قال نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الدكتور محمد مجاهد الزيات إن هناك توافقا كبيرا بين السياستين الإيرانية والأمريكية باستثناء مسألة امتلاك الأولى لسلاح نووي، وأمن إسرائيل، مؤكدا أنهما التقتا واتفقتا على القضاء على النظام البعثي في العراق, والذي قضى على الواجهة العربية للعراق، كما اتفقتا على أن يصبح الخليج العربي غير مستقر، في حين يهمهما أن تصبح الحكومة العراقية المركزية ضعيفة، موضحا أن قضايا الخلاف ليست قضايا حادة. وأكد الزيات, في مؤتمر صحفي نظمه مركز سبأ للدارسات الإستراتيجية, أن سوريا دولة مهمة بالنسبة لإيران، باعتبارها إحدى الدول ذات الوزن الإقليمي, وإنها تؤيد سياسة إيران؛ نتيجة انسداد الأفق باستعادة الجولان. وأضاف, أن دمشق تمثل أهمية كبيرة لإيران، وهي نقطة انطلاقها في التواصل مع حزب الله ومع الفصائل الفلسطينية واللبنانية وحركة حماس، مشيرا إلى أن هذا الدور يؤثر على الجهود المبذولة في مسار التسوية. وعن دور مصر في المنطقة قال إن البيئة الإقليمية لم تعد تساعد مصر في لعب دور أكبر، بمقابل منع بعض الدول العربية مصر للعب أي دور، في ظل التنافس الإقليمي الذي قال إنه على أشده وإن مصر تجد شغبا لمنع حركتها. وأشار إلى أن دول الممانعة لم تقدم أي شي للقضية العربية, في حين استبعد حدوث حرب محتملة في المنطقة تقودها الولاياتالمتحدة ضد إيران؛ مرجعا ذلك لعدة أسباب أبرزها أن إيران طرف أساسي في صنع القرار داخل العراق الذي تخطط أمريكا للانسحاب منه، وأن ضرب أمريكا لإيران سيعمل على إحداث تغيير كبير في الخارطة الإقليمية، وخاصة في الخليج، وهو الأمر الذي تخشاه أميركا، إضافة إلى أن توجيه ضربه أمريكية لإيران سيجعل الأخيرة تنسحب من مفاوضاتها بشأن ملفها النووي, مؤكدا أن المعطيات تقول بأننا مقبلون على تفاهمات سياسية إيرانية أمريكية، إذ أن أمريكا تتعامل ببطء مع ملف إيران النووي، في الوقت الذي تتعامل فيه إيران بنوع من المماطلة، لكنه لم يستبعد وجود استعدادات لتهيئة المناخ لعملية عسكرية. كما أكد أحقية إيران بأن تصبح قوة إقليمية ودولة عظمى، لكنه تحفظ عن سعيها في القيام بأدوار ولعب أوراق تهدد المصالح القومية الإقليمية, موضحا أن الخطر الأكبر ليس في إيران وإنما في إسرائيل. يذكر أن محمد مجاهد الزيات- نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط, يزور اليمن حاليا بدعوة من مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية, حيث ألقى محاضرات في الكلية العسكرية العليا وجامعة صنعاء عن "المشروع الإستراتيجي الإيراني وأبعاده الإقليمية", و"تحديات النظام الإقليمي العربي".