قد لا يخالفني الرأي أحد خصوصاً المعتقين في العشق والغرام بأن الحب بلاء من الدرجة الأولى ومن يُصب به يعش قليلاً من النعيم وكثيراً من الجحيم.. ضحاياه أي الحب كثيرون والنهاية دائماً عكس الأفلام الهندية وبمعنى آخر التعاسة. سألته: ما نهاية حبنا؟ فكرر لها نفس الاسطوانة المشروخة لا نهاية مع الحب «حبك والقبر» مقولة دائماً ما يكررها الحبيبان ولا أحد يجرأ أن يحب حباً حقيقياً ينتهي بعش الحياة الزوجية وليس المطلوب فيه قفصاً من الذهب بل قد يكون من صفيح أو غرفة على السطوح المهم أن تكون أركانه الحب والصدق والوفاء والإخلاص. مشكلتنا أننا عندما نحب نعوض حرماننا عاطفياً الذي قد نكون افتقدناه من الأم أو الأب أو الأخ أو الزوجة وهم الآخرون يعانون نفس المشكلة وكل منهما يبحث عن العاطفة في مكان آخر. هناك دراسة تفيد أن «70%» ممن يعيشون مغامرات عاطفية أغلبهم من المتزوجين والمتزوجات الواحد منهم يحب بعدد شعر رأسه إن أتيحت له الفرصة ووجد من تبادله نفس الشعور ولو كان كاذباً.. ما يعني أننا نعيش حالة نفسية وحبنا ليس حقيقياً بحيث تكون نهاية طبيعية.. نريد فقط أن نحب ونريد أن تبادلنا من نحبها المشاعر والإحساس وفي نفس الوقت لا نريدها شريكة للعمر. ليّ صديق رغم السنوات التي عاشها يكتب الشعر وينظم القصائد فيمن يحب إلا أنه بمجرد أن طلبت منه حبيبة العمر الاقتران بها شرعاً لم يجد سوى الهروب وبسرعة مائة وثمانون كيلو بالساعة ولو شارك في ماراثون الجري لحاز على الميدالية الذهبية. التأريخ سرد لنا قصص الحب وأبطاله ليعطي لنا حقيقة أن حلاوة الحب في المعاناة وليس في الزواج وإلا لتزوج قيس «ليلى»، وعنتر «عبلة»، ولما قرأنا أروع ملحمات الحب ولما خلدهم التأريخ حتى اليوم. مع الفارق أن الحب هذه الأيام مجرد تسلية وإشباع رغبة أو حتى يقال: شوف فلان .. البنات عليه مثل الرز.. والبنات وحدهن هنا يدفعن فاتورة غريزة عاطفية تنتهي دائماً بألم. * مدير تحرير صحيفة "الجمهورية"