* حركة حماس ، وهي حركة إسلامية فلسطينية تسيرعلى نهج ( الإخوان المسلمين) صارت متفردة بالحكم في قطاع غزة منذ انقلبت على السلطة قبل سنوات.. وهذه الحركة تحظى بدعم جميع الحركات الإسلامية في البلدان العربية في جميع المجالات ، وتعتبر حكومة حماس نموذجاً للحكومة الإسلامية .. بل أن حركة حماس والحركات الإسلامية قاومت بشدة مقترح إجراء انتخابات في الضفة الغربية والقطاع كمخرج للأزمة الداخلية .. وبرر زعماء هذه الحركات هذه المقاومة بالقول إن حكومة حماس حكومة إلهية اختارها الله لحمل راية الجهاد ضد إسرائيل بعد أن فرطت السلطة الفلسطينية التي يترأسها أبو مازن بالقضية من خلال التفاوض مع إسرائيل، وكبحت جماح الفصائل المسلحة الجهادية. هذا هو منطق حركة حماس والحركات الإسلامية الأخرى السائد إلى الآن، بينما هذا المنطق يتعارض تماماً مع سلوك حكومة حماس ( الإلهية) تجاه إسرائيل والمنظمات التي تتبنى ( الجهاد) المسلح ضد إسرائيل بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي. * حكومة حماس في قطاع غزة تقمع نشطاء الفصائل التي تتبنى العمل المسلح ضد إسرائيل ، وتدين العمليات التي تنفذ ضد إسرائيل، بل أدانت حماسيين أطلقوا صواريخ قسام على مستوطنات ، وفي الوقت ذاته تقوم حركة حماس بالتواصل اليومي مع الإسرائيليين وعقد لقاءات سرية وعلنية للتفاوض حول قضايا محددة، بل تعمل مع إسرائيل ضد سلطة الرئيس أبو مازن .. منذ تولت حكومة حماس الحكم في قطاع غزة انخفضت العمليات الجهادية المنطلقة من القطاع تجاه إسرائيل لأن حكومة حماس قمعت الفصائل الجهادية ، وبالمقابل ازدادت أعداد العمليات التي تنفذ في ومن الضفة الغربية التي تديرها حكومة أبو مازن. * ما سبق هو مجرد إشارات بسيطة أود من خلالها لفت الانتباه إلى أن حركات الإسلام السياسي الكثيرة في مختلف البلدان العربية اتخذت موضوع (الجهاد) لتحرير فلسطين شعاراً للوصول إلى السلطة ليس غير ، وأن الخطاب التحريضي الذي تقوم به في بلدانها كان مكرساً لهذا الغرض ليس غير وأسوأ ما في هذا الخطاب أنه ألحق هزيمة نفسية بالمخاطبين وهم كثر في الشعب العربي. خطاب مكثف ويومي ومن مختلف المنابر .. أنت أيها العربي المسلم أضعت دينك، أنت ..وانت .. وأنت.. ليس لك من الإسلام أي شيء سوى كلمة واحدة تكتب في البطاقة الشخصية (الديانة: مسلم) .. ضميرك مات، سلوكك منحرف، نفسك شريرة .. فكيف تريد من الله أن ينصرك على اليهود ، بل إن ما أنت عليه من كفر ومعاص قد دفع الله لمعاقبتك عن طريق تسليط العدو عليك. وإضافة إلى هذا الأسلوب المرهق زعم الإسلاميون أن الطريق إلى القدس يبدأ من العواصم العربية، فقد قالوا إن الواجب أولاً إسقاط الأنظمة العربية وإحلال حكومات " الحركات الإسلامية" محلها لكي تنطلق إلى فلسطين.. والآن لديهم حكومة إسلامية إلهية في قطاع غزة تقمع المجاهدين وتتآمر مع حكومة إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب.