قال مسؤولون باكستانيون ان ما يصل الى 600 متشدد من افغانستان هاجموا قريتين باكستانيتين يوم أمس الأربعاء في احدث هجوم في سلسلة من الغارات واسعة النطاق على المدنيين وقوات الامن. واقتحم متشددون قريتي نورسات درا وخارو في منطقة دير العليا وخاضوا قتالا مع جنود وميليشيا قبلية موالية للحكومة. وقال مسؤول بالشرطة يدعى عبدالستار لرويترز «طبقا للتقارير الواردة من القريتين شن ما بين 550 و600 متشدد الهجوم في حوالي الساعة الخامسة صباحا واستمر القتال عدة ساعات». وقال مسؤول آخر ان اربعة من رجال القبائل الموالية للحكومة الذين قاتلوا مع القوات اصيبوا في الهجوم. وتقول باكستان ان اكثر من 55 جنديا قتلوا في عدة هجمات عبر الحدود خلال الشهر الماضي. وزادت الهجمات التوتر بين البلدين المجاورين بينما تكافحان تمردا تشنه حركة طالبان ومتشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة منذ فترة طويلة. ويقول محللون ان مقاتلي طالبان الباكستانية الذين فروا الى افغانستان في مواجهة هجمات للجيش ينضمون الى حلفاء لهم في افغانستان لتنظيم الصفوف وتهديد المناطق الحدودية الباكستانية مرة اخرى. وتنحي باكستان باللائمة على افغانستان في توفير الملاذ لمتشددين داخل حدودها تاركة قواتها عرضة للهجمات المضادة عندما تطاردهم لاخراجهم من المناطق القبلية الى افغانستان. وبدورها تلقي كابول باللائمة على باكستان في مقتل عشرات المدنيين في اسابيع من القصف عبر الحدود الامر الذي اغضب المواطنين والمسؤولين الافغان على حد سواء. ويوجد بمنطقة الحدود التي تشهد غيابا للقانون بعضا من اخطر الجماعات المتشددة في العالم التي تجمعها صلات وثيقة وتعبر ذهابا وايابا لتنفيذ العمليات. وفي اطار منفصل هاجم متشددون يتخذون من باكستان مقرا لهم قوات في منطقة قبلية اخرى وهي اقليم وزيرستان الشمالية يوم أمس الاربعاء. وقال مسؤولو المخابرات ان القواعد التي تدعمها طائرات هليكوبتر مقاتلة قتلت ثلاثة متشددين واصابت خمسة في الاشتباك. واصيب ايضا خمسة جنود. وتصعد طالبان الباكستانية هجماتها ضد اهداف حكومية بعد تحذير من انها ستنتقم لمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على ايدي قوات امريكية خاصة في الثاني من مايو ايار. وبعد مقتل بن لادن اكدت الولاياتالمتحدة من جديد دعوتها لباكستان إلى ان تتخذ اجراءات اكثر صرامة ضد المتشددين خاصة الذين يعبرون الحدود الى افغانستان لمهاجمة القوات الغربية. وقال الجيش الباكستاني يوم الاثنين الماضي انه شن هجوما جويا وبريا على متشددين في منطقة كورام القبلية التي تقع ايضا على الحدود مع افغانستان.