مدينة جميلة( CUICUL ) ابلغ مدن نوميديا دلالة على الماضي ، و تقع المدينة في بلاد وعرة جرداء ، كانت تغطيها في الماضي الغابات و سنابل القمح ، وقد تأسست في أواخر القرن الأول ، و بلغت أوجها في عهد أسرة الأنطونان ، و تصور الآثار مدينة أحياؤها حسنة التنسيق ، و شوارعها محفوفة بالأرتجة ، وتوجد فيها ساحتان عموميتان أولهما محاطة بالكابيتول وقاعة اجتماع المجلس البلدي و المحكمة ومعبد فينوس ، وحول الثانية المعبد المشيد تكريما لأسرة سيفيروس وقوس نصر كراكلا والحمامات التي لم يؤثر فيها الزمان كثيرًا و السوق ، و المنازل المترفهة الأنيقة . من ابرز معالم مدينة جميلة الحمامات ، وقد كان أمام المدخل الرئيسي للحمامات الموجودة في جنوب جميلة ، المتجهة من الشرق إلى الغرب رتاج له اثنى عشر رواقًا ، و كانوا يدخلون من بهو يفضي إلى قاعة للرياضة على شكل قبو ، و يمرّون من إحدى قاعتي الملابس إلى قاعة التبرد وهي فسيحة الأرجاء ثرية الفسيفساء وصفائح المرمر، فيها حوضان صغيران وحوض كبير تفصله عن الحوضين الآخرين مجموعة من أعمدة المرمر الوردية اللون .و تأتي بعد ذلك الغرفة السخنة . وفي جانبها منفذان يفضيان إلى الغرفة المعتدلة الحرارة ، و إلى حوض صغير ماؤه سخن .و أخيراً إلى المحم ، و تفضي الغرفة المعتدلة الحرارة إلى قاعة التمسيد. كانت دكاكين كوزلنيوس في جميلة شبيهة بدكاكين تيمقاد ، و لكنها أكثر خزفًا ، كما كان لهذه السوق رتاج خارجي مرفوع على ستة أعمدة ، و بركة و غرفة للموازين وتماثيل للمؤسس وأخيه و الإله مركور . كان مركز الحياة السياسية للمدينة الفوروم القديم ، و تقع هذه الساحة العمومية على جانب الطريق أو الكاردو الرئيسي شرقا . وهي ساحة مبلّطة طولها 48م وعرضها 44م . وكانت قد نصبت فوق بلاط هذه الساحة تماثيل عديدة و مازالت قواعدها ظاهرة و مرئية إلى الآن . إنّ الفوروم القديم بمدينة جميلة و المباني العمومية المحيطة به ترجع أن لم تكن كلها فجزء منها إلى القرن الثاني الميلادي . وفي أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث ميلادي أصبح حصن المدينة الأصلية يضيق بمن وبما فيه . و كانت حركة التوسع العمراني هذه سبب بناء ساحة عمومية ثانية سميت أيضا فوروم الجنوب أو ساحة السيفيريين . و على الواجهة الغربية كان ينتصب قوس نصر كاراكالا . الذي أعيد ترميمه اليوم ، وكان يستخدم كمدخل للساحة ، و بالقرب من هذا القوس ، فتحت سوق أقمشة كانت متوسطة بالفوروم الجديد . وقد حفر مسرح جميلة المتجه إلى الشمال ، في هضبة تستند إليها مقاعد المدرجات ، ومازال هذا المسرح يحفظ إلى الآن احتفاظًا كاملا بالجدار المواجه للخشبة ، والمزين بكوات مستديرة حيناً ومربعة حينا أخر ، بقصد الحصول على صدى جيد للأصوات . ويوجد في جميلة عدة منازل فاخرة ، البعض منها في المدينة القديمة ، أجريت حولها مؤخرًا دراسات معمقة . وأشهر معالم المدينة هو مدرج روماني يقع في شمال شرق الجزائر، تصنفه اليونسكو كموقع ضمن مواقع التراث العالمي .