جحيم الحرب الطائفية في سوريا وحقد النظام الدموي الذي يخوض حرباً عبثية في محاولة مستميته للبقاء أطول وقت ممكن، جاعلاً الزمن سلاحاً ينتصر به على المعارضة التي لجاءت للتسلح والمواجهة العسكرية بعد أن زادت جرائم النظام وعبثية مليشيات شبيحته تحصد اروح المدنيين في حرب إبادة جماعية، امتدت نيران تلك الحرب ليكتوي بجحيمها طلاب يمنيون نجا بعضهم بأعجوبة، الصحوة نت كانت في لقاء مع طلاب عائدون من سوريا تحدثوا فيه عن جرائم الأسد وجرائم الخارجية اليمنية ومعركة خاضها احدهم في سجون الأسد . كان مطلع العام ال 2012 والذي تزامن مع العمليات العسكرية والموجهات التي شهدتها مدينة حمص السورية بعد اقتحام الجيش النظامي السوري للمدينة في 2شباط/فبراير ،بداية فصول قصة لم تنتهي بعد. بنبرات حزينة تحدث احد الطلاب قائلاً " ندرس في جامعة البعث بمدينة حمص إلا ان الدراسة اوقفت واغلقت الجامعة بسبب القصف المستمر والمواجهات بين النظام والجيش الحر والتي طالت في اوقات كثيرة الحرم الجامعي والمدينة بشكل عام ، لنسارع بالتواصل مع الملحق الثقافي اليمني في دمشق. يكمل حديثه "لم يكن طلبنا بالشيئ التعجيزي !! فقط اخبرناه ان يتواصل مع الجامعات السورية للتنسيق بأي جامعة آمنه يمكن ان نقدم فيها امتحاناتنا أسوة بزملائنا السوريين والمبتعثين العرب الين نسقت لهم ملحقياتهم وانتقلوا إلى مدن امنه . رد حربي قاتل لم يكلف المسئول عناء التواصل والبحث عن حل للطلاب إذ قاطعهم مسرعاً بقوله " ارقدو في بيوتكم قد في غيركم طلاب جامعاتهم ما فيها شيء وما يدرسوا. محمد طالب هو الأخر بجامعة البعث عمل بنصيحت الملحق الثقافي ومكث في البيت - سكن طلابي يقيم فيه مع اربعه زملائه - يتحدث ل"الصحوة نت " في ليلة مظلمة في الشهر الثاني من العام 2012 وبعد ان تلاشت اصوات المواجهات في الشوارع المجاورة لتنتقل إلى باب شقتنا الذي فتح بقوت دفع كبيرة . دخل رجال مدججين بالأسلحة يرتدون ملابس عسكرية وعند محاولة توضيح البس وشرح اننا طلاب وافدين "سارع الجنود بشحذ اسلحتهم وتوجيهها لعيوننا، فلتزمنا الصمت في حين كان الجنود يعبثون في ادواتنا ومستلزماتنا الخاصة وحتى الكتب الدراسية والأوراق التي نستخدمها كشكول نثروها بحثاً عن ما أسموه عميل إرهابي . واستطرد في حديثه " فتحوا جهاز حاسوبي المحمول تصفحوا محفوظاته والصور والملفات المثبتة على ذاكرته، وبعبارات قصيرة صودر جهازي لاحتوائية معلومات خطيرة –رسوم ومخططات و بيانية ندرسها في كلية الهندسة المعمارية – إلا انها خطيره كما قالوا . محمد الذي نجاء بأعجوبة من الاعتقال صودر جهازه واخذت ما بحوزته من اموال هو واثنان من زملائه كانوا يذخرونها للطوارئ ، فكانت الايام صعبة لكنه عاشها بالقليل مستعين بسلفات الأصدقاء الميسرين ، وعندما طرق باب السفارة بحثاً عن سلفة مقدماً ، قمع بشدة فالسفارة والملحقية مفلسة ولا يوجد قرش في مالية الخارجية بسوريا ،وعندما حاول تقديم شكوى لما تعرض لها من ممارسة كان رد الموظف مختصر جداً " لا يمكننا ان نعمل لك شئ في الظروف العادية فكيف بالظروف الاستثنائية التي تحكم الوضع في سوريا ". سجون الأسد وكذب السفارة بدون سبب مقنع اقتيد من داخل الحرم الجامعي يوم الأربعاء 4/4/ 2012 ليمضي 73 يوم في معتقلات الأسد ، ناصر الهلايلي الطلاب اليمني الذي كان النموذج الذي تحول حالة تشخص معاناة الطالب المغلوب على امره في بلاد الغربة . يروي ناصر الهلالي في ذكرى خروجه من سجون الأسد الموافق 18 يونيو2012 م بعد عام على اعتقاله تفاصيل ما حدث في سجون الأسد ويبدا حديثه باتهام السفارة اليمنية والملحقية في سوريا بالكذب والتضليل . "في يوم الأربعاء 4/4/ 2012 تم اعتقالي من داخل الحرم الجامعي ومن داخل قاعة المحاضرات بدون سبب مقنع والى الان ، وبعد مضي 73 يوم من الاعتقال وبعد عام وبضع ايام من هذه الحادثة لم اعلم سبب مقنع لاعتقالي ولم توجه لي أي تهمة مباشرة غير تلك التي لفقتها لي السفارة اليمنية وملحقية اليمن في اللاذقية . يضيف " كان اهلي واصدقائي جزاهم الله خيرا على تواصل مستمر مع السفارة والملحقية ولمدة شهرين ونصف من تاريخ الاعتقال ويا ليتهم لم يتواصلوا مع هكذا كذابين وملفقين , لقد كان يخبرهم الملحق الثقافي ان هذا الطالب ورط نفسه مع حزب الإصلاح وقام بأعمال مخالفه للقوانين السورية داخل سوريا, هذه الأعمال ترقى الى مرتبة اعمال الإرهاب وليس هناك أمل من خروجه من سجون النظام السوري . يشير ناصر إلى قنصل اليمني في سوريا قائلاً" د كان يقول انه تم القبض على ناصر وبحوزته كاميرا ديجتال يصور فيها المظاهرات وقد تم القبض عليه من ساحة المظاهرات وذلك حسب ما أخبره زملاء ناصر الهلالي بالجامعة , مع العلم انه كان يتواصل مع زميلي مهدي الشيخ والذي اخبره اني اعتقلت من داخل الحرم الجامعي ومن داخل قاعة المحاضرات ولم يكن بحوزته أي كاميرا . عن تلك الأيام التي عاشها ناصر ومن بعده زميله مهدي الشيخ الذي اعتقل بسبب متابعته للقضية ، في سجون الأسد يتحدث عن اصناف وألوان من التعذيب ابرزها حسب حديثته " إجبارهم السجناء على السجود لصور الأسد والتأليه لشخصه وتحقير ما سواه . نشرت بعض الصحف والمواقع الإلكترونيه في شهر ابريل من عام 2012 خبر موت ناصر الهلالي تحت التعذيب فكان لهذا الخبر اثر مؤلم وكبير على أهلي وأصدقائي . في يوم الأثنين تاريخ 18/6/2012 وصلت بسلامة الله وحفظه بعد الإفراج عني مع زميلي مهدي الشيخ الى بلدي الحبيب وأقيمت لنا مراسيم استقبال كبيره في مطار صنعاء الدولي كان لها ألأثر الكبير في بزوغ الروح إلينا من جديد وذلك اليوم اعتبره يوم ميلادي الجديد!!. ناصر دعا المسئولين في الخارجية اليمنية ووزارة الدفاع إلا انقاذ الطلاب المخطوفين لدى جبة النصرة و إنقاذ مستقبل من تبقى من طلاب اليمن في سوريا . احاديث وفصول القصة التي يرويها الطلاب العائدون من سوريا ذات شجن .. ظلم وإرهاب واعتقال من النظام السوري يصاحبها اهمال وتعسف من السفارة اليمنية والملحقية الثقافية التي يطالب اغلبية الشعب اليمني بإغلاقها وقطع علاقات اليمن بنظام الأسد.