أشهر من المواجهات الدامية سقط فيها مئات الشهداء من أبناء اليمن من الجنود والمواطنين لتحرير أبين التي سلمها نظام علي عبدالله صالح لمسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة الإرهابي.. هذه المواجهة التي كان أبطالها هم أبناء الشعب اليمني وعلى رأسهم أبناء أبين وأبطال اللواء 25 ميكا بقيادة البطل الصوملي والذي رفض تسليم المدينة للمسلحين، وظل محاصراً لأشهر في ظل رفض قائد المنطقة الجنوبية مهدي مقولة تقديم الدعم له، والأخير ينفذ أوامر علي عبدالله صالح الذي أراد العبث بالبلاد ليثبت أن البديل عنه هو القاعدة!. وخطورة الأوضاع في أبين لم تكن الحرب ولا هي القاعدة فقط، بل إن الخطورة البالغة الحساسية تكمن في أهداف خسيسة لنظام صالح وإدارة العيال، وهي أن أبين لم تكن سوى طريق القاعدة إلى عدن ، وهناك ستكون ساعة الصفر للتدخل الخارجي من قبل القوى الدولية التي تحلم بعدن بحجة تأمين الممرات الدولية ومواجهة الإرهاب بينما الداخل منقسم على نفسه، ولذلك حرص الجيش الموالي للثورة على مواجهة المسلحين في أبين والحيلولة دون سيطرتهم على المدينة ولدلك أيضاً صدر البيان رقم (1).. وفشلت أهداف النظام الخبيثة.. اليوم وبعد أن تقدم الجيش المؤيد للثورة من عدة محاور وعلى رأس قادته اللواء فيصل رجب لتحرير أبين وفك الحصار عن اللواء 25 ميكا الذي كان معتمداً على الدعم الجوي من أمريكا والسعودية، نجد أن العصابة المتسلطة على الشعب بقيادة نجل الرئيس أحمد علي عبدالله صالح تقوم بتزييف الحقائق والوقائع وتتحدث عن انتصارها في أبين!!.. وما يثير التفزز هو الصور التي نشرتها وسائل الإعلام السلطوية لمهدي مقولة وكأنه هو من حرر أبين، بينما مهدي مقولة هذا الذي يعتبر أحد أكبر أعمدة الفساد وهو مدعوم مباشرة من أحمد علي صالح، هو من كان يرفض تقديم الدعم لأبطال الجيش كما أكد الصوملي في مقابلته مع جريدة "الشرق الأوسط" الشهر الماضي.. وقد تناقلت الصحف أخباراً عن استياء النائب عبدربه منصور هادي من مقولة، وتهديده بالإقالة أكثر من مرة لرفضه أوامره.. مهدي مقولة هو من أشعل الحراك ودعوات الانفصال في المحافظات الجنوبية نتيجة تصرفاته وعمليات السرقة الهائلة للأراضي والعبث بالمحافظات الجنوبية، وكانت جميع الحلول للأزمة في الجنوب تقترح أولاً إقالة مقولة.. لكن احمد علي يرفض.. مهزلة بالدماء مهزلة بالبلاد، بالقضايا المصيرية.. أما السيف أحمد علي صالح فهو الذي كان الناس يتناقلون عنه أنه منتظم ومتعلم.. وهو المشرف العام للعصابة المنهارة التي كانت إدارة للبلاد منذ خروج أبيه إلى السعودية للعلاج.. وينشر وسط الجنود التابعين له وعناصر الحزب الحاكم أنه رجل قانون ومتعلم...لكن كل ما يحدث في الواقع اليمني وما تقوله لنا وسائل الإعلام الرسمية من دجل وزيف وكذب دون أية مراعاة للأخلاق والمبادئ والقيم والمصالح الوطنية العليا، يثبت لنا أن هذا هو أحمد علي! لماذا يحاول احمد علي نسب انتصار أبين إليه؟ وهو وأبوه ومن تبعهم هم من سلموا أبين للقاعدة، وهم من كانوا يريدون للقاعدة أن تسيطر على عدن؟ أليس قمة الزيف؟ أي عقول هذه؟ ثم أين كانت قواته التي دربتها أمريكا وجهزها بأحدث التقنيات والأسلحة لمواجهة الإرهاب؟ والمسماة "القوات الخاصة"؟ هل كانت تحارب الأبرياء في تعز والحصبة وأرحب؟ لماذا لا تدعم القوات التي تحارب القاعدة في أبين؟ أم أن قوات احمد علي هي القاعدة التي كانت تحارب الجيش اليمني في أبين! والأيام تحبل بالكثير من المفاجئات.. وستظهر الكثير من الحقائق التي تؤكد أن عناصر أحمد علي وأبيه وعلى رأسها مهدي مقولة، كانت تحارب أو تتواطئ ضد الجيش وليس القاعدة. إن لم تكن هي القاعدة.. اعتماد أحمد علي صالح على هذا الزيف والكذب والخزعبلات والشعوذة يذكرنا ب"السيف أحمد حميدالدين" الذي أطاح به اليمنيون في 26سبتمبر1962. حيث كان السيف أحمد، والعهد الإمامي الكهنوتي يعتمد على التجهيل والكذب وكان "السيف أحمد" يضع "مسجلة " في مجلس ما يتحدث فيه اثنان.. ثم يذهبان إليه وهو يخبرهم بما كانا يتحدثان.. بينما الشعب لم يكن قد عرف "المسجلة" يومها.. حتى قبل "أحمد ويا جِناهْ".. كأنه كان يستخدم الجن، بينما الحقيقة هو يستخدم الدجل والتزييف.. والشاهد هو السراب البطولي لنجل يحيى حميد الدين والسراب البطولي لأحمد علي.. تحية لأبطال القوات المسلحة الشرفاء، ومسانديهم الأوفياء، وتقبل الله الشهداء، ولا نامت أعين الجبناء..