لا أعتقد أن ما يحدث من طوابير لآلاف السيارات أمام محطات تعبئة الوقود الخاصة والعامة أمر طبيعي ولا اعتقد أن ذلك يوحي بأنه أزمة خانقة وحقيقية يشهدها تموين السيارات بالوقود في عدن وأجزم أن ذلك ليس حالة طبيعية بل هو حالة مفتعلة. فمن غير المعقول إذا ما علمنا أن كميات البنزين المنزلة إلىالمحطات قد تضاعفت عما كانت عليه قبل شهر إبريل فكيف يحصل هذا التراص للسيارات أمام المحطات ومن تجربة شخصية فأنا أملك سيارة ( صالون) صرفها يفوق صرف الكثير من السيارات المستخدمة في عدن عندما أقوم بتعبئة خزان وقودها أشهد بأن أسبوعاً كاملاً يمر قبل أن ألجأ مرة أخرى إلى محطة وقود لطلب تعبئتها مجدداً. إذن ما بالكم بالسيارات الصغيرة والعادية، بما معناه أن السيارة إذا تحصل صاحبها على خمسين لتراً من البنزين فإنها ستكفيه لأسبوع فكم عدد السيارات سواء الساكن أصحابها في عدن أو الزائرين للمحافظة خاصة إذا ما عرفنا أن كثيراً من المحافظات الأخرى قد استقرت فيها عملية التموين البنزين وحلت مشكلة الاختراقات التي كانت قائمة قبل أسبوعين. إذن أين تكمن المعضلة الحقيقية في أزمة البنزين؟ إنها تكمن في عقليات بعض الناس الباحثين عن الفوضى والساعين إلى إحداث خلخلة في الأوضاع بغية خلق التوتر في كل شيء وكأن البلاد وأهلها (ناقصين أزمات)!!