قالت باكستان إن قواتها شاركت مع القوات الأميركية في عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تأكد مقتله بعد أن نقلت قناة جيو الباكستانية صورة لجثته وعليها جروح وكدمات. وأكد رئيس الاستخبارات الباكستانية يوم أمس الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة وأحد أبنائه في عملية مشتركة للقوات الأميركية والباكستانية. وقال المدير العام للاستخبارات الداخلية الباكستانية الفريق أحمد شوجا إن بن لادن قتل في إبت آباد التي تبعد حوالي ستين كيلومترا شمال شرق العاصمة إسلام آباد. وأضاف باشا في تصريح تلفزيوني أن بن لادن قتل هو وثلاثة من حراسه وأحد أبنائه الذي لم يذكر اسمه، موضحا أنه تم القبض على ستة من أبنائه الآخرين وثلاث من زوجاته وأربعة من مساعديه. وضمن الإطار نفسه ، ذكر مسؤول استخباراتي لوكالة الأنباء الألمانية -اشترط عدم ذكر اسمه- أن العملية بدأت بعد منتصف الليل مباشرة واستمرت لساعات. وأضاف: أن العملية الفعلية نفذتها قوات أميركية خاصة وقامت القوات الباكستانية بدعمها. وقال سكان في إبت آباد -وهي بلدة يسكنها حوالي مائتي ألف نسمة- إن العملية بدأت بعد منتصف الليل مباشرة عندما حاولت ثلاث مروحيات الهبوط في ضاحية بلال تاون على بعد كيلومتر واحد من الأكاديمية العسكرية. وضمن تفاصيل هذه العملية، روى غلام رسول -وهو حارس أمن في سوق محلية- «سمعت أصوات طلقات أسلحة صغيرة ثم رأيت مروحية اشتعلت فيها النيران وتحطمت في منطقة سكنية» مشيرا إلى أن هناك مروحيتين أيضا كانتا تحلقان في الجو. وبثت قناة جيو التلفزيونية الباكستانية صورة لجثة أسامة بن لادن قبل أن تبث صورا لما قالت إنه المكان الذي نفذت فيه العملية التي أعلنت الولاياتالمتحدة أن بن لادن قتل فيها. وقال مصدر في باكستان عبد الرحمن مطر إن وسائل الإعلام الباكستانية بثت صورا أظهرت مسرح العملية وهي منطقة سكنية تشهد حاليا تواجدا كثيفا للأجهزة الأمنية. وأضاف أن هذه المنطقة عادية لا تلفت الأنظار، وهو تكتيك من المرجح أن أسامة بن لادن التجأ إليه من أجل تجنب لفت الأنظار إليه. بدوره قال مصدر في باكستان إن تقارير أفادت بتوتر العلاقات الأمنية مؤخرا بين باكستانوالولاياتالمتحدة على خلفية الغارات الجوية التي تشنها الأخيرة على أهداف بالأراضي الباكستانية. ولفت إلى أن الحكومة الباكستانية ستضغط على إدارة أوباما من أجل أن توقف الغارات الجوية بعد مقتل بن لادن الذي كان أحد المبررات التي تستعملها واشنطن لتنفيذ غاراتها الجوية. وعن رد التنظيم على هذه العملية، قال زيدان إنه من الوارد أن يستهدف مقاتلو القاعدة جهاز المخابرات الباكستانية. بدوره توقع رئيس المخابرات الباكستانية السابق حميد غول أن يتعرض أمن باكستان للخطر انتقاما لهذه العملية. وقال إنه من الممكن استهداف مواقع باكستانية حساسة، ومن أجل ذلك تفضل الحكومة الباكستانية عدم تقديم أي توضيحات بشأن الموضوع في الوقت الراهن. في الجهة المقابلة، أوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة تلفزيونية للشعب الأميركي استمرت تسع دقائق «يمكنني أن أبلغ الشعب الأميركي والعالم أن الولاياتالمتحدة نفذت عملية أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن». وقال إن أسامة بن لادن قتل ليل أمس الأول الأحد في مدينة إبت آباد بباكستان بعد معركة بالأسلحة مع قوة أميركية خاصة. وأشار إلى أن مسؤولين أمنيين