شهدت الصومال اشتباكات دامية في أكثر من منطقة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، في حين أعلن عن غرق 49 مهاجرا صوماليا إثر انقلاب قاربهم قبالة سواحل البحر الاحمر. و أكدت مصادر طبية صومالية أن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون في معارك دارت الأربعاء بين القوات الأفريقية والحكومية من جهة وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في ضواحي مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران وسط الصومال. وقال الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد إن القوات الحكومية والقوات الأفريقية أحرزت تقدما في جبهات القتال في مقديشو وسيطرت على مواقع من بينها مبنى وزارة الدفاع، بيد أن حركة الشباب فندت ذلك وأكدت أنها دحرت القوات الأفريقية وعرضت أمام الصحفيين ملابس وأسلحة قالت إنها لجنود أفارقة. ووفقا لمصادر طبية صومالية، أسفرت الاشتباكات في مقديشو عن مقتل 20 شخصا على الأقل بينهم عدد من الجنود الأفارقة وتحديدا من الكتيبة البوروندية قال شهود عيان إن عناصر من حركة الشباب عرضوهم أمام وسائل الإعلام. وكان وزير الدفاع عبد الحكيم حاج فقي قد أعلن في مؤتمر صحفي أن القوات الحكومية مدعومة بقوات حفظ السلام الأفريقية استولت على ثلاث قواعد في العاصمة مقديشو في هجوم جديد على من وصفهم بالمتشددين الإسلاميين في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين وحذر رئيس الوزراء الصومالي محمد عبد الله محمد -الذي حضر المؤتمر الصحفي مرتديا زيا عسكريا- من أن المتمردين «الذين يدينون بالولاء للقاعدة» قد يشنون المزيد من الهجمات التفجيرية. كما ذكرت المصادر الحكومية الصومالية أن الكتيبة البوروندية من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي نجحت في السيطرة على مواقع على الطريق الصناعي المؤدي إلى سوق بكارة التي تعد أحد أكبر مخابئ المتمردين. كما شنت القوات الصومالية والمليشيات المتحالفة معها هجوما على قوات تابعة لحركة الشباب المجاهدين في بلدة بلد حواء بجنوب البلاد قرب الحدود الكينية. وقال شهود عيان إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عشرين قتيلا شوهدت جثثهم ملقاة في شوارع البلدة التي لا تزال تحت سيطرة حركة الشباب. وعلى الجانب الآخر من الحدود عززت قوات الأمن الكينية وجودها بمدينة مانديرا الحدودية، وأكد ديفد أولي سيريان المفوض المحلي للإقليم الشمالي الشرقي الحدودي تأهب القوات الأمنية تحسبا لأي طارئ قد يجتاز الحدود في ظل المعارك بين القوات الحكومية والصومالية والمتمردين. يشار إلى أن كينيا أغلقت حدودها مع الصومال في يناير/ كانون الثاني 2007 لكن آلاف الصوماليين ما زالوا يعبرون الحدود الصحراوية سنويا للوصول إلى مخيمات اللاجئين.