تتسارع الأيام والشهور وحضرموت تئن تحت وطأة كارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت حضرموت والمهرة وأجهزت على البنى التحتية وطالت أضرارها كافة القطاعات في المحافظتين خاصة أن تلك الكارثة كانت مفاجئة ولم تكن بحجم التوقعات والإمكانات، لكن عجلة الإعمار ما لبثت أن تسارعت رغم بطئها في بداية المشوار ، وبرزت مشاريع منجزة في قطاعات عدة في مجال إعادة الإعمار. وللوقوف على أبرز الصعوبات التي يواجهها الصندوق في المرحلة الحالية في ظل الوضع الذي تشهده الساحة اليمنية وما تحقق من نجاحات على صعيد الإعمار في كافة القطاعات المتضررة التقينا المهندس عبدالله محمد متعافي وكيل وزارة الأشغال والطرق المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار لمحافظتي حضرموت والمهرة في حوار إليكم تفاصيله: تقليص التعزيزات أكد الوكيل المهندس عبدالله محمد متعافي المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار أن الصندوق تأثر كغيره من مؤسسات الدولة بالأحداث التي تشهدها البلاد هذه الأيام والتي أدت إلى تقليص التعزيزات ما أدى إلى توقف عدد من المشاريع إلى الحد الأدنى منها وأبقينا على الاهتمام بالتعويضات الخاصة بالمتضررين في مجالي المباني والزراعة . وفي ما يخص الوضع القانوني لبعض الاتفاقيات للمكاتب الاستشارية قال متعافي إن كل المكاتب الهندسية والاستشارية تقوم بمهامها بموجب عقود عمل قانونية وبحسب الآليات والصلاحيات الممنوحة للصندوق. وأضاف أن قيادة الصندوق كانت تعرض دائما في لقاءاتها على طاولة السلطتين المحليتين في حضرموت والمهرة الجانب المادي وضرورة التسريع من وتيرة الإنجاز في مشاريع الإعمار ومخاطبة مجلس إدارة الصندوق ووزارة المالية لاستلام أموال المتضررين ، وفي هذا الجانب نشكر جهود محافظ حضرموت خالد سعيد الديني على متابعته الجادة مع السلطات العليا للتسريع في صرف تعويضات المتضررين وتواصل أعمال الإعمار ، وكذا محافظ المهرة علي محمد خودم على متابعته الحثيثة للإدارة التنفيذية لاستكمال ما تبقى من مشاريع الإعمار في محافظة المهرة. التدخل في إنجاز مشاريع تريم وقال المهندس متعافي: إن الصندوق ساهم في إنجاز مشاريع لمدينة تريم وهي تحتفل مطلع العام 2010م بوصفها عاصمة للثقافة الإسلامية لتستقبل زوارها من أكثر من خمسين دولة إسلامية ، ففي تلك الفترة خلطنا الليل بالنهار ولم نسمح لأي عقبة أن توقفنا في سبيل تحضير تريم للاحتفاء بهذه المناسبة رغم قصر مدة التكليف من الحكومة للصندوق لإنجاز المعالم التاريخية للمدينة وإبراز مظهرها الجمالي حيث كنا ننتظر رسالة شكر لا رسالة عتاب من بعض الأقلام الصحفية التي يبدو أنها تغرد خارج السرب دون العودة إلى الجهة المنفذة لمعرفة ما تم إنجازه خلال الفترة القياسية من مشاريع بجهود كوادر الصندوق حتى لا نكلف الدولة أكثر من طاقتها أما في ما يخص تساؤل البعض عن كيف نسمح بالإنجاز مشاريع الصندوق في تريم من أموال الإعمار فهذا ما يجب أن تساءل فيه السلطة المحلية بالمحافظة في تلك الفترة كونها هي التي وجهت الإدارة التنفيذية للصندوق بإنجاز مشاريع تريم من صندوق إعادة إعمار حضرموت والمهرة ، أمام نحن فقد قمنا بتنفيذ تلك التوجيهات في وقت قياسي وبمواصفات أشاد بها كل من زار تريم في تلك الفترة. تأخر مشروع خليفة وحول قضية تأخر مشروع خليفة بن زايد آل نهيان للمتضررين في وادي وساحل حضرموت أوضح المهندس عبدالله متعافي أن ثمة مشكلات واجهت هذا المشروع فيما يخص إنجاز المواقع في مجال تسوية الأراضي وإعدادها وتجهيزها بحسب مواصفات الجانب الإماراتي حتى تم تسليمها لهم بعد إجراء تلك الأعمال الضرورية والمهمة لمباشرة العمل فيها من قبل مكتب هاني السحولي ومشاركوه استشاريي الهلال الأحمر الإماراتي وموقع المتضررين في وادي حضرموت شهد تسارعا في العمل في الفترة الأخيرة ، ونسعى للبدء في العمل في مشروع خليفة بساحل حضرموت في أقرب وقت ممكن. إشادة وتجربة رائدة ولفت المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار إلى أن الصندوق أصبح ركناً مهماً من أركان التنمية في اليمن بشهادة بعثة البنك الدولي التي زارت الصندوق في أغسطس الماضي وعليه فإن مستقبل الصندوق يبشر بخير بعد مباركة بعثة البنك الدولي نشاطات الصندوق حيث يتوقع توسيع مهام الصندوق بدعم من البنك الدولي وجهات مانحة أخرى فيما يخص مساهمة الصندوق في مشاريع الإنذار المبكر والحد من الكوارث ، حيث اعتبرت بعثة البنك الدولي تجربة صندوق الإعمار تجربة رائدة ومهمة في مجال إعادة الإعمار. صعوبات المرحلة وأضاف أما الصعوبات التي تواجه أعمال الصندوق في هذه المرحلة فإنها تتركز حاليا ضعف التعزيزات المالية نتيجة الوضع الحالي في البلاد إضافة إلى سير الطلبات المعمدة من الجهات المسئولة خارج إطار كشوفات الحصر المعتمدة رسميا في حينها وهوما سبب صعوبات كبيرة للصندوق ومواجهة ضغوطات المواطنين رغم محاولة الصندوق بالتنسيق مع السلطة المحلية بحضرموت للخروج من هذه المشكلة من خلال تثبيت الكشوفات الملحقة حتى 31 ديسمبر 2009م فقط والتي بلغت نحو عشرين ألف متضرر وسنعمل على رفعها إلى مجلس الإدارة لأخذ الموافقة بعد التحقق منها وتوفير التعزيزات المالية لها. نرفض المهاترات والمناكفات وفيما يخص استهداف موقع سيئون برس لإدارة الصندوق قال متعافي إن الصحافة صاحبة الجلالة التي أصبحت اليوم السلطة الفعلية المحركة للأحداث سلبا وإيجابا والمواقع الإلكترونية هي أحدى أدواتها ومنها ماهو موضوعي في طرحه ويبحث عن حل لمشاكل ويحترم بلاط صاحبة الجلالة الطاهر وطقوسها وتقاليدها ومبادئها الحميدة ومنها من انفرد سلبا يحلق خارج السرب ولن يكون مصيره إلا الضياع ومن ثم السقوط. والحقيقة أننا في صندوق الإعمار لا نلتفت إلى بعض الأصوات التي نرى أنها تستغل وضعا لتسيير أمورها وتحقيق أهدافها ، بل نسابق الأيام لإنجاز ما نستطيع لأهلنا وإخواننا المتضررين في حضرموت والمهرة بعيدا عن أية مهاترات أو مناكفات يحاول البعض جرنا إليها لإلهائنا عن هدفنا الأساسي وهو إنهاء آثار الكارثةالتي اجتاحت حضرموت والمهرة أواخر العام 2008م ، وحتى لايعتقد البعض أننا نقبل أي صوت ينادي بالإصلاح فإننا نتابع الكثير من الأقلام التي تكتب بغرض التوجيه والنقد البناء ونعمل على معالجة أي مشكلات تعرضها ، وهنا فإننا نجدد ما قلناه مسبقا أن إدارة الصندوق على استعداد لاستقبال أية شكاوى أو تظلمات ضد أي متهاون في عمله أو مستغل لمعاناة المتضررين ونعد بمحاسبة أي مخالف أو متجاوز. إنهاء الكارثة وعد والتزام وحول ما يروج له البعض من أن أموال المتضررين صارت في وضع مجهول جاء رد المدير التنفيذي بالقول : بداية نريد أن يعرف الجميع أن أموال المتضررين أمانة في عنق الدولة والسلطات المحلية والصندوق ، ولا يعني هذا الوضع الذي تشهده الساحة اليمنية أننا لا نستلم مخصصات لتعويضات المتضررين ، نحن نستلم مخصصات لكنها لا تفي بالتزاماتنا، أشرنا إلى أن ثمة خفضاً وضعفاً في التمويل أسوة بكل مؤسسات الدولة التي أوقفت مشاريعها ونطمئن المتضررين أن أموالهم حق لا يستطيع أحد أن يتلاعب به أو يستغله في مآرب أخرى لأنها قضية والتزام ووعد لن تستطيع أي دولة النكوص عنه أو الإخلال به. محاسبة المخالفين وفي معرض رده حول سؤالنا باتهام البعض أن الصندوق يفتح أبوابه للسماسرة أكد المهندس متعافي أن الصندوق كغيره من المؤسسات معرض لتجاوزات ومخالفات من بعض ضعاف النفوس «لكني بصراحة أرى أن بعض الكلام الذي يدور بين الفينة والأخرى لا توجد له الكثير من الإثباتات وأنا وبوصفي المدير التنفيذي لصندوق الأعمار أقولها عبر صحيفتكم أو موقعكم من لديه أية أدلة من المواطنين عن تورط أي مهندس أو سمسار في أعمال الصندوق فليتقدم به ونعدكم بمحاسبة أي مخالف أو متجاوز أو من يسعى للاستفادة وفي الحقيقة أنا استغرب ولا أستوعب أن ثمة أشخاصاً يسعون للاستفادة من آلام الناس واستثمار الكارثة في تحقيق أهداف مادية». معالجات لأسباب الكارثة وحول أبرز المعالجات التي اتخذها صندوق الإعمار لمعالجة أسباب الكارثة يقول المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار بحضرموت والمهرة ثمة معالجات كثيرة اتخذها الصندوق لتجنب كارثة أخرى محتملة بعد إنشائه الذي وصفه الكثير من المراقبين بالقاعدة للانطلاق وللسير قدما في اتخاذ إجراءات لمعالجة الكارثة والتي بدأت بإنشاء الصندوق وتسيير أعماله والتوجيه بإنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث قبل حدوثها وتبقى أمام الصندوق مهام أخرى في مجال معالجة الأودية والمنحدرات الجبلية وتهذيبها للحول دون حدوث أية كارثة أخرى لا سمح الله ، مضيفا أن الصندوق عمل في هذا المجال منذ أبريل الماضي من خلال اجتثاث أشجار السيسبان في المواقع الحرجة كمرحلة أولى بكلفة مائة مليون ريال ، وتم في هذا الإطار التنسيق مع جهات علمية في جامعات حضرموت وصنعاء وعدن ومراكز الأبحاث للمشاركة في ورشة العمل التي أقيمت في سيئون لبحث كيفية معالجة إزالة شجرة السيسبان ، وتم الخلوص إلى نتائج ومخرجات مهمة جدا أفرزتها تلك الورشة يعكف المختصون في الصندوق حاليا على الاستفادة منها وتحويلها إلى برامج عمل مفيدة لمواجهة مخاطر أشجار السيسبان وتجنيب المنطقة أية كوارث أخرى . كما يعمل الصندوق باتجاه تنفيذ مشاريع مهمة قادمة ومنها تحديد المسار الرئيسي للأودية لإعداد دراسات بناء على الخط الصحيح لحركة مياه السيول في تلك الأودية ، إضافة إلى أن الصندوق بصدد الاستفادة من الأفكار النيرة للمهندسين عبدالله علوي الكاف ومحمد إبراهيم المساوى وهما شابان من أبناء حضرموت قاما باختراع جهاز يقوم بتجميع كمية الأمطار وقياسها خلال خمس دقائق وإرسال معلومات إلى الجهات المختصة عن طريق رسالة قصيرة عبر نظام الجي إس إم المستخدم في شرائح الهواتف المحمولة بما يمكن الجهات المختصة من اتخاذ الإجراءات المناسبة قبل حدوث الكارثة. خور المكلا.. قصة نجاح وصمود قصة نجاح خور المكلا قصة يجب أن يقف أمامها الكثيرون بوصفها الأساس لرؤية صندوق الإعمار في مواجهة الكوارث ويعلم الجميع فضل هذا المعلم السياحي العظيم بعد الله في حماية مدينة المكلا من كارثة مدمرة كانت ستحل بها لولا لطف الله ونجاح خور المكلا في احتضان سيول ثلاثة أودية ووصولها بانسيابية حتى البحر دون أضرار كبيرة تذكر ، ونحن نعمل الآن على إعداد دراسات لإعادة تأهيل خور المكلا وإعادة بريقه الذي لمع في العيد الوطني الخامس عشر لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة. سنتان من الإعمار وفي كلمته الأخيرة في هذا الحوار تحدث المهندس عبدالله محمد متعافي في رده على سؤالنا إن كان ثمة رضا عن ما قدمه الصندوق منذ إنشائه وحتى اليوم قائلا : نشكر لكم اهتمامكم بإيضاح مهام الصندوق وإيصالها بصورة يفهمها الكثير من الناس وهنا أود أن أشير إلى أن ملف الإعمار ملف ليس كالملفات العادية فهو أحد الملفات الشائكة ومن المؤكد أنه سيواجه الكثير من العراقيل والصعوبات لكن بحمد الله رغم عقبات البداية في عمل الصندوق منذ إنشائه إلا أن المنحنى العام سار بشكل تصاعدي منذ أواخر العام 2009م فشهدت القطاعات المتضررة بشكل عام حركة متصاعدة وتم التسريع في وتائر الإنجاز وتواصلت تلك الجهود في العام المنصرم 2011م لكن ما أود التأكيد عليه أن يعرف المواطن أننا نبذل جهودا يعلمها الله لتخفيف معاناتهم لكن ثمة عوائق نحاول تلافيها وطرق متعرجة نحاول تمهيدها للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الإنجاز لنحظى بشكر كل متضرر في حضرموت والمهرة وفيما يخص المعوقات التي تواجه سير عمل الصندوق فإن العمل يسير بشكل تسارعي وهندسي وهذا تؤكده عمليات صرف التعويضات منذ بداية 2009م والنصف الثاني من العام نفسه ومطلع 2010م حيث كان الصرف لا يتعدى مائتين وسبعين مليون ريال شهريا فيما بلغ في بعض الأشهر 2010م مليار ريال شهريا مما يدل على أن عملية الانجاز تمر بشكل جيد ونحن لا ننكر أن ثمة معوقات تصادفنا لكن المشكلة ليست في الصندوق بل في بعض الجهات التي رفعت كشوفات متأخرة لكننا تداركنا الوضع بعرض الكشوفات على اجتماع مجلس الإدارة في سيئون والتحقق منها لإقرارها والموافقة عليها وفي هذا الإطار نحث كافة الجهات على التعاون وتضافر الجهود وتسهيل المهام ليعمل الصندوق بشكل أفضل خلال المرحلة القادمة.