مؤتمريون يدّعون أنهم يؤيدون للرئيس هادي عقدوا مؤتمراً صحفياً في عدن الأربعاء وهددوا بإنشاء حزب مؤتمر جنوبي إذا لم يتراجع المؤتمر عن اقصاء الرئيس من منصب النائب الأول. بمعنى أنهم يقولون: ابقاء الرئيس في منصبه أو الانفصال.! ليس فقط، وأضاف المجتمعون في عدن، أنهم قد يضيفون لحزبهم الجنوبي برئاسة هادي، إقليم الجند!! وهو اسم اخترعته أوهامهم يستخفون فيه بالمواطنين في بعض المحافظات، وكأن هؤلاء وصلوا للتو حاملين تجربة المرحلة الانتقالية وبساط الدولة الاتحادية الذي يحولون اليمن فيه بلمسة سحرية إلى جنة أرضية. إذا كانت هذه رؤيتكم ولا تعترف باليمن كتلة واحدة.. فأفضل للمؤتمر ألا تكونوا في صفوفه..! ثم: هل تدركون معنى أنكم تظهرون بهذه الصيغة التقسيمية الانفصالية المناطقية وتدافعون عن رئيس الجمهورية؟ وكأنكم لا تعلمون أنكم تصورون الرئيس هادي لا يستحق رئاسة اليمن!.. أي أنكم تخدمون الرئيس صالح وأطراف أخرى بإظهار أن الرئيس هادي انفصالي يستخدم موضوع الوحدة للابتزاز!.. ولهذا أنتم بحاجة للاعتذار لهادي والصعود إلى صنعاء لعقد أي اجتماع.. باعتبارها عاصمة اليمن التي تسلمها هادي!. وإلا ما الذي طرأ؟ إذا كان قد طرأ شيء فاسألوا رئيس الجمهورية، لأنه معني بالحفاظ على الوطن، وإذا كان قد حدث أمر خارج إرادته فكان عليه أن يقدم استقالته. إذا لم يكن المؤتمر الموالي لهادي، أو من يدعي أنه كذلك، قادراً على أن يحصل على مؤيدين من سنحان وخولان وعمران وذمار… فعليه أن يصمت ويقبل بالقرار. ** ثم ما هذا “إقليم الجند”؟ تسلموا قيادة اليمن الواحد من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله. وكانت هذه التجربة كافيةً. ما الذي لم يتدمر بعد في أي جزء من اليمن، وما الذي يجبر عدن على تجريب ما جربته صنعاء؟ ربما أن الرئيس هادي لم يسمع بالخطوة التي أقدمتم عليها لأنه منشغل بأمور البلاد والتخطيط لقضايا التنمية. وإلا لأمر باعتقالكم بتهمة العمل ضد وحدة الوطن!. ** تستحقون الرثاء.. ما تسوقونه من مبررات تظهرون فيها عداءً تجاه جزء من أبناء الوطن. لا تخجلون وأنتم تدعون لتقسيم البلاد. لو كانت صنعاء كما تزعمون أصبحت تواجه تحديات، فالخيار المفترض منكم أن تناضلوا لأجلها، وإلا فأنتم عاجزون، فوق أنكم مناطقيون، ابتزازيون،. مؤتمر صالح لديه من جميع المحافظات، ومؤتمركم تشطيري عنصري، إدانة لكم وليس لغيركم. من شروط أي حزب سياسي ليتم الترخيص له ألا يكون قائماً “على أساس مناطقي أو قبلي أو طائفي أو فئوي أو مهني أو التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو اللون”. وكذلك من الشروط “قيام الحزب أو التنظيم السياسي على أساس وطني بحيث لا تحصر العضوية في منطقة جغرافية معينة”. إذن؛ أنتم باختصار: خارجون على الدستور القانون ودعاة تفريق وتمزيق وتمييز، فكيف تتجرأون على ادعاء الدفاع عن “رئيس الجمهورية” المعني الأول بالحفاظ على الوطن وتطبيق القانون والدستور؟! أألآن صنعاء لم تعد صنعاء؟واليمنيون في الجوف وصعدة ومأرب والحديدة وحجة وذمار وعمران وريمة.. ليسوا بنظركم…..؟ أهكذا تفعلون باسم مؤتمر الرئيس؟ لقيادة المؤتمر أن تطمئن وتبتسم وتمد رجليها إذا كان المنتقدون لها يحملون رؤيتكم! إما إذا تبين أنكما تعملون معها بالخفاء للإساءة للرئيس هادي، بإظهار أنكم تدافعون عنه. فهذا أمر آخر.