لليوم الثالث على التوالي وقف السودانيون الجنوبيون الثلاثاء في صفوف طويلة امام مراكز الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء الذي يرجح ان يفتح الباب امام اقامة دولة مستقلة لهم في جنوب السودان. وافاد مراسل وكالة فرانس برس في جوبا عاصمة الجنوب ان الناخبين وقفوا في صفوف طويلة صباح الثلاثاء بانتظار فتح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة (الخامسة ت غ). وكانت مفوضية الاستفتاء اعلنت الاثنين ان نحو 20% من الناخبين الاربعة ملايين المسجلين للمشاركة في هذا الاستفتاء اقترعوا في اليوم الاول الاحد. وستتواصل عمليات الاقتراع لمدة اسبوع حتى السبت المقبل بسبب وعورة الطرق وغياب المواصلات في المناطق الريفية في ولايات الجنوب العشر. ويأتي هذا الاستفتاء الذي يعطي الجنوبيين حق تقرير المصير في اطار اتفاقية السلام التي وقعت بين الشمال والجنوب عام 2005 والتي وضعت حدا لحرب اهلية طويلة اوقعت مليونين ونصف المليون قتيل منذ الخمسينات. ولا بد من مشاركة 60% من الناخبين الاربعة ملايين المسجلين في هذا الاستفتاء لاعتماد نتائجه. وفي ابيي عززت قوات الاممالمتحدة دورياتها بعد مقتل عشرات الاشخاص في مواجهات بين قبائل متنافسة، حسب ما اعلن متحدث باسم المنظمة الدولية. وقال مارتن نيسركي "نحن قلقون جدا لهذه المواجهات بالقرب من ابيي والضحايا التي سقطت نتيجتها". واوقعت المعارك في منطقة ابيي المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان ما لا يقل عن 33 قتيلا منذ الجمعة، حسب ما اعلن مسؤولون لوكالة فرانس برس الاثنين. واضاف نيسركي ان بعثة الاممالمتحدة في السودان "تعمل للتأكد من هذه الارقام" في وقت تعزز فيه دورياتها وتتصل مع قادة القبائل المتنافسة. وكان المسؤول الجنوبي رئيس ادارية ابيي دنق اروب كوول اعلن ان قبائل المسيرية "هاجمت منطقة ابيي ثلاث مرات منذ الجمعة ما ادى الى مقتل ما بين 20 و22 من الدنكا نقوك". من جهته اتهم زعيم قبائل المسيرية حامد الانصاري قبائل الدنكا نقوك ببدء الهجوم. وقال لفرانس برس "قتل 13 شخصا من قبائل المسيرية منذ الجمعة واصيب 38 آخرون". وبذلك تبلغ حصيلتا الطرفين 33 قتيلا. والمعروف عن قبائل المسيرية العربية انها تنتقل مع قطعانها من الماشية من الشمال باتجاه ابيي في موسم الجفاف بحثا عن الماء للماشية. وقال المتحدث باسم قوة الاممالمتحدة في السودان قويدر زروق ان القوة ارسلت دورية الى المكان لاستكشاف الوضع على الارض.