أسدلت الستارة على المسرح ولكن لم تسدل على النجاح الذي حققته فرقة ( أجيال المسارح) بقيادة الشاب المبدع عمر الشعبي رