* مع تزايد استعمال الأطفال وطلاب المدارس من قبل الأحزاب، أبدى مكتب منظمة اليونيسيف في اليمن قلقه من هذه الظاهرة وطالب جميع الأطراف بعدم الزج بالأطفال في قضية أو قضايا «الراشدين».. ولو كان في هذه الأطراف «راشدون» لكان مثل هذا القلق أو هذه الدعوة قد صدرت منهم قبل صديقنا «الفرنجي». ومن يتابع المشهد السياسي في الساحة سيجد أن الأطفال وتلاميذ المدارس مستخدمون فعلاً في هذه اللعبة، ويكفي أن يلقي المرء نظرة على بيانات (المشترك) وعلى صحفه الورقية والالكترونية ليتأكد من أن الأطفال وتلاميذ المدارس مستخدمون فعلاً، بل من السهولة رؤيتهم في المظاهرات والاعتصامات التي تنقل عبر شاشات التلفزة، ويبلغ حماس بعض الآباء والأمهات لهذا الطرف أو ذاك اصطحاب أطفالهم إلى تلك الأماكن. وإلى الآن توفي أكثر من طفل وتعرض عشرات لعنف جسدي واضح، هذا فضلاً عن إخراجهم من المدارس إلى الشوارع وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية تعليمية وسلوكية. * وزير التربية والتعليم يقول إن وزارته ستقاضي من يستخدم طلاب المدارس في معركته السياسية وقبل أمس سمعت أحد المحافظين يقول للطلاب: إذا جاء واحد من المعلمين أو غيره يقول لك هيا إلى المظاهرة «طنه كف»! وكل هذا غير كاف، ما لم يرجع الجميع إلى رشده، ويدركوا أن التلاميذ والطلاب يجب أن يبقوا في أماكنهم الحقيقية.. في المدارس.. فمهمتهم وهم في هذا السن أن يتعلموا، وليس «النضال» في ميادين لا علاقة لهم بما يدور فيها بين الكبار.. وعلى أنصار السلطة عدم استعمال طلاب المدارس الثانوية في مظاهراتهم بحكم نفوذهم على هذه المدارس، لأن ذلك قد دفع المعارضة إلى استخدام الأطفال والتلاميذ الصغار في المدارس والمعاهد التي لهم عليها نفوذ أيضاً.. وهذا واضح بدليل أن كل الصغار الذين ماتوا وأصيبوا في المظاهرات كانوا في صفوف المعارضة.. وتقع على الوالدين والأقارب مسؤولية كبيرة في حماية أولادهم من هذا الاستخدام القذر للأطفال من قبل السياسيين غير الراشدين.. وهناك نماذج كثيرة لأسر أعرفها اتخذت موقفاً رشيداً، وهو إذا كانت المدرسة ستخرج طلابها غداً إلى الشارع، فإن أولادنا سيبقون في البيت.. فأن يحرموا من ست حصص أهون من أن يحرموا وفي الوقت نفسه يصبحوا عرضة للخطر. * مع ذلك تبقى الإجراءات التي تحدث عنها وزير التربية والتعليم مهمة، وأول من يجب أن تتخذ بحقهم المسؤولون عن الإدارة المدرسية والمعلمون الذين يستغلون مواقعهم لاستعمال التلاميذ والأطفال لصالح هذا الطرف أو ذاك، فهم مربون ومعلمون، وكلاء المجتمع في تعليم أبنائه، وليس من حقهم أن يوظفوا المدارس لدعم مواقفهم السياسية.. لديهم وسائل وساحات أخرى لممارسة السياسة والحزبية، وكلها تقع خارج المدرسة، فالوضع الطبيعي للمدرسة هو أن تبقى مؤسسة تربوية وتعليمية. على أن استعمال الأطراف السياسية للأطفال وتلاميذ وطلاب المدارس في إظهار حجمهم في الساحة السياسية يدل على أن هذه الأطراف ليست ذات أهمية بنظر الكبار ولا تأثير لها فيهم.