بالأمس الأول تحدث مندوب الرئيس الامريكي في اليمن عن الشيخ عبد المجيد الزنداني واصفا له بانه ارهابي، في تصريح مستفز لا يراعي مشاعر اليمنيين الذين يكنون للشيخ الزنداني كثيرا من الاحترام والاجلال كشيخ قرأ مؤلفاته كثير من اليمنيين بل ووصل خيرات علمة الى مشارق الارض ومغاربها.. لنقل "ارهابي".. ولكن ما هو الشعار الذي رفعه الشيخ الزنداني حتى يتهم انه كذلك؟ هل الموت لأمريكا؟ وماذا لو كان الشيخ رفع هذا الشعار؟ كيف سيكون ردة فعل الامريكان؟ ولماذا تزامن هذا التصريح الأحمق وهذه الزيارة لهذا المبعوث مع اكتشاف السفينة الايرانية التي كانت في طريقها لليمن والتي كانت محملة بأسلحة كانت كفيلة بقتل الملايين من الشعب اليمني حد قول وزير الداخلية في مؤتمرة الصحفي الذي عقدة مع رئيس جهاز الامن القومي امس الاول بهذا الخصوص؟ وكانت بالطبع هذه السفينة في طريقها الى وكيلها الحصري لتدمير اليمن المتمثل بالحوثي وجماعته؟ كثير من الاسئلة تدور في خواطرنا ونحن نسمع تصريحات سمجة كهذه، وهذا ليس دفاعا منا على شخص الزنداني بعينه، بقدر ما هو دفاع عن الانسانية والسيادة الوطنية الذي يمثل الشيخ الزنداني واحدا من روادها، ولكن ما نود أن نضعه من أسئلة على القارئ هي لمعرفة حقيقة من يطالبوننا ان نعادي أمريكا لكي نقول لهم؟ أن هذه شعارات كسب ومزايدات سياسية ليس إلا؟ وإلا أخبروني بربكم : كم قتل الشيخ عبد المجيد الزنداني في حجة والجوف مأرب؟ كم زرع لغما في كشر وعاهم وحرف سفيان؟ كم مول جماعات مسلحة تعمل على تمزيق البلاد ودعم الانفصال وزرع الضغينة بين ثوارها كما يعمل الحوثيون في طول البلاد وعرضها وشمالها وجنوبها ؟ كم مرة قتل الشيخ الزنداني رجلا بحجة أنه عميل لأمريكا كما فعل الحوثيون في العامل في محافظة عمران في شهر سبتمبر الماضي والذي قتلوه بتهمة التجسس لصالح أمريكا؟ كم اعتقل الشيخ الزنداني من المواطنين بُحجة مخالفتهم له في الرأي؟ كم مرة قال انه ابن رسول الله؟ كم مرة فرض على سكان العاصمة "الخمس" من الزكاة وارغمهم على دفعها بحجة دعم المجاهدين في جبال مران وغيرها، كم مرة أغلق المدارس والمعاهد وحولها الى ثكنات عسكرية كما يعمل الحوثيون ذلك في صعدة وحجة وغيرها؟ كم مرة منع الناس من اقامة صلاة التراويح في المساجد؟ كم مرة أمر اتباعه بالذهاب الى السفارة الامريكية لإحراقها وتكسيرها ونهبها بحجة الغضب على رسول الله الذي يدعي الحوثي انهم أبنائه وأحبائه؟ كم مرة حاول مع اتباعه احتلال ميناء ميدي من اجل السيطرة علية لتسهيل تهريب السلاح عن طريقه الى جماعته كما يعمل الحوثيون منذ انطلاق الثورة الشبابية السلمية؟ ان الحديث عن ارهابية الزنداني، وعدم جواز مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني، كون دخوله يؤثر على مؤتمر الحوار، مقابل السكوت عن ممارسة الحوثي الارهابية التي يرتكبها بحق ابناء صعدة والجوف وكشر وعاهم، بل ومطالباتهم له بضرورة دخول الحوار الوطني، مقابل رفض الشيخ الزنداني؟ يجعلنا نرى التناقض العجيب، والتسامح المخجل والمخيف من قبل الامريكيين الذين يرفع الحوثيون في وجوههم الموت صباح مساء، دون ان نرى منهم اي ادانة تجاه تصرفات كهذه من قبل جماعة لا ترى الا العنف والارهاب وسيلة لفرض آرائها، وكسب انصارها؟ حتى السفير الامريكي الذي تهل لعنات الحوثيين علية صباح مساء، بل وانسحابهم ذات يوم اثناء حضوره اجتماع اللجنة الفنية للحوار الوطني دون ان نسمع اي ادانة او تنديد من قبل السفير او سفارته الموقرة في صنعاء أو واشنطن، يجعلنا نقول ان ثمة تحالف مشترك بين هؤلاء الذين يدعون بالويل والثبور لأمريكا في الظاهر، وفي الباطن يفرشون لهم الورود، ويرشون لهم العطور، قد جعلنا نصل الى قناعة بما قاله السفير الامريكي ذات يوم عن جماعة الحوثي أنهم لا يشكلون للأمريكيين اي خطر، وان شعاراتهم المعادية تلك لأمريكا وإسرائيل ليست سوى للكسب والمزايدة السياسية ليس إلا.