ازدادت حدة الخلافات يوم أمس الأحد بشأن تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بعدما رشحت فتح رئيس الوزراء سلام فياض لرئاسة حكومة الوحدة وهو ما قابلته حماس بالرفض. وقال المسؤول الكبير بحماس صلاح البردويل قبل يومين من المحادثات المقررة مع فتح في القاهرة بخصوص تشكيل الحكومة «المؤكد أننا لن نقبل بفياض لا رئيسا للحكومة ولا وزيرا فيها. أربعة أعوام من الحصار والاعتقالات والتعذيب لقادة وكوادر حماس ارتبطت باسم سلام فياض الذي يتحمل أيضا مسؤولية الديون المتراكمة على الشعب الفلسطيني». وفي اجتماع عقدته في وقت متأخر من مساء يوم أمس الأول السبت اختارت اللجنة المركزية لفتح وهي اعلى هيئة لصنع القرار بالحركة فياض مرشحا لها لرئاسة الوزراء. ويقول مؤيدو فياض وهو مستقل واقتصادي سابق بالبنك الدولي يحظى باحترام دولي ان مكانته الخارجية ذخر للفلسطينيين لضمان استمرار تدفق المعونات الدولية ولمواصلة الجهود الرامية لاعتراف الاممالمتحدة بالدولة المستقلة في سبتمبر ايلول. لكن اسرائيل تقول ان اتفاق المصالحة الذي وقع في ابريل نيسان عقبة امام احياء محادثات السلام التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة مع الرئيس محمود عباس الذي فقدت قواته السيطرة على قطاع غزة لصالح حماس عام 2007. واتفقت فتح وحماس بموجب اتفاق الوحدة على انشاء حكومة انتقالية من التكنوقراط او الوزراء غير المنتمين لحركات سياسية قبل اجراء انتخابات خلال عام.ويدعو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عباس الى ان يضرب عرض الحائط بالاتفاق مع حماس التي ترفض مطالب اسرائيلية وغربية بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام القائمة التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها فتح في التسعينيات. واتهم البردويل فياض بالتعاون مع اسرائيل في فرض الحصار على قطاع غزة. وقال ان فياض يشترك بصفته رئيسا للوزراء في المسؤولية عن اعتقال قادة واعضاء حماس في الضفة الغربية في السنوات الاخيرة. وسبق ان عبرت حماس عن معارضتها لقيادة فياض لكن مسؤولا واحدا كبيرا على الاقل في الحركة نقل عنه قوله ان حماس ستبحث فكرة استمراره في منصبه كرئيس لوزراء. وسئل ان كان رفض حماس لفياض سيعرقل المصالحة لم يرق البردويل الى الاعلان عن موت الاتفاق لكنه حذر من اي ترشيح لمناصب حكومية قد يعتبرها اي طرف استفزازا. واضاف لايجب ان يكون في الحكومة المقبلة من يثير استفزاز الفلسطينيين ويسيء لهم. وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لفتح ان الحركة تريد رئيس وزراء يمكنه جذب الدعم الدولي و»مهمته ستكون رفع الحصار عن غزة وليس جلب الحصار الى الضفة الغربية أيضا.