كسرت مجموعة من السيدات السعوديات حاجز منع قيادة المرأة للسيارة في السعودية في عدة مناطق، امس الجمعة، إثر دعوة تم إطلاقها على "فيسبوك" تحت شعار "جمعة قيادة المرأة للسيارة في السعودية"، في إشارة واضحة إلى رغبتهن في نيل هذا الحق، بحسب وصفهن، خصوصاً بعد أن اعتبرت أكثر من جهة مسؤولة في المملكة أن إقرار قانون يسمح للسيدات بقيادة السيارة مرهون بتقبل المجتمع. وكانت أول مشاهدة لامرأة تقود سيارتها يوم 17 يونيو في الرياض، وتحديداً عند الساعة 12:40 دقيقة من صباح امس الجمعة، عبر فيديو انتشر على "اليوتيوب"، غادرت فيه من بيتها إلى سوبر ماركت، وظهر أنها متمكنة وتعرف تماماً ما تفعل. وتحدثت تلك السائقة أثناء سيرها في شوارع الرياض عن أنها لا تفعل هذا الأمر حباً في القيادة أو الزحام أو لمجرد خوض التجربة، بل لأنها لا تريد الاعتماد على السائق الأجنبي، ولأن تخرج لعملهاأو للتسوق أو لقضاء بعض الأشغال، وتقول: "أنا أعتقد أن المجتمع مهيأ لأن يستقبلنا". أما عزيزة يوسف (54 سنة) فقالت: "أنا الآن على طريق الملك فهد (بالرياض) منتقلة من حي الغدير الى شارع التخصصي مررت بسيارتي شرطة ولم يعترضني أحد، وصلت الى بيت الوالدة بأمان وقد تبعني 3 سيارات كنت أظنهم المرور واتضح أنهم شباب يسعون لحمايتي في حال حدوث شيء". وأضافت على "تويتر": "اليوم جميع مشاويري سأقوم بها وأنا أقود بنفسي". أما في مكة، فقد ذكرت الشابة ليلى سندي أنها قادت سيارتها عند التاسعة صباحاً برفقة ابنة عمها وصديقتها في حي النزهة، وتقول: "كانت الخطة الاستمرار حتى شارع الستين ثم الخط الدائري إلى حي الخالدية والعودة"، إلا أن نقطة تفتيش كانت تترصدهن بعد بلاغ أحد المواطنين عنهن، ما اضطرهن للعودة إلى المنزل. تقول سندي في سردها لقصتها: "لمن يهمه الأمر.. كنا بالحجاب.. غطاء رأس لكن كاشفات وجوهنا. خرجنا فعلاً في الساعة 9 تماماً وبهدوء خرجنا الى شارع النزهة.. وكانت الشوارع هادئة نسبياً لكنها لم تكن خالية ورآنا بعض الناس، منهم من لوح لنا بالتشجيع ومنهم من أشار لنا بالعودة.. "لكن لم تأكلنا أي ذئاب". وتكمل الوصف: "في خلال 10 دقائق انتهينا من شارع الستين ووصلنا بداية الخط الدائري ولقينا نقطة تفتيش.. رغم أننا تأكدنا مراراً من عدم وجود نقطة هناك. توقفنا بهدوء وجاء ملازم أول ومعه جندي عرفنا بعدين أن رتبته جندي أول.. وطلب منا الملازم توقيف السيارة والنزول بهدوء". وتستمر عبر "تويتر": "نزلنا وطلب منا الملازم الركوب في سيارته وكانت من نوع فورد.. ركبنا كلنا في المقعد الخلفي ولم يقل لنا شيئاً لكن صادر حقائبنا، طلب منا الهدوء بعد أن بدأنا بالجدال والنقاش بسبب أخذ حقائبنا لكن أصر على أخذها ووعدنا خيراً، تركنا حوالي ربع ساعة وهو على جواله أو جهازه ثم رجع لنا وأرجع لنا حقائبنا لكنه صادر جوالاتنا وقال (عشان لا تصورون أو تكلمون أحداً).