يصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم إلى مدينة جدة في زيارة رسمية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه سيتم خلال الزيارة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جانب آخر أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات استعداد الجانب الفلسطيني على العودة إلى المفاوضات مع اسرائيل إذا ما أعلنت قبولها بمبدأ الدولتين - فلسطين وإسرائيل - على حدود العام 1967. وقال عريقات لإذاعة (صوت فلسطين) صباح أمس: “إذا ما أعلنت الحكومة الإسرائيلية قبول مبدأ الدولتين على حدود العام 1967 وأوقف الاستيطان ستستأنف المفاوضات معها حول كل قضايا الوضع النهائي لإنهائها خلال فترة زمنية محددة متفق عليها”. وأشار إلى أن “الفرنسيين وفي مبادرتهم التي طرحوها في الآونة الأخيرة عرضوا فترة 12 شهرًا لإنجاز التفاوض حول قضايا الوضع النهائي كافة بما فيها القدس واللاجئون”. وشدد على “أن على اسرائيل أن تعلن أولاً عن قبولها مبدأ الدولتين على حدود 1967 وأن توقف الاستيطان وتحديداً في القدس الشرقية المحتلة إذا ما أرادت استئناف المفاوضات”. وكشف موقع صحيفة (هارتس) الإسرائيلية يوم امس أن البيت الأبيض الأمريكي ينتظر الآن اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبوله بالمبادىء التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والخاصة بعملية السلام مع الفلسطينيين. وكان الرئيس أوباما أكد في خطابه الذي ألقاه في 19 مايو الماضي وهو يضع مبادىء التسوية السلمية في الشرق الأوسط على التزام الولاياتالمتحدة بالحفاظ على امن اسرائيل. ودعا في الخطاب إلى“اتفاق سلام يتضمن اقامة دولتين هما إسرائيل وفلسطين وبينهما الحدود التي كانت موجودة قبل احتلال اسرائيل الضفة الغربية في حرب عام 1967” قائلاً: “إن ذلك سيتضمن تبادلاً متفقاً عليه للأرض بينهما”. وأكد ضرورة أن “يكون للفلسطينيين الحق في حكم انفسهم مع ضمان أمن اسرائيل كدولة يهودية ينبغي ان يكون لها الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها مثل أية دولة أخرى”. وفي رؤيته لحقيقة الموقف الأمريكي من مختلف القضايا القائمة أشار عريقات الذي عاد من واشنطن قبل ثلاثة ايام إلى “أنه بحث في زيارته مع المسؤولين الأمريكيين الذين التقاهم ثلاث قضايا رئيسة”. وذكر أن أولى هذه القضايا هي المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس التي أكدت لهم “أنها تمثل مصلحة عليا بالنسبة لنا ونحن نسعى إلى تشكيل حكومة فلسطينية من شخصيات مستقلة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية”. وقال: “لا نرى معنى لكل هذه الضجة وهذا الصخب حول رفض المصالحة لأنها هي الطريق الوحيد لتنفيذ مبدأ الدولتين على حدود العام 1967 ولتحقيق الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة”. وأوضح عريقات أن القضية الثانية التي جرت مناقشتها في واشنطن كانت عملية السلام. وأشار إلى “ان الرئيس اوباما كان يتحدث عن شيء ومن ثم يذهب نتنياهو إلى الكونغرس ليطرح ماهو مغاير لما يريده اوباما وليحاول تعريف مرجعية عملية السلام . وهو لا يرفض فقط خطاب اوباما بل يحاول طرح مرجعية جديدة لعملية السلام”. ونبه إلى أن هذه المرجعية تتمثل بالإبقاء على احتلاله لمدينة القدس وإسقاط ملفات اللاجئين والقدس والحدود والأمن مع بقاء قوات الاحتلال في غور الأردن وابقاء الكتل الاستيطانية ومنع عودة لاجىء فلسطيني واحد. وأضاف: “ابلغنا الجانب الأمريكي بأننا ووفق المعايير التي يطرحها نتنياهو لا نجد لنا شريكاً في اسرائيل للسلام على ضوء ما طرحه نتنياهو في الكونغرس”. وقال: “إن القضية الثالثة التي طرحت مع الامريكيين كانت عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، ونريد دولة فلسطينية على حدود العام 1967 عاصمتها القدس الشرقية”. ورأى عريقات أن منع الفلسطينيين من التوجه إلى مجلس الأمن خشية الفيتو الأمريكي وأن يرفض نتنياهو مرجعية عملية السلام وأن ترفض المصالحة أمر يضع القيادة الفلسطينية امام مسؤوليتها. وحذر من أن المجتمع الدولي وبعد مرور عشرين عاماً على عملية السلام عليه أن يتحمل مسؤولياته، مشدداً على اهمية انتقال الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال وإلا فإن القيادة الفلسطينية ستكون مضطرة للنظر فيه بشكل دقيق جداً. على نفس السياق أعلنت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) عن رفضها ترشح سلام فياض لتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة. وأكد عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل في تصريح صحافي نشر أمس أن (حماس) لن تقبل بفياض رئيساً للحكومة المقبلة ولا وزيراً فيها. وفي تعليقه على الأنباء التي تحدثت عن قرار حركة (فتح) ترشيح فياض لرئاسة حكومة الوفاق الفلسطينية الجديدة قال البردويل: “إن (حماس) لا تتعامل مع مثل هذه التسريبات الإعلامية، لكن من المؤكد أننا لن نقبل بفياض لا رئيساً للحكومة ولا وزيراً فيها”. ونفى البردويل أية علاقة لهذا الموقف من فياض بالمصالحة، مؤكداً أن المصالحة بالنسبة إلى حركة (حماس) هدف استراتيجي نسعى لتحقيقه بكل السبل ولكن هناك خطوطاً حمراء لن نقبل تجاوزها ومنها الا يكون في الحكومة المقبلة من يثير استفزاز الفلسطينيين ويسيء لهم. ومن المفترض أن تستأنف حركتا (حماس) و(فتح) يوم الثلاثاء المقبل حوارات تنفيذ اتفاق المصالحة في القاهرة لبحث تشكيل الحكومة وانهاء ملف المعتقلين السياسيين وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من الملفات العالقة.