* نعوذ ببلادنا من حمقى المشترك والمؤتمر، ومن شر كل شيطان وجني.. ومن البرد والمخافة.. ومن عين كل عاثر وعاقر، ونظرة ناظر وبرد فاجر ونجم طالع وبرق لامع وديك ساقع. ترى هل علينا الرجوع إلى تعاويذ وحروز ورقى الجاهلية أو الأدعية الإسلامية لكي ندفع عن بلادنا شرور هؤلاء الحمقى الذين يسعون لإنزال المواطنين منازل القلق والمهالك؟.. يا عيباه. كل الخيارات الجيدة قائمة للخروج من هذه الأزمة، لكنهم يتركونها ويتجهون نحو الخيار العسير، وكل أبواب الإصلاحات مفتوحة لكنهم يصرون على عدم الدخول إليها. الحزب الحاكم بيده أن يمضي في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة، وفي برنامج رئيس الجمهورية وبرامج المؤتمر الشعبي سبعون في المائة من تلك المطالب، وفي المبادرات الأخيرة من قبل رئيس الجمهورية ما يكمل المائة.. لكنهم منذ أربع سنوات لم يتقدموا خطوة في إنزالها إلى الواقع. * لماذا؟.. قالوا: لابد من مشاركة أحزاب المشترك، في حين أن هذه الأخيرة لا تقبل بذلك وترفض الحوار مرة بعد مرة، وفي كل مرة لديها ما تتذرع به لعدم المشاركة.. فإذا كانت لا تريد ذلك فما الذي يمنع السلطة وحزبها من إجراء تلك الإصلاحات دون انتظار لمن لا يأتي؟. لو شرعوا في تنفيذ اتفاق فبراير قبل عامين لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم، حينها لم تكن هناك عشر هذه الأزمة. والعجيب أن حمقى المؤتمر يواجهون المشترك بنفس السلاح.. مظاهرة بمظاهرة واعتصام باعتصام، بينما الحزب الحاكم عادة يعمل ولا يخطب، يسمع من الآخرين ويأخذ أفضل ما لديهم من أفكار ومطالب ويفيد منها. وأعجب من ذلك أنهم حتى لا يحسنون تدبير المظاهرات المعارضة للمظاهرات المعارضة، فيزيدون الطين بلة، ويكثرون الخصوم ويحملون رئيس الجمهورية أوزارهم. * السائد الآن أن الطرفين يلجآن إلى وسائل متخلفة وخطيرة.. ومع ظهور علامات العنف يصران على استخدام القبيلة.. وهاهو الاتحاد الطلابي لأحزاب المشترك يناشد مشايخ القبائل أن يرسلوا قبائل إلى صنعاء بدعوى حمايتهم من القبائل التي يستخدمها حمقى المؤتمر.. وقد استجاب مشايخ للنداء فورا، إذ أصدر عدد من مشايخ مأرب والجوف وعمران والبيضاء بيانا يؤكدون فيه أن كل قبيلة سوف ترسل إلى صنعاء خمسة من أفرادها كحد أدنى وخمسين وما فوق الفوق كحد أقصى ليكونوا تحت (تصرف) تجمعات المشترك، وقالوا إن التجربة ستبدأ بصنعاء وبعد اختبارها ستشمل عدن وتعز وغيرهما. وفي هذه الحالة يجب على الحكومة أن تبرم مع القبائل أو شيوخها اتفاقية يمنية شبيهة باتفاقيات جنيف بشأن حماية المدنيين والجرحى والغرقى والأسرى، وإلزام القبائل باحترام تقاليد وآداب الحرب والاختطاف، وعدم شن هجمات مباغتة قبل إتاحة فرصة كافية للمدنيين غير المحاربين للخروج من المدن إلى مخيمات اللجوء.