بعد اكتشاف تسهيلات وطرق طبية من اجل حفظ الحيوانات المنوية في برادات خاصة أو عادية ظهرت حالات تسترعي الانتباه عن ولادة أطفال بعد تلقيح الأم بنطف عمرها أكثر من عام او عامين، لكن ظهرت حالة في نيواورلينز الأميركية تسترعي الانتباه حقا، حيث ابلغ قسم الولادات في المستشفى عن ولادة طفل في ظروف غير عادية. فحسب ما ذكرت الأنباء ولد طفل كانت أمه قد حملت به باستعمال نطفة عمرها 21 سنة، وربما تكون رقما قياسيا في هذا المجال. وكانت النطفة قد أخذت من الأب عندما كان في ال17 من العمر قبل أن تجرى له عملية جراحية في خصيته لمعالجة السرطان ما جعله عقيما. وجمدت هذه النطفة إلى أن تزوج المريض وأراد أن يكون له أولاد، وتمت العملية بتذويب الجليد عن النطفة ومن ثم تلقيح بيضة الزوجة بها، وحملت الأم بعد أربع محاولات، لان المحاولات الأولى باءت بالفشل. وقال الدكتور كريغ هورن كبير الاختصاصيين في مجال بحوث الأجنة والتلقيح بالنطف إن الحالة تقدم دليلا على أن تجميد النطف مدة طويلة يمكن أن يحميها من حيث النوعية والخصوبة، وتثبت بان تجميد النطفة عملية آمنة ومجدية. ومن المهم أن نشير أيضا إلى أن السائل المنوي الذي يختزنه المرضى الشباب المصابون بالسرطان يؤخذ في وقت يمرون فيه بكثير من التوتر العاطفي عندما لا يكون الحمل في المستقبل أولوية ذات أهمية كبيرة. وعن حالة الحمل النادرة هذه قال نعتقد أن هذه هي أطول فترة تجمد فيها نطف تستعمل من اجل إنجاب طفل حي وتكللت العملية بالنجاح والطفل في حالة جيدة. ورحب عدة أطباء اختصاصيين في علم الأجنة في نيواورلينز بالتقدم الطبي الجديد . ويذكر الدكتور هورن أن ما تم تحقيقه ليس جديد الطب، حيث ثبت نجاحه في تجارب كثيرة على الحيوانات، والضرر الوحيد الذي يمكن أن يلحق بالنطفة المجمدة هو تعرضها للشمس والحرارة المرتفعة، مع ذلك يمكن وصف حالة الطفل الذي يولد من نطفة عمرها 21 بأنها تفتح أفقا جديد أمام تجميد النطف يسمح باستعمالها في الحمل فيما بعد، ولن يشكل أي مشكلة ، كما انه يعطي أملا للشبان الذين يريدون الإنجاب بحفظ النطف لديهم قبل بدء معالجتهم من أمراض خبيثة او تعرضهم للموت في الحروب او الحوادث، وقد يفتتح في المستقبل بنك من اجل الاحتفاظ بالنطف لأوقات الحاجة.