أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات, نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بان النفوذ الإيراني يأتي على حساب المصالح العربية والأمن القومي العربي وان الخطر الأساسي الذي تواجه الدول العربية هو الخطر الإسرائيلي كونه مهدد للأمن القومي العربي وللوجود العربي ذاته. وقال الدكتور الزيات الذي يزور اليمن حاليا بدعوة من مركز سبأ للدراسات بالمؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الثلاثاء بصنعاء أن تحركات إيران في العراق ومنعها عودة العراق إلى الصف العربي ودعوتها الفصائل الفلسطينية إلى تعميق خيار المقاومة بأنها دعوة حق يراد بها باطل وفي نفس الوقت تؤثر على الجهود العربية المبذولة للتسوية. وأضاف أن العرب لا يملكون إستراتيجية او وجهة نظر موحدة لمواجهة النفوذ الإيراني والتوسع الاستيطاني الاسرائيلي في المنطقة حيث أن بعضهم يرى أن النفوذ الإيراني يشكل خطر على الأمن العربي وأخر يرى من إيران حليف وصديق وهذا ما يشكل صعوبة في تحقيق رؤى موحدة وعن الصراع بين أمريكا وإسرائيل قال الزيات لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون وأن أمريكا تختلف مع إيران في المصالح والدليل هو استهداف الطرفين لدولة العراق وأن قضايا الخلاف بين الطرفين واضحة تتعلق بأمن إسرائيل والاستقرار في الخليج و اتفقوا على أن يكون أمن الخليج غير مستقر. وأشار الباحث السياسي الزيات إلى أن كل المعطيات تشير إلى أن هناك نوع من التفاهم السياسي بين الطرفين والدليل أن أمريكي تتعامل ببطء تجاه إيران إضافة إلى المماطلة في الملف النووي الإيراني وان هناك هدوء أمريكي وقبول للمماطلة إضافة إلى التقديرات التي تقول بأن إيران لم تقترب من إنتاج السلاح النووي بصورة كافية. مشيراً إلى أن قضايا الخلاف بين الطرفين واضحة وهي تتعلق بأمن إسرائيل والاستقرار في الخليج. وتطرق الزيات في المؤتمر الصحفي إلى المخطط الأمريكي الجديد الذي يتحدث عن الخطر الإيراني المجوسي في منطقة الخليج بد لا من أن يتخذ مواقف لرفض الاستيطان الإسرائيلي . مؤكد بأن الخطر الأساسي الذي تواجه الدول العربية هو الخطر الإسرائيلي كونه مهدد أساسي للأمن القومي العربي وللوجود العربي ذاته كما تطرق الزيات إلى الأسباب التي تمنع من مغامرة أمريكا لضرب إيران وقال ان الولاياتالمتحدة لأتجرأ على هذه المغامرة وترغب في الانسحاب الأمن من العراق وإيران لديها القدرة بأن تجعل هذا الانسحاب غير أمن , وان أمريكا تبحث عن نفوذ أقوى بعد الانسحاب من العراق وإيران أصبحت طرف في صنع القرار الداخلي في العراق والدليل على ذلك أن الرئيس نجاد قال بأنه لن يسمح بعودة أحد من البعثيين دون أن يعترضه أحد من الساسة العراقيين في الداخل وأن أمريكا لم تجني ثمار مما دفعته في العراق ولهذا لا يمكن أن تغامر في الصراع مع إيران. الشيء الأخر أن الأوضاع غير المستقرة التي تتوهج يوما بعد يوم في أفغانستان جعلت الاتحاد الأوروبي وأمريكا تدعو إيران إلى المشاركة في المباحثات لمعالجة الأمن في باكستان وبالتالي فان أمريكا بحاجة للموقف الإيراني وكيف يمكن لها أن تتصارع معه. وقال الزيات إن ضرب إيران سيحدث متغيرات عديدة أولها أن إيران ستنسحب من اتفاقيات الحظر النووي والتعاون مع لجنة الطاقة النووية وعند ضرب المعامل النووية الإيرانية فإن إيران أصبحت تمتلك المعامل والقدرات لصنع معامل نووية أخرى. وذكر الزيات أن إيران دولة قوية ولها امتدادات عديدة في مضيق هرموز والخليج وتستطيع أن تمنع استمرار تدفق النفط إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحول الموقف السياسي الروسي تجاه المفاعل النووي الإيراني قال الزيات أن الموقف الروسي ليس داعماً للبرنامج النووي على الإطلاق ولكنها تهدف إلى استثمار هذا في التعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولتوسيع النفوذ الروسي في المنطقة وان تلك السياسة تأخذ عدة مستويات أولها أن روسيا شأنها شأن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإن أمتلك إيران للسلاح النووي يهدد الهيمنة الروسية في المنطقة وهذا امر مرفوض من قبل روسيا , ثانياً هناك صراع بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية وأن أمريكا قلقة من عودة النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط وأن السياسة الروسية تدعم البرنامج النووي الإيراني من أجل أن يصبح ليدها ورقة تساوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية وهذا ما يحدث في الفعل. وعن علاقة سوريا بإيران قال الزيات ان سوريا تعتبر إحدى الدول التي تطرح الفكر القومي وترعى العمل القومي وأن اقتراب إيران من دولة بهذا الحجم يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لها لكون سوريا نقطة انطلاق في حد ذاتها خاصة في التواصل مع الفصائل الفلسطينية وحزب الله إضافة إلى ذلك فإن سوريا مطلوبة بالنسبة لإيران في ما يتعلق بترتيبات العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية أما من المنظور السوري فإن إيران تمثل مرجعية إقليمية لها في ظل انسداد الأفق للتسوية في الملف السوري واستعادة الجولات وأن الضغوط التي تمارس على سوريا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي لسحبها من التحالف لم تنجح حتى الآن بسبب الحوافز المقدمة لسوريا ومع هذا لم تغريها بأن تبيع إيران للطرف الأخر وبالتالي فإن سوريا حريصة على التحالف مع إيران كي تسعى أمريكا إلى الضغط على إسرائيل واستعادة الجولان.