اطلع وزير الصناعة والتجارة المهندس هشام شرف عبد الله أمس على سير العملية الإنتاجية في بعض أقسام مصنع الغزل والنسيج بصنعاء، والأعمال الجارية لاستكمال تشغيل المصنع بكامل طاقته الإنتاجية بعد إعادة تحديثه وتأهيله ورفده بالآلات والمعدات الحديثة. وطاف وزير الصناعة والتجارة بعدد من أقسام المصنع واستمع من رئيس مجلس إدارة مؤسسة الغزل والنسيج محمد حاجب والمدير العام المساعد للمصنع الدكتور محمد البخيتي والعاملين والفنيين إلى شرح عن سير الإنتاج بقسم الغزل الذي تم تشغيله بالكامل وبطاقة إنتاجية تصل إلى 9775 طناً يوميا ما يمثل خمسة أضعاف الطاقة الإنتاجية السابقة.. مشيرين إلى أن تركيب المولدات الكهربائية المقرر الانتهاء منها الشهر القادم سيمكن من العمل في هذا القسم بثلاث ورديات لتحقيق الإنتاجية التصميمية له كاملة. وتعرف الوزير هشام شرف على سير العمل في قسم النسيج الذي يعمل حاليا بمعدل 40 بالمائة من الآلات، والأعمال الجارية لاستكمال إدخال بقية الآلات وتشغيلها بشكل كامل، والتعاقدات التي ابرمها المصنع مع المستشفيات والمراكز الطبية لتزويدها بالملاءات الطبية، إضافة إلى الجهود الجارية لاستكمال تشغيل قسمي الصباغة والطباعة والخياطة. ونوه وزير الصناعة والتجارة بما تم انجازه في عمليات إحلال الآلات والمعدات ذات التقنية الأوروبية والصينية الحديثة في عمل المصنع بدلا عن الآلات القديمة، بحيث يغطي إنتاجه في المستقبل القريب ما بين 30و40 بالمائة من احتياجات السوق المحلية من الغزول المصنعة من الأقطان اليمنية.. لافتا إلى الدور الذي سيضطلع به مصنع الغزل والنسيج بصنعاء، بعد تحديثه، وإعادة بنائه ليكون مؤسسة إنتاجية إيرادية تحقق الأهداف المرجوة منها. إلى ذلك ترأس وزير الصناعة والتجارة المهندس هشام شرف عبد الله اجتماعاً موسعاً لقيادة المصنع والفنيين والعاملين بالمصنع، لمناقشة ملامح وضع خطة واضحة ومتكاملة لإعادة تشغيل المصنع بكامل طاقته الإنتاجية، والبدائل المختلفة لتحقيق ذلك وإعادة الحياة لهذه القلعة الصناعية المهمة. واستمع إلى ملاحظاتهم وآرائهم الخاصة بمتطلبات إعادة تشغيل المصنع بكامل طاقته الإنتاجية. واستعرض الاجتماع الإشكاليات التي اعترضت عمل المصنع وإعادة تشغيله في الفترة الماضية، والسبل المثلى لتجاوز ذلك، بما في ذلك الدخول بشراكة مع شريك استراتيجي من القطاع الخاص. وأكد وزير الصناعة والتجارة خلال الاجتماع أن الحكومة وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ستعمل بكل إمكاناتها لإعادة تشغيل المصنع بكامل طاقته الإنتاجية.. مشيرا إلى القيمة الرمزية والتاريخية لهذا المصنع، الذي كان القلعة الصناعية الأولى التي أدارت عجلة الحياة والتنمية في اليمن منذ تأسيسه عام 1964م كأقدم مصنع في الجزيرة العربية والخليج، واحد الملامح الرئيسية البارزة للثورة. ولفت الوزير هشام شرف إلى الحرص على إعادة تشغيل المصنع بشكل اقتصادي وحديث، ليكون قادراً على المنافسة وتلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة إلى المنسوجات، والقيام بدوره المنشود في عملية التنمية.. مبينا أن تحقيق هذه التطلعات مرهون بتكاتف جميع جهود العاملين وتكامل الأداء، بما يحقق طموحاتهم بظروف معيشية أفضل. وقال «نحن نعول على جهود العاملين والفنيين والقيادات الإدارية في المصنع، لإنجاح إعادة تشغيله بشكل اقتصادي ناجح، ليكون علامة جديدة لنجاح العمل العام، كما يتجلى ذلك في شركة يمن موبايل وغيرها من القطاعات العامة التي أثبتت نجاحاً ملحوظاً في عملها وأدائها». وحث وزير الصناعة والتجارة العاملين بالمصنع على العمل بروح الفريق الواحد، وبمسئولية ومهنية، ليعود هذا المصنع بكامل طاقته الإنتاجية، باعتبار ذلك عاملاً أساسياً لتحقيق كل مطالبهم واحتياجاتهم.. مشيرا إلى ضرورة تكاتف كافة الجهود للارتقاء بأداء وإنتاجية المصنع خاصة من العاملين والفنيين باعتبارهم عصب الصناعة والإنتاج لإعادة الحياة إلى المصنع. وقال «سيكون هناك تقييم لموظفي المصنع وقياداته بما يمكن من مكافأة المتميزين ومحاسبة المقصرين في عملهم، وعلى الجميع التفاعل لتنفيذ الآليات والخطط العملية المعدة لتصحيح الوضع الإداري والمالي والإنتاجي والفني للمصنع». وأكد الوزير هشام شرف أن صناعة الغزل والنسيج في اليمن واعدة، في ظل توفر المواد الخام المطلوبة من القطن وبنوعيات ممتازة وجيدة، كما أن السوق المحلية تحتاج لمثل هذه الصناعات، ووجود فرص للتصدير إلى الأسواق الخارجية.. مشيرا إلى أهمية الصناعة النسيجية التي تتوافر مقوماتها الأساسية في اليمن، وتستوعب عمالة كثيفة. وشدد وزير الصناعة والتجارة على الاهتمام بتدريب وتأهيل العمالة بشكل مستمر، وبما ينعكس على تحسين الإنتاجية والجودة.. لافتا إلى حرص الحكومة على دراسة إمكانية تأهيل وتطوير مصنع الغزل والنسيج بعدن وفق رؤية وخطة واضحة، وتشغيله بطريقة اقتصادية وحديثة.