باكستانيين ساعدوا في «قيادتنا إلى بن لادن» وأعرب عن شكره للرئيس الباكستاني أصف علي زرداري على هذا التعاون. وأوضح أوباما أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تلقت معلومات في العام الماضي تفيد بأن بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي خطط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة، مقيم في باكستان. وكانت دول كثيرة ابدت ارتياحها لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فجر يوم أمس الإثنين في باكستان على يد قوات أميركية خاصة، وعدّ بعضها ذلك انتصارا للديمقراطية وبداية نهاية ما يسمى «الإرهاب»، في حين حذر عدد من الدول من أن هذا الحادث لا يعني نهاية الصراع مع القاعدة. وعبرت دول عربية وغربية ومسلمة عن هذا الارتياح، حيث رحب اليمن -الذي ينشط تنظيم القاعدة على أراضيه- بمقتل بن لادن واعتبره «بداية نهاية الإرهاب»، بينما رفضت السعودية (مسقط رأس بن لادن) التعليق على الموضوع، متعللة بأن الوقت ما زال مبكرا. وخرج الألوف إلى الشوارع خارج البيت الأبيض وفي مدينة نيويورك يلوحون بالعلم الأمريكي ويرددون الهتافات احتفالا بمقتل زعيم تنظيم القاعدة. فبعد نحو عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على نيويوركوواشنطن التي قتل فيها نحو ثلاثة الاف أمريكي شعر السكان بالسعادة والارتياح لمقتل مدبر الهجوم. كان قتله بالنسبة للكثيرين لحظة تاريخية طال انتظارها. وقال رجل الاطفاء مايكل كارول (27 عاما) الذي قتل والده وهو رجل اطفاء كذلك أثناء هجمات 11 سبتمبر في نيويورك «لم أكن أتصور أنني سأفرح لوفاة انسان بهذا الشكل. طال الوقت.. وأخيرا تحقق .. هذا شعور طيب». وفي موقع الهجوم مكان برجي مركز التجارة العالمي الذين حطمهما مقاتلو تنظيم القاعدة بطائرات مخطوفة غنى الالوف النشيد الوطني الامريكي وفتحوا زجاجات الشمبانيا واحتسوا الجعة وألقوا بكرات الورق في الهواء. وتجمع حشد كبير آخر في ساحة تايمز سكوير في نيويورك. وقال جاي مادسن (49 عاما) وهو مندوب مبيعات من كليفتون بنيوجيرسي قاد سيارته الى مانهاتن مع ابنه البالغ من العمر 14 عاما «مع كل الكآبة المحيطة بنا كنا نحتاج لذلك. تم اجتثاث الشر من العالم». وأحيا الكثيرون في تايمز سكوير ذكرى الالوف من سكان نيويورك الذين قتلوا في يوم ثلاثاء مشمس من شهر سبتمبر قبل نحو عشر سنوات. وحمل البعض صور أحبائهم الذين قتلوا. وفي واشنطن تجمع الناس خارج البيت الابيض بعد فترة وجيزة من اعلان الانباء الاولى عن أن القوات الامريكية قتلت بن لادن في باكستان حتى قبل أن يعلن أوباما الخبر. وتضخم الحشد وبلغ بضعة ألوف يهتفون لامريكا. وقال ستيفين كيلي أحد المحاربين القدامي الذي شارك في حرب الخليج والضابط السابق بمشاة البحري الامريكية الذي أوضح انه هرع الى البيت الابيض بعد أن أبلغته زوجته بالخبر «كان يتعين علينا أن نتواجد هناك للاحتفال مع الجميع. أنا سعيد جدا بنتائج أخبار اليوم». وخرج طلاب كانوا أطفالا عندما وقعت هجمات سبتمبر بأعداد كبيرة ومنهم جنيفر ريموند (18 عاما) التي كان تلف نفسها بالعلم الامريكي خارج البيت الابيض. وقالت ريموند «كنا جميعا في حجراتنا نطالع الفيسبوك .. ثم فجأة يا الهي أسامة بن لادن قتل. كان الجميع في بيت الطلاب يصرخ. وقررنا الخروج الى البيت الابيض». وفي مدينة نيويورك قال رئيس البلدية مايكل بلومبرج في بيان انتظر سكان نيويورك نحو عشر سنوات حتى يحدث ذلك. امل أن يحقق ذلك بعض الارتياح لكل من فقد أحباء يوم 11 سبتمبر 2001. واحتل رجال الاطفاء مكانة خاصة في ذاكرة سكان نيويورك يوم 11 سبتمبر اذ قتل مئات منهم في انهيار البرجين وهم يحاولون انقاذ الاشخاص المحاصرين في الطوابق العليا. وقالت باتريس مكلويد التي تعمل في الاطفاء وهي ترتدي زيها الرسمي «هذه لحظة رائعة وآمل أن توحدنا لا يهم أن تكون مسلما او مسيحيا او أي شيء. واضافت «لن نستسلم». وكانت ليلة كذلك لتذكر نحو مئة ألف جندي أمريكي في أفغانستان. وقالت الين كورونادو (51 عاما) التي خدم شقيقها عاما في أفغانستان ان مشاركتها للحشد خارج البيت الابيض هي سبيلها لاظهار مساندتها لاسر أفراد الجيش الامريكي. وقالت دونا مارش أوكونور التي فقدت ابنتها الحبلى في هجمات 11 سبتمبر وهي ناشطة في جماعة أسر ضحايا هجمات سبتمبر من أجل السلام في الايام المقبلة انها شاهدت الاحداث على التلفزيون. وقالت لرويترز أسامة بن لادن قتل وكذلك ابنتي... موته لم يعدها لي. نحن لسنا أسرة تحتفل بالموت ايا كان من مات. وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية أمس الاثنين ان الولاياتالمتحدة ستواصل «محاربة» حركة طالبان في أفغانستان في أعقاب قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. بدورها قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انها سرت حين علمت بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية للقوات الامريكية ووصفت تلك الانباء بأنها أنباء طيبة. لكن ميركل حذرت من ان خطر الارهاب لم يستأصل وقالت ان المانيا ستظل يقظة. وقالت ميركل في مؤتمر صحفي: سعدت لنجاح (عملية) قتل بن لادن ، وأضافت انها شعرت بأن عليها ان تعبر عن احترامها للرئيس الامريكي باراك أوباما من أجل هذه العملية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم أمس الاثنين ان بريطانيا يجب أن تظل يقظة رغم مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية للقوات الامريكية في باكستان. وطلبت الخارجية البريطانية من سفاراتها في الخارج مراجعة اجراءات الامن وتوخي الحذر من أعمال انتقامية محتملة لكن المستوى الرسمي لحالة التأهب الامني في بريطانيا لم يتغير. وقال كاميرون الذي سيتحدث أمام البرلمان اليوم الثلاثاء في بيان نقله التلفزيون من مقره الرسمي في الريف تشيكرز هذه الانباء ستقابل بترحاب في شتى انحاء البلاد. واستطرد بالطبع هذه ليست نهاية للتهديد الذي نواجهه من الارهاب المتطرف. بالقطع علينا ان نكون يقظين بشكل خاص في الاسابيع القادمة. لكن اعتقد انها خطوة هائلة الى الامام. من جانبها رحبت روسيا يوم أمس الاثنين بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال عملية للقوات الأمريكية الخاصة في باكستان ووصفت هذا بأنه «نجاح حقيقي» وتعهدت بالا يكون هناك مفر للإرهابيين الدوليين. وقد هددت حركة طالبان الباكستانية بشن هجمات على أعضاء الحكومة الباكستانية بمن فيهم الرئيس اصف علي زرداري والجيش الباكستانيوالولاياتالمتحدة يوم أمس الاثنين بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال احسان الله احسان المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية لرويترز في حديث هاتفي من مكان مجهول «الآن القادة الباكستانيون والرئيس زرداري والجيش سيكونون أول أهدافنا. أمريكا ستكون الهدف الثاني».