لا اعرف لماذا في كل مرة يضيع قلمي ولا أجده.. ربما سلة المهملات التي احتفظ بها في حقيبتي الكبيرة التي يخالها البعض وسادة هي السبب في ضياع أقلامي ..أو أنني افقده عندما أعلقه في عباءتي السوداء، أو أنني عندما أعيره شخصاً ليكتب به لايعيده لي. في كل مرة اشتري قلماً أزرق يذكرني بالبحر الذي اعشقه، وكذلك الأسود الذي يجدد الحزن في عيني، والأخضر الذي يجعلني في هدوء ، ويضيع القلم دون أن اعرف في أي مكان استقر، أحياناً اشعر بالخجل عندما يطلب احدهم مني قلماً خصوصاً إذا كان الموضوع يتعلق بالتوقيع يمشي قلمي ولا ألحق به يأخذه واحد تلو الآخر حتى افقده وأظل ابحث عنه إلى أن تعود ورقة التوقيع بدونه، حتى قررت ألا أعطي قلمي لأحد. أصابتني نوبة هستريا وأصبحت اجمع حتى أغلفة الأقلام الفارغة واحتفظ بها في حقيبتي التي تشبه الوسادة، حتى طلب مني رجل وقال لي يا ابنتي هل لديك قلم ؟ أجبت باستحياء..نعم ولكن هل ستعيده إلي ؟؟ قال نعم ..كتب به اسطراً قليلة ..اعتقدت بأنه فرغ من كتابته فإذا بصديقه يقول أريد الآن أن تكتب لي قصة معاناتك مع زوجتك التي ماتت متأثرة بسرطان الدم.. نظرت إليه بحزن و مشيت بخيبة قائلة: لن احمل في حقيبتي قلماً..