من المقرر أن تبدأ في جنيف الثلاثاء مشاورات لإحلال السلام في اليمن برعاية الأممالمتحدةغرد النص عبر تويتر بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي بالتزامن مع الإعلان عن هدنة بين الأطراف المتحاربة. وقبل ساعات من بدء المباحثات أعرب متحدث باسم الحوثيين عن تفاؤله، في حين شددت الحكومة اليمنية على تنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 القاضي بانسحاب المليشيات من العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية. ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام إعرابه عن أمله في وجود فرصة الآن أكبر من أي محادثات أو مفاوضات سابقة لوقف هذه الحرب "ومواجهة الإرهاب والتحديات"، رغم أن المتحدث نفسه كان أشار يوم السبت الماضي إلى أن "أي حوار في ظل استمرار العدوان ستكون فرص نجاحه ضئيلة". من جانبها، شددت الحكومة اليمنية على التزامها بوقف إطلاق النار -الذي بدأ اليوم- بصورة تلقائية طالما أن الحوثيين يلتزمون به، وأنها ستكتفي فقط بالرد على أي خرق. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الموالية للشرعية (سبأ) الأحد عن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الوطني اللواء ركن محمد علي المقدشي، قوله "سنلتزم بالتوجيهات (لوقف إطلاق النار) مع أن التجربة علمتنا أن المليشيا الانقلابية ليس لها أمان ولا تلتزم بعهد ولا هدنة". وكان فريق الحكومة اليمنية المفاوض قد غادر في وقت سابق العاصمة السعودية الرياض متوجها إلى جنيف للمشاركة في المشاورات. وقال عبد الله العليمي نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس الفريق الاستشاري لوكالة الأنباء اليمنية، إن الوفد ذاهب إلى جنيف لكفّ أيدي المليشيا الانقلابية التي تسببت في قتل وجرح مدنيين أبرياء. وأكد العليمي أن أمام وفد الحكومة هدف واحد لا ثاني له، هو تنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والقيام بذلك بكل وضوح. ويضم فريق الحكومة وزراء الخارجية والخدمة المدنية والتأمينات والعدل والصناعة وحقوق الإنسان، وعددا من مستشاري الرئيس عبد ربه منصور هادي. وكانت الرئاسة اليمنية أعلنت الأسبوع الماضي أن من المقرر استمرار وقف إطلاق النار سبعة أيام، قابلة للتمديد في حال التزام الحوثيين. هدف المباحثات وبحسب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد فإن مباحثات جنيفاليمنية تهدف للتوصل إلى "وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم". وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية قوله إنه "خلال الأسابيع الماضية مارست واشنطن ولندن ضغوطا شديدة على الرئيس هادي والجانب الحكومي من أجل تقديم تنازلات وعدم التشدد في طلب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي"، في إشارة إلى القرار 2216. وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي الحرب في اليمن. كما لم يتم الالتزام بأكثر من إعلان لوقف النار، لا سيما في مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين. وسيطر الحوثيون وحلفاؤهم في سبتمبر/أيلول 2014 على العاصمة صنعاء، وواصلوا التقدم جنوبا إلى عدن، ثاني أكبر مدينة في البلاد، والتي كان هادي أعلنها عاصمة موقتة بعد فترة من سقوط صنعاء. وفي مارس/آذار بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية شن غارات ضد الحوثيين وقوات صالح. وبعد أشهر، شرع في تقديم دعم ميداني مباشر لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، مما مكنها من طرد الحوثيين من عدن واستعادة أربع محافظات جنوبية. ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدأت هذه القوات هجوما واسعا لطرد الحوثيين من محافظة تعز التي تعد مدينة أساسية في تأمين المناطق الجنوبية والتقدم لاستعادة مناطق في الوسط والشمال.