ألقى شبان مقذوفات على الشرطة في شرق لندن يوم أمس الاثنين مع تزايد المخاوف من استمرار أعمال العنف ليلة ثالثة في العاصمة البريطانية. وأظهرت لقطات تلفزيونية حية محتجين يلقون صناديق القمامة وعربات التسوق الصغيرة على أفراد الشرطة. وتصدت لهم قوات الشرطة المزودة بالدروع لدى محاولتهم إغلاق منطقة حول محطة هاكني سنترال. واقتحم بعض مثيري الشغب المتاجر لانتزاع أشياء يقذفون بها الشرطة على ما يبدو. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) ان الاشتباكات اندلعت بعد أن أوقفت الشرطة رجلا وقامت بتفتيشه. واشتبك مثيرو الشغب يوم أمس الأول الأحد الذين كانوا يلقون قنابل البنزين مع الشرطة في شمال لندن فأشعلوا النار في سيارات للدورية ومبان وحافلة من طابقين في أحد اسوأ الاضطرابات التي شهدتها العاصمة البريطانية في السنوات الاخيرة. واطلق نحو 200 شخص المقذوفات والزجاجات على ضباط مكافحة الشغب قرب قسم شرطة توتنهام بعدما تحول احتجاج على مقتل رجل بالرصاص على يد ضباط مسلحين الاسبوع الماضي الى اعمال عنف. وبدورها هاجمت الشرطة الراكبة وضباط مكافحة الشغب الراجلون مثيري الشغب لابعادهم عن المكان. ونقل ثمانية ضباط الى المستشفى احدهم مصاب بجروح في الرأس بينما هاجم مثيرو الشغب مباني بينها بنوك ومحال ومتجر وسوق مركزية واحرقوا ثلاث سيارات للشرطة في الطريق الرئيسي قرب قاعدة الشرطة المحلية. واندلعت الاضطرابات ليل السبت في اعقاب مظاهرة سلمية احتجاجا على مقتل مارك دوجان البالغ من العمر 29 عاما والذي لقي حتفه بعد تبادل لاطلاق النار مع الشرطة يوم الخميس الماضي. وكان دوجان يستقل سيارة اجرة عندما اوقفه ضباط مسلحون في اطار عملية مخططة سلفا. وفر شرطي دون ان يلحق به اذى بعد ان اصابت رصاصة جهاز اللاسلكي الخاص به. وتتولى هيئة شرطية مستقلة التحقيق في مقتل دوجان. ورغم وقوع اعمال شغب في دول اوروبية اخرى لها صلة باجراءات التقشف للتصدي للديون الوطنية الكبيرة قالت شرطة لندن وقيادات بالمجتمع المحلي ان الغضب من مقتل دوجان هو سبب اعمال الشغب. وبتوتنهام عدد كبير من الاقليات العرقية وبها مناطق تسجل اعلى معدل للبطالة في لندن. كما أن لها تاريخا من التوتر العنصري بسبب غضب الشبان المحليين خاصة السود من سلوك الشرطة بما في ذلك استخدام صلاحيات الايقاف والتفتيش. وقال عامل شاب يدعى كلاسفورد ستيرلينج من منطقة برودووتر فارم ان «الغضب يتنامى في الآونة الاخيرة بسبب ممارسات الايقاف والتفتيش التي تقوم بها الشرطة. واضاف لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ليسوا مجرد اطفال سود. هم بشكل عام الشبان المحبطون من طريقة معاملة الشرطة لهم. الجميع الآن يفكرون في الطريقة التي قتل بها السيد دوجان ويريدون اجابات. من الصعب جدا ان نقول لهم أن هذا أسلوب خاطئ لانهم يعتقدون انها الطريقة الوحيدة التي سيستقطبون بها الانتباه». وذكرت وسائل اعلام ان بعض السكان المحليين اضطروا للفرار من منازلهم للهروب من العنف. وفي حين جرت السيطرة على اغلب الاضطرابات في وقت مبكر من صباح يوم الاحد لا تزال هناك بعض «اعمال الشغب تندلع بالقرب من المكان. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اعمال الشغب في توتنهام الليلة الماضية غير مقبولة تماما. لا تبرير للاعتداء الذي تعرضت له الشرطة والمواطنون او للاضرار التي لحقت بالممتلكات». وقال القائد بالشرطة ستيفن واتسون ان المشاهد كانت «محزنة جدا» بالنسبة لسكان لندن وسيقدم الجناة للعدالة. واضاف «نيتنا ..هي انهاء الامور (الاضطربات) بأسرع ما يمكن. هدفنا الاساسي هو اعادة الامور الى طبيعتها». وقال ديفيد لامي عضو البرلمان من توتنهام «يحتاج مجتمع توتنهام واسرة مارك دوجان واصدقاؤه الى أن يفهموا ما حدث مساء الخميس عندما فقد مارك حياته. وبفهم هذه الحقائق سيعود الهدوء».