قالت فرنسا انه لم يعد من الممكن اعتبار منطقة الساحل الإفريقية آمنة بعد قتل اثنين من رعاياها في النيجر على أيدي من يشتبه أنهم متشددون من تنظيم القاعدة وطلبت من مواطنيها يوم أمس الأحد تجنب السفر الى المنطقة. وعثر على جثتي الرجلين اللذين يبدو ان خاطفيهما اعدموهما يوم أمس الأول السبت بعدما انضمت قوات فرنسية خاصة الى محاولة فاشلة لانقاذهما في الدولة الافريقية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان على موقعها على الانترنت «يجب ان يكون المواطنون الفرنسيون يقظين وحذرين بدرجة كبيرة في كل الاوقات». واضافت انه في ضوء التهديد الارهابي الاقليمي «لم يعد من الممكن اعتبار اي منطقة امنة». وتضم منطقة الساحل السنغال وموريتانيا وبوركينا فاسو وماليوالنيجر وتشاد وشمال نيجيريا. وخطف الفرنسيان من حانة ليصل عدد المواطنين الفرنسيين المخطوفين في الدولة الافريقية منذ ابريل نيسان الماضي الى ثمانية. والرجلان أول من يخطف في العاصمة نيامي بعيدا عن الصحراء التي تسودها الفوضى وينشط بها الاسلاميون المتشددون والمتمردون ورجال العصابات. وأضاف متحدث باسم وزير الدفاع الفرنسي الان جوبيه ان الوزير سيسافر الى نيامي صباح يوم الاثنين للقاء السلطات في النيجر والجالية الفرنسية. ويقول محللون ان الحادث يحمل بصمات جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في المنطقة. وأضاف تييري بوركار المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية يوم الاحد ان خاطفي الفرنسيين أعضاء على الارجح بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وتابع ردا على سؤال لقناة (اي تيليه) التلفزيونية الفرنسية ما اذا كان الخاطفون ينتمون الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي «على الارجح... أعتقد أن يمكننا قول هذا. وقال اكسيل بونياتوفسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي لتلفزيون (بي.اف.ام) انه لم يعد بامكان الفرنسيين اعتبار المنطقة مقصدا سياحيا مثل المغرب او تونس ولا ينبغي لهم بعد الان السفر الى هناك. واضاف «لدينا حظر على النقاب ومجتمع علماني ووجود كبير للشركات (الفرنسية) في المنطقة ومن ثم فان كل هذه الاسباب تعني ان الرهائن الفرنسيين مستهدفون. وكان رهينة فرنسي اخر يدعى ميشيل جرمانو (78 عاما) قتل على يد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في يوليو تموز بعد فشل مهمة انقاذ فرنسية في مالي في اعقاب خطفه في النيجر. وابلغ مسؤول عسكري كبير بالنيجر رويترز ان الرهينتين اعدما قبل مواجهة بين القوات الفرنسية وقوات النيجر والخاطفين حيث عثر على جثة الرهينتين بعيدا عن موقع الاشتباك. وأضاف «الخاطفون قتلوا في سيارتهم... كانوا الاشخاص الوحيدين في السيارة وقت وقوع الاشتباك لذلك وقع الاعدام مسبقا» مضيفا ان جميع الخاطفين قتلوا. ولم يذكر بوركار أي تفاصيل عن عدد الخاطفين المشاركين في العملية او ما اذا كانوا قتلوا جميعا. ويحتجز تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي ينشط في انحاء منطقة الصحراء الشاسعة في غرب وشمال افريقيا خمسة فرنسيين اخرين يعمل بعضهم في شركة التعدين الفرنسية العملاقة اريفا. وكانوا ضمن مجموعة من سبعة اجانب خطفوا من بلدة ارليت التي يوجد بها مناجم في شمال النيجر في سبتمبر ايلول من العام الماضي.