حثت السلطات الاسترالية يوم أمس الثلاثاء آلاف السكان على مغادرة مشارف مدينة برزبين ثالث كبرى المدن في البلاد بينما وضع آخرون أكياس الرمال أمام منازلهم وخزنوا الطعام استعدادا لارتفاع منسوب مياه الفيضانات ولسقوط المزيد من الامطار الغزيرة. وقتل ثمانية أشخاص الليلة الماضية وجرفت المياه سيارات ومترجلين ليلة أمس عندما ضربت عاصفة صاحبتها امطار غزيرة شوارع بلدة توومبا غربي برزبين. وقالت الشرطة إن طائرت الهليكوبتر انتشلت أكثر من 40 شخصا من أسطح المنازل لكن عدد المفقودين وصل ظهر أمس إلى 72 شخصا. وأسفرت الفيضانات وهي الأسوأ في ولاية كوينزلاند الاسترالية منذ 50 عاما عن مقتل 14 شخصا خلال الاسبوعين المنصرمين لكن الشرطة حذرت من ارتفاع كبير في عدد القتلى وعبرت عن خوفها من غرق أشخاص محاصرين في منازل وسيارات غمرتها المياه. وقالت جوليا جيلارد رئيسة وزراء استراليا «الأمة في حاجة كي تعد نفسها لحقيقة أن عدد القتلى سيرتفع على الأرجح بفعل السيول الجارفة التي حدثت أمس. وأضافت «أود أن أقول لسكان كوينزلاند انني أفهم أن الأيام القليلة الماضية كانت مروعة حقيقة ومازالت هناك أيام سوداء قادمة. وحدثت اختناقات مرورية في وسط برزبين حيث قاد الناس سياراتهم رغم الامطار الغزيرة وبوادر الفيضانات الى خارج المدينة وخزن السكان إمدادات الغذاء وبدأت الاسر تتوافد على مراكز الاجلاء في المدينة وبلدة إيبسويتش القريبة. وقالت الشرطة إن تسعة آلاف منزل ستغمرها الفيضانات في برزبين بحلول يوم الخميس وإن 30 ألفا من الممتلكات ستتضرر من المياه. وقالت رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند آنا بلاي «لا شك اننا نواجه الآن كارثة مختلفة تماما وما يجري هو اختبار لمدى استعداداتنا لمواجهة الطوارئ. كما انه اختبار أيضا لنا كمجتمع وكشعب. هذا الطقس قد يحطم قلوبنا لكنه لن يكسر ارادتنا». وغطت الفيضانات في أستراليا في بعض الاوقات منطقة تفوق مساحتها فرنسا وألمانيا معا وسببت أضرارا تصل إلى ستة مليارات دولار أمريكي وغمرت 70 بلدة. وأدت الفيضانات إلى توقف فعلي لصناعة تصدير فحم الكوك في الولاية والتي تقدر بنحو 25 مليار دولار كما أضرت بالسياحة ودمرت الزراعة.