جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    قبائل بني نوف في الجوف تُعلن النفير العام والجهوزية لمواجهة الأعداء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    الرئيس المشاط يعزي رئيس مجلس النواب    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدبلوماسي السابق أحمد ناشر في «حوار» هام: الدولة مستهدفة في اليمن وعلى الخليج رعاية حوار جديد
نشر في نشوان نيوز يوم 24 - 10 - 2013

حذر الدبلوماسي اليمني السابق أحمد عبده ناشر من تداعيات التقارب الايراني الامريكي على دول المنطقة مؤكدًا أنه سيكون على حساب الخليج.. وأكد استمرار الاتصالات الايرانية الامريكية الاسرائيلية لاحتواء سورية وأن الدول العربية خارج التغطية، موضحًا أن التهديد بضرب سورية مجرد تخدير للمعارضة وللشعوب العربية.
وتحدث ناشر في حوار مع جريدة «الشرق» القطرية عن الوضع الذي يمر به اليمن قائلا: إن صعدة تحولت لدولة داخل اليمن وباتت تشكل نقطة انطلاق تهدد الامن القومي. العربي، حيث توجد عناصر إيرانية عراقية ولبنانية يقودون معسكرات التدريب بالجنوب، حيث تتقاطع مصالح الايرانية وبعض الاحزاب اليسارية كما تسعى القاعدة لإشعال حرب أهلية تقود لدولة فاشلة في اليمن.
وطالب ناشر دول الخليج بالاسراع في تحقيق الوحدة الخليجية، واقترح ضم شيوخ القبائل اليمنية الى الهيئة الاستشارية الخليجية، ودعوتهم الى اجتماع في احدى الدول الخليجية بصورة عاجلة للدخول في حوارات استراتيجية جادة، تعيد الاستقرار إلى اليمن.
إلى النص:
* كيف ترى الأزمة في اليمن في ظل تصاعد التوترات في صعدة واتجاه الحراك الجنوبي نحو المطالبة
- أزمة اليمن أعمق مما يتصور بعض الناس، القضية ليست قضية انفصال ومشكلة جنوب ومشكلة شمال، لكن هناك مخطط لجعل اليمن دولة فاشلة، وتكون منطقة لتصدير أعمال العنف والإرهاب ومنطقة للضغط، لتشكل حزاما على الجزيرة العربية، أما فيما يتعلق بالجنوب فان الحزب الاشتراكي ليس هو اللاعب الوحيد في الساحة، والحزب الاشتراكي عدة احزاب، حزب البيض وحزب علي ناصر وحزب ياسن سعي نعمان ومجموعات تابعة لعلي عبد الله صالح، فهناك لاعبون آخرون بقايا الأحزاب الأخرى، اضافة إلى الجماعات الارهابية المسلحة التي لها نفوذ كبير في المنطقة والجيش الجنوبي السابق لم يعد عنده وجود، ولكن هناك قوى مسلحة تحمل السلاح تنتمي إلى الجماعات المتطرفة.
وبلا شك فإن هناك لاعبا جديدا في الجنوب اليمني، إنهم الإيرانيون من خلال معسكرات التدريب التي يقوم عليها الإيرانيون وحزب الله ويريدون ان يحولوا التوتر إلى حرب اهلية، وهم يعرفون انه اذا انفصل الجنوب لن تكون هناك فئة قادرة على تولي السلطة، ولكن ستتحارب الفئات وتتقاتل، إضافة إلى الصراعات، وهناك تمت تغذية الروح الانفصالية والعرقية، واهل اليمن قبائل واحدة تستظل بالدولة الواحدة بلا فروق او اعراق مختلفة، وان كان الحديث عن المعاناة فهي موجودة في كل انحاء اليمن، والهدف ايجاد صراع، وهذا منه صراحة سلطنة عمان بأنه اذا كان هناك انفصال في اليمن، سيكون اثره خطيرا للغاية على استقرار المنطقة، لأن المنطقة مطلة على البحر الاحمر وبحر العرب، اضافة إلى شرق إفريقيا من الاريتريين والصوماليين، وهذا كله سيكون من العوامل التي تساعد على عدم استقرار البحر الاحمر، وايجاد خلل خطير في المنطقة، فالوضع يختلف عن 1994 عندما كانت هناك خلافات وصراعات مع النظام فالوضع الان يختلف، فهناك لاعب جديد وهو الخوف من ان تكون المنطقة منطقة تجمع للفئات الارهابية، والتي تهرب المخدرات والاسلحة وهو امر خطير يهدد استقرار وامن المنطقة، كما حذرت منه عدة جهات.
* هل ترى أن نفوذ القاعدة يزداد رغم الغارات المتواصلة للقوات الامريكية والقوات اليمنية؟
- اليمن لا توجد به دولة قوية وهناك من يمول القاعدة والجماعات الانفصالية، وعلى رأسها إيران فهي تمول الجميع.
* لكن القاعدة لها اهداف تختلف عن اهداف إيران؟
- هناك مصالح تتقاطع، كما هو في العراق، الان الهدف هو ايجاد دولة فاشلة في اليمن، وهو امر يخدم المصالح الإيرانية التوسعية في المنطقة، فإيران ليست في خلاف على الحدود مع العراق، او غير ذلك، ولكن لها برنامج توسعي في المنطقة، فاذا كانت اسرائيل تتكلم من النيل الى الفرات، فإيران لديها نفس الأفكار التوسعية.
* لكن العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران تشير إلى غير ذلك، وانه اذا كان هناك تمويل إيراني للجنوبيني فهو تبرعات ذاتية لا تتبناها الجمهورية؟
- إيران لا تعاني من اي عقوبات، لأنها تعتمد على بترول العراق وتستفيد منه في تصدير الثورة وتمويل برنامجها التوسعي ؟
* لكن أين الدولة اليمنية اذا كان بمقدرة اي طرف اختراق حدودها؟
- الدولة تعاني من عدم اكتمال هيكليتها، إضافة إلى ان الاحزاب انشغلت بالمحاصصة، اضافة إلى ان المسؤولين في الدولة لم يفكروا في القضية الامنية، وهي قضية أخطر من اي شيء، والان الناس تختلف.. فيحملون السلاح لتخرج الامور عن سيطرة الدولة، وهذا لا يمكن معه الحوار، فمن يحمل السلاح ويقتل الابرياء ويطرد موظفي الدولة، ويفرض هيمنته على المنطقة التي تحت سيطرته، لا يمكن ان يكون معه حوار.
تواطؤ
* لكن نفوذ القاعدة يتنامى لدرجة انهم تمكنوا من تفجير مبنى مكافحة المتفجرات؟
- هذا دليل على أن هناك جهات داخل الجهاز الحكومي متواطئة مع جهات ودول خارجية، هدفها تدمير اليمن وإيصاله إلى الحرب الاهلية، وهذه الدول لا تريد الاستقرار في اليمن، وهذه المشكلة تحتاج إلى ان يتم اللقاء بإشراف من دول مجلس التعاون، وعدد من الدول الاسلامية والمؤسسات تضغط على الاطراف المعنية للوصول إلى قاسم مشترك وميثاق شرف، وايجاد الاستقرار وسيادة الدولة في اليمن، وعند ذلك يتم حل كل المشاكل، أما بدون أمن واستقرار الدولة فنحن نغالط أنفسها.
* تصاعد نفوذ القاعدة وقطع الكهرباء وتواصل الاعتداءات الا يعني أن الحوار الذي تقوده الدولة فاشل؟
- الحوار مع جماعة ليس بيدها إمكانات، وال يملكون السيطرة على الميدان والحوار يجب ان يشمل شيوخ القبائل والاعيان والقادة العسكرين ومن بيدهم النفوذ؛ بأن يتفقوا على قرار للمحافظة على سيادة اليمن، وال بد ان يبدأ الحوار انطاقا من الاتفاق على سيادة الدولة ودستورها وامنها، وهذه ثوابت، وبالخروج عليها ينتفي الهدف من الحوار؟
* ما هي الجهات داخل الدولة التي تعوق جهود بناء اليمن وتحقيق المصالحة؟
- هناك النظام السابق، اضافة إلى الاحزاب الموالية لإيران، واليسارين، وبقايا الناصرين الذين فقدوا دعمهم ووجودهم في المنطقة، فيسعون لبناء تحالف للمصالح المشتركة في اليمن، لهدم الدولة وادخالها في متاهة، ولا يهمهم الاستقرار بقدر ما يهمهم نصيبهم من البلد، ويتحالفون حتى ولو لم يتفقوا على المنهج والفكر، لكن اليمن ليست واردة في حساباتهم، ويبحثون عن المجد الشخصي ومعالجة الأحداث بلغة الستينات.
* مؤخرا تم استهداف موكب السفيرة الألمانية في اليمن فهل للتدخل الاجنبي تأثير في الاحداث؟
- الهدف هو هز ثقة الدولة، فهناك أجندات كثيرة في اليمن، لا يعنيها الحوار وال سيادة اليمن بقدر ما يعنيها أن تحقق أهدافها في اليمن.
* صناع الثورة
* أين ذهب صناع الثورة في اليمن؟
- الشباب الذين خرجوا للثورة والاسماء التي كنا نعرفها، لم يعد لها وجود، لأن الاحزاب التي تحاصصت في السلطة هي التي حصلت على المكاسب وتحاصصت في السلطة، ولم يعد لهؤلاء شيء لأن هدفهم كان تغيير النظام، ولم يكن لديهم منهج وهؤلاء كانوا قد أعدوا برامج للقفز على السلطة، وتمكنوا من السيطرة واكتفى شباب الثورة بتغيير النظام، ولم يكن عندهم برنامج واضح وال قراءة لاحداث داخليا وخارجيا.
* هل بإمكان النظام السابق وأوالد على صالح العودة مرة أخرى؟
- هؤلاء مستعدون للتحالف مع الشيطان، وتجار الاسلحة للعودة للسلطة، لكن عودتهم صعبة وتحركاتهم انتقامية مثل الافعى التي ضربت ولم تمت، او الذئب الجريح، وهم لديهم اموال كان ولى ان يستخدموها في التنمية، ودعم الفقراء بقايا ولكنهم يبغون مصالحهم فقط، وما حدث ان النظام لا تزال تسيطر وإن تغيرت الوجوه.
* هناك خطط لدمج اليمن في منظومة مجلس التعاون لكن هل هناك استهداف للوجود الخليجي في اليمن؟
- نعم والامر لم يعد مخفيا بعد العراق وسورية والتدخل في البحرين فإيران تريد التوسع وفرض نفوذها في المنطقة وتتخذ من اليمن ركيزة النطاق وما يجري في صعدة لا يعني وجود قوة للحوثيين ولكنه نفوذ الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين الذين يخططون لكل ما يجري في صعدة.. وصعدة جيب غابت عنه الدولة بالكامل وباتت تشكل دولة داخل الدولة وهدفهم واضح، ومفروض ان تعي دول المنطقة خطر ذلك على الامن القومي العربي لكن الدول العربية لا تريد ان تستوعب هذه القضية وما تشكله من خطر على امن البحر الأحمر بهدف التحكم في الممرات المائية الحيوية والهيمنة فسياسة الشاه تعود وان حدث تغير في الاسماء لكن نفس السياسة التي كانت تريدها الامبراطورية الإيرانية تطبق من جديد.
* لكن ما الدالئل على ما تقول من مد إيران لنفوذها في البحر الأحمر؟
- كل الدراسات ومراكز البحوث تؤكد ذلك في تقاريرها الامنية وليس هناك شيء مخفي وليس في البحر الاحمر فقط بل في الصومال والسودان وافريقيا من حيث استئجار الموانئ والدخول في مشاريع اقتصادية تتستر وراءها.
* لكن اليس من حق إيران البحث عن علاقات اقتصادية وتجارية في افريقيا او غيرها من القارات؟
- الامور لا تتوقف عند المصالح الاقتصادية لكن يمتد تدخلها في الشؤون الداخلية لأمور ترفضها الدول بدليل طردها من جامبيا وطردت من السنغال وثبت تورطها في تجارة الاسلحة غير المشروعة والنشاط يتعدى المصالح الاقتصادية الطبيعية بن الدول والحرس الثوري هو الذي يتولى ادارة هذه الملفات وانشاء معسكرات التدريب على نحو ما وجدنا في الضاحية الجنوبية للبنان فهم يجندون عناصر شيعية للتدريب ومن ثم يدفعون بهم للقتال في الدول التي يريدون هدمها واضعاف هيبة الدولة فيها على نحو ما يجري في سوريا حيث يوجد كثير من اليمنيين تدربوا في لبنان ويقاتلون مع النظام السوري. وعلى دول المنطقة ان تسعى لدراسة هذه الظاهرة.
وللأسف فان الجامعة العربية مغيبة وال وجود لها وعلى دول مجلس التعاون ان تدرس ما يراد لها وهو برنامج قديم فالسياسة الغربية تقوم على النظريات البريطانية القديمة، والعرب لا يقرؤون في هذه الأشياء، لا تستطيع أن تحكم على الحاضر دون العودة إلى الماضي، هناك مصالح تحكم الدول الغربية، الهدف هو أمن إسرائيل فأمنها فوق كل شيء.. ولن تأمن إسرائيل الا بصراعات في المنطقة.. والهدف هو إضعاف جيوش المنطقة فكما دمروا العراق، يحدث الان الامر ذاته في سوريا، وفي نفس الوقت يتكلمون فيه عن المعارضة، يقومون عن طريق المالكي بإدخال الاسلحة إلى الاسد حتى تنهك هذه الدولة بعضها البعض. وظن العرب أن الدول الغربية ستضرب سوريا كأنها جمعية خيرية.. تدخلوا في العراق لأن فيها بترولاً.. مصالحهم ليست كذلك، تدخلوا في ليبيا لنفس السبب، وتدخلت فرنسا في منطقة مالي لأن فيها يورانيوم وهناك مصالح وغير ذلك..
لكن سوريا يختلف وضعها عن مصر، ففي مصر لابد من صناعة جماعات متطرفة لخلق الصراع الداخلي حتى تبقى القوات العسكرية في المنطقة تسبح في صراع مع الشعب وصراع مع المنطقة، أي عملية استنزاف حتى تبقى اسرائيل القوة المتفوقة في المنطقة؟
* ما المطلوب من القمة الخليجية بالنسبة لليمن كخطط استراتيجية؟
- المطلوب من دول الخليج أهو أن تستدعي القيادات المؤثرة في اليمن — كشيوخ القبائل والقيادات العسكرية ورجالات الاحزاب وغيرهم من أصحاب النفوذ المختلفين — إلى اللقاء في احدى الدول الخليجية، أن تدعوهم إلى جلسة مطولة وتضغط عليهم للوصول إلى ميثاق شرف لعودة الاستقرار والتنمية إلى البلاد، بحيث يكون التركيز على نقطتين، أولهما، محاربة الجماعات الارهابية، والأخرى مقاومة تجارة السلاح في اليمن ووضع تجار الاسلحة ضمن القائمة الدولية للمطلوبين لأنهم يشكلون خطرا على أمن المنطقة. وكذلك أيضا تطوير القوات المسلحة والامن اليمني بحيث يكونون في مستوى يمني يحفظ مكانة اليمن واستقرارها وخيرها، بالاضافة إلى برنامج تنمية وحملة تنمية شاملة جدا ملساعدة الناس والحفاظ على استقرار البلا يجب على دول الخليج أن تتعامل مع اليمن بلغة جماعية وليست فردية.
* هل تظن أن الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون من الممكن أن تضم ا لشيوخ والقبائل في اليمن مثلاً، وتأخذ بآرائهم ومقترحاتهم؟
هذا ممكن وليس وحدهم، وإنما جميع فئات اليمن. تستضيفهم ويكون هدفها الحفاظ على أمن الخليج وباستقرار اليمن، وإنها لن تسمح لأية جهة أو أية فئة في الداخل أو الخارج بتهديد استقرار المنطقة، ويكون هذا بالضغط على هؤلاء الناس للقبول بالعمل على مرحلة انتقالية والاعداد للأوضاع في المستقبل، بالاضافة إلى أن بقايا الحسم معهم في عدم التدخل في الأوضاع الحالية.
* في ضوء الاحداث التي تشهدها المنطقة، حدث تقارب أمريكي إيراني في نيويورك، كيف تقرأ هذا هل سيكون على حساب المصلحة العربية؟
التقارب هذا موجود من قبل، وليس الان فقط، ولكنه خرج إلى العلن..وهذا يدل على سذاجة الاعلام العربي وسذاجة بعض الجهات. لا يوجد خلافات لأن كثيرا من القادة الإيرانين درسوا في أمريكا، ولهم علاقات، وقنوات، واتصالات، وهناك هم علاقة مصالح مع الدول الغربية؛ لا أعني أنهم إخوة ومتحابون لكن المصالح تجمعهم. إيران دولة ذكية وتعرف كيف تلعب لأن لديها قوى متعلمة ومثقفة، وهناك إيرانيون إعلاميون في الخارج وهم قنوات اتصال. ولذلك نجد أن العلاقات لم تتوقف.. وقد تكلمت المواقع الاستراتيجية العسكرية الغربية عن أن إيران تشتري برامج تقنية ومعلوماتية وكل شيء من إسرائيل عن طريق إيرانيين يحملون جنسيات أخرى.. إذا كانت أمريكا وإسرائيل ضد إيران كما ضربوا العراق، لكنهم لا يريدون ضرب هذه الدولة لأن بقاءها يخدم مصالح الولايات المتحدة في منطقة الدول العربية، أي يخدم هذه المصالح الاستراتيجية في تهديد الدول، ويجعل الدول العربية لا تهدد بنفسها وبأوضاعها الامنية الداخلية. هذه القضية لا يزال الاعلام لا يستطيع فهمها وقراءتها، لكنها موجودة بن أمريكا وإيران وهناك تواصل بينهم، وهناك تعاون بينهم في قضية أفغانستان وقضايا المنطقة، ولا يوجد انقطاع في العلاقات،لا يجب أن ننشغل بالتهريجات الاعلامية.. العرب يعيشون خارج التغطية عندما يتحدثون عن قضايا لا وجود لها. تصدم عندما مراكز الدراسات العربية والاعلاميين العرب وقنوات الإعلام العربية تضلل المواطن العربي بمعلومات خاطئة في هذا الجانب، ولا تقدم دراسات واقعية مبنية على أسس سلمية.
* أجندة فكرية
* هل ترى ان التضليل والتخاذل العربي هو الذي سمح ببسط إيران نفوذها في العراق واليمن؟
- إيران لها اجندة فكرية وثقافية والقضية قضية منهج فكري وثقافي فهي تريد ان تعيد الصراعات القديمة ومشكلتنا مع الإيرانيين انهم يريدون اعادة صراعات الماضي ايام كسرى والصفويين ولو تخلت إيران عن هذه المفاهيم والافكار العنصرية لاستطاعت بناء الثقة مع دول المنطقة وما يجري في العراق من تهجير واستهداف للسنة معروف فإيران تتشابه مع إسرائيل اسرائيل في افكار كثيرة فإيران تهجر العراقيين واسرائيل تهجر الفلسطينين وإيران تصدر المياه الملوثة إلى مزارع العراق مثلما تفعل اسرائيل في الاراضي الفلسطينية فهناك برنامج لإقامة دولة ذات اهداف توسعية في المنطقة ومشكلة الإيرانيين والاسرائيليين انهم يعيشون على عقل الماضي واحلام الامبراطوريات وهي نقطة الخلاف بين العرب وإسرائيل وإيران.
* هل ترى ان هناك صفقة في سوريا بني امريكا وإيران لإدارة البرنامج النووي الإيراني والازمة السورية؟
- البرنامج النووي الإيراني مماطلة والهدف تطويل امد الازمة حتى يتم هدم سوريا نهائيا وتدمير الجيش السوري بالكامل وتدمير البلد ومن ثم تكون الحاجة إلى سنوات طويلة للبناء وكل هذه الاشياء من حديث عن ضربة مجرد سيناريو مضحك انخدع به العرب فلا توجد ضربة لأن هناك مصالح واهدافا استراتيجية يستحيل معها ضرب سوريا وهناك مصالح متبادلة تتفق على هدم الدولة اما البرنامج الكيماوي وغير ذلك فالهدف منه تخدير المعارضة السورية والشعوب العربية حتى تستمر المعاناة ويستمر القتل والتهجير للسورين والدول العربية فشلت في ان تكون دولاً قوية مما سمح لإيران بالعودة كشرطي للمنطقة معتمدة على حزب الله وعناصر موالية لها داخل دول الخليج، واصبح اقصى ما تتمناه الدول العربية هو ضمان امنها واستقرار أنظمتها ودول الخليج يجب ان تنتبه إلى ما يحاك لها والوحدة في هذه المرحلة لأن الدول الغربية تفكر لمصالحها ولا تفكر في مصالح دول المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.