حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس الاجتماع التشاوري لضباط وزارة الداخلية، الذي وقف أمام مستجدات الأوضاع الراهنة في الساحة الوطنية في ضوء الأزمة الحالية وتداعياتها في الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية للمواطنين . وقد تحدث فخامة الأخ ر ئيس الجمهورية في الاجتماع، مستعرضا مختلف الجوانب المتصلة بالأزمة وتداعياتها ومواقف أحزاب (اللقاء المشترك) وشركائهم المتعنتة في تصعيدها والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وبالسلم الاجتماعي بهدف تحقيق مخططها للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية . وتطرق فخامته الى الجهود المبذولة من قبل القيادة لتفادي ذلك التصعيد وإيجاد حل سلمي للأزمة، عبر تقديم المبادرات تلو المبادرات والتنازلات تلو التنازلات، من اجل تجنيب الوطن الفتنة وعدم إراقة الدماء اليمنية والحفاظ على كافة المكتسبات والمنجزات الوطنية التي تحققت في ظل مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة.. مشيراً الى ان آخر تلك الجهود هي المبادرة الخليجية، التي تم التعاطي معها منذ البداية بإيجابية، على الرغم مما احتوته من نصوص غامضة وملتبسة قد تؤدي الى خلق أزمة عند التباين في تفسيرها، وبالرغم من النوايا غير الحسنة من جانب احزاب (اللقاء المشترك) تجاه المبادرة، التي تريد ان تجعل منها عملية انقلابية على الديمقراطية والشرعية الدستورية . وأكد ضرورة التعامل مع تلك المبادرة كمنظومة متكاملة غير قابلة للانتقاء.. مشيراً الى ان القيادة قد بذلت أقصى الجهود في الصبر وضبط النفس وتحكيم العقل والمنطق من اجل ان لا يتفجر الموقف وان يتم الخروج من هذه الأزمة بسلام، بما يجنب الوطن الفتنة وإراقة الدماء والخراب والدمار رغم المساعي المتكررة لأحزاب (اللقاء المشترك) في توتير الأجواء والدفع باتجاه التفجير باستهدافها الجنود والضباط في النقاط الأمنية وأثناء أداء واجبهم الوطني في الحفاظ على الأمن والاستقرار . وقال فخامة الأخ الرئيس « لقد دعونا الى انتخابات رئاسية مبكرة من اجل ان يتم التداول السلمي للسلطة وان تتاح لأبناء شعبنا الفرصة في التعبير عن إرادتهم الحرة عبر صناديق الاقتراع، ولكنهم يرفضون ذلك وغير مؤمنين بالديمقراطية ويعرفون حجمهم لدى جماهير الشعب، ولهذا أرادوا استغلال تلك الموجة التي هبت على المنطقة في إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة وعملوا على افتعال الأزمة من اجل تحقيق هدفهم في الانقضاض على السلطة والانقلاب على الشرعية الدستورية ومارسوا أعمال القتل وقطع الطرقات وتخريب المنشآت النفطية والكهرباء والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة». وأضاف « إننا مستعدون ان نضحي من اجل الوطن وليس من اجل مصالحنا أو الوصول الى الكرسي مثلما يفعل مفتعلو الأزمة.. معبرا عن شكره للإخوة الضباط والصف والجنود في وزارة الداخلية وفي القوات المسلحة على ثباتهم وصمودهم وحبهم لوطنهم وتفانيهم في أداء واجبهم من اجل الوطن والحفاظ على مكاسبه وانجازاته وأمنه واستقراره ووحدته»، متمنياً للجميع التوفيق في مهامهم وواجباتهم لما فيه خدمة الوطن . حضر اللقاء رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ووزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري . وكان وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري القى كلمة أكد فيها وقوف الأجهزة الأمنية وتصديها بشكل دائم لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن ومخالفة الدستور والقانون ، مشيراً الى تضحيات المؤسسة الأمنية والعسكرية وتقديمها قوافل الشهداء في سبيل إرساء الأمن والاستقرار والسكينة العامة للوطن والمواطن . وأكد أنها « ستمضي قدماً في سبيل تعزيز السلم الاجتماعي والأهلي ومحاربة الإرهاب بكل مسؤولية وطنية وقانونية بالتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية حيث استطاعت خلال الأيام الماضية قتل واعتقال عدد من القيادات الإرهابية في تنظيم القاعدة». وحذر وزير الداخلية العناصر التي تقوم بقطع الطرقات وإقلاق السكينة العامة من التمادي في أعمالهم الخارجة عن القانون، وأنهم سيتحملون المسؤولية القانونية نتيجة تصرفاتهم الهوجاء . وثمن جهود منتسبي المؤسسة الأمنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مسيرة التنمية من خلال دورهم الوطني المسؤول في حماية المسيرات والاعتصامات بكل حيادية ، مهنئا كافة منتسبي وزارة الداخلية بمناسبة العيد ال 21 للجمهورية اليمنية 22 مايو. تخلل اللقاء مناقشات وحوارات حول عدد من المواضيع الأمنية على امتداد الساحة الوطنية وتم إثراؤها بالملاحظات والاقتراحات التي من شانها ان تعزز الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين . وأكد المشاركون في بيانهم الختامي وقوفهم الكامل ومعهم كافة أبناء الشعب اليمني إلى جانب القيادة السياسية والشرعية الدستورية في مختلف الظروف التي يمر بها الوطن نتيجة للمؤامرات التي تمارسها قيادات اللقاء المشترك ومليشياته الخارجة على النظام والقانون . واعتبر البيان الجرائم التي ترتكبها هذه المجاميع الإجرامية دليلاً صارخاً على تحديهم للنظام والقانون والتفافهم على الشرعية الدستورية وعدم اهتمامهم بمصلحة الوطن وأمنه واستقراره ، موضحاً ان هذه المرحلة من الأزمة التي افتعلتها المعارضة وعناصرها الإرهابية بجر البلاد الى المجهول تحتم على الجميع أفرادا ومؤسسات وأجهزة حكومية العمل على فرض هيبة النظام والقانون وحماية المواطن وأمنه واستقراره . وهنأ المشاركون القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة العيد الوطني ال 21 للجمهورية اليمنية 22 مايو.