دشنت مؤسسة يمن بلا قات أمس أنشطتها بحفل إشهار حضره رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي . وفي الحفل الذي أقيم تحت شعار (لحياة أفضل.. لنا ولأجيالنا) ألقى رئيس مجلس النواب كلمة عبر فيها عن سعادته بإشهار المؤسسة التي تعنى بموضوع مهم يؤثر على المواطن بالدرجة الأولى وعلى اقتصاد البلاد. وتناول رئيس المجلس الأضرار والمخاطر التي تسببها نبتة القات، مشيرا إلى أن ثلاثة عناصر مهمة مهددة من هذه الآفة هي المياه، والصحة، والزراعة. مذكرا بما كانت تحتله اليمن على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية قبل تفشي ظاهرة تعاطي القات. وقال :" كان كل يمني يمتلك في منزله مخزوناً إسترتيجياً من الحبوب ما يكفي أسرته لعام كامل، فضلا عن حظيرة من المواشي والحيوانات التي لا نراها اليوم إلا في حديقة الحيوانات.. مشيراً إلى أنه لا ينبغي أن يتم التعاطي مع مثل هذه الفعاليات كعمل دعائي عابر بل ينبغي التعاطي معها وبكل مسؤولية وصولاً لتحقيق الفائدة المرجوة منها في يمن بلا قات . وحث وزارة الزراعة على القيام بدعم وتشجيع المزارعين من خلال تزويدهم بشتلات البن والنخيل ليتسنى لهم زراعتها بدلاً عن هذه الشجرة الضارة التي أصابت بلادنا بالجفاف .. متمنياً لهذه المؤسسة التوفيق والسداد في تأدية مهامها المناطة بها في توعية المجتمع بأضرار ومخاطر تعاطي القات خاصة في أوساط الشباب الذين يمثلون جيل الحاضر والمستقبل . وأهاب رئيس مجلس النواب برجال الدين الاضطلاع بدورهم في توعية الناس بهذه الإضرار وضرورة الحد من ظاهرة تعاطي القات التي اعتبرها كارثة .. داعيا إياهم أن يكونوا قدوة لمجتعهم من خلال امتناعهم عن تعاطي القات . كما ألقى رئيس مجلس أمناء المؤسسة عبد الواسع هائل سعيد كلمة رحب فيها بالحاضرين مطالباً كافة شرائح المجتمع بالشراكة للوقوف في وجه نبتة القات زراعة، وبيعاً، وتعاطياً. وأشار إلى أن المجتمع اليمني معروف بصلابة إرادته وهو قادر على أن ينهي هذه النبتة ويستأصل شأفتها والتصدي لها وحماية الأجيال منها . وأكد بأن مؤسسة يمن بلا قات أنشئت لتواجه هذه النبتة لتخليص المجتمع منها وتعريفه بأضرارها وخطرها على الاقتصاد الوطني ككل وعلى متعاطيها لأضرارها النفسية والاجتماعية . من جهته دعا رئيس اللجنة التشريعية في المؤسسة الدكتور عبد الوهاب الديلمي المواطنين إلى التعاون والتضافر لتخليص الجميع من هذه العادة السيئة.. مشيرا إلى أن أهل الاختصاص من الباحثين والأكاديميين اجروا آلاف البحوث العلمية التي توضح خطورة هذه النبتة ومساوئها وضرورة التخلص منها . بدوره قال أمين عام مؤسسة (يمن بلا قات) الدكتور حميد زياد إن اكبر ما نواجهه من هذه النبتة عدم شعورنا بحجم هذه الكارثة ولا يشعر بحجمها إلا من يأتي من خارج الوطن . وأضاف أن المؤسسة شكلت عدة لجان منها لجنة البدائل، واللجنة العلمية، والطبية، والتشريعية لتخليص الأمة من هذه الآفة .. متوقعا من الجهات الرسمية في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التعاون للقضاء عليها . تخلل الحفل عرض فيلم تسجيلي بعنوان (القاتل) استعرض مدى خطورة هذه النبتة واحتلالها لمساحات زراعية كبيرة تصل إلى 100 ألف هكتار، وشغلت زراعة القات ربع المساحات المروية في بلادنا حسب إحصاءات منظمة الأغذية العالمية وضمت هذه النبتة في قائمة المواد المخدرة بعد دراستها لمدة ست سنوات من قبل منظمة الصحة العالمية .