقده المجلس المحلي بالمديرية ومشروع مياه الريف ومنظمة اليونسيف، وأقر سرعة إنشاء مشروع مياه شرب نقية من عنصر الفلوريد لمد سكان قرى مقولة، شعسان، وشيعان، التي أثبتت الفحوصات المخبرية احتواء مياه الشرب فيها على كميات من عنصر الفلوريد تتراوح بين 3 - 5.6 ملجرام لكل لتر، وظهرت آثارها الصحية على السكان المحليين خاصة الأطفال تمثلت في تبقع الأسنان ثم تساقطها وتقوس العظام وتسمم الهيكل العظمي عامة. واقر المجتمعون استكمال فحص بقية آبار المنطقة وعمل يافطات توعوية على كل بئر تتضمن نسبة الفلوريد فيها وصلاحيتها للشرب من عدمه، إلى جانب التنسيق المشترك لتوفير فلترات منزلية، وعمل توعية واسعة للمواطنين حول خطر استمرار الشرب من الآبار التي يزيد فيها عنصر الفلوريد على صحتهم وصحة أطفالهم، وتوجيه تلك المياه للاستخدامات المنزلية في الطهي والغسل والزراعة فقط، إلى جانب توعيتهم بعدم حفر آبار جديدة إلا بعد الرجوع إلى الجهات المختصة لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من خلوها من عنصر الفلوريد. كارثة نقص المياه في اليمن لم تعد وحدها الذي يهدد حياة اليمنيين بل أن حتى المياه المتاحة حالياً باتت تهدد الحياة الإنسانية بما تحمله من نسب عالية من الفلوريد.. ولم يعد من سبيل أمام اليمنيين غير سؤال الرب اللطف والرحمة. ملف مصور (رحلة البحث عن الماء في اليمن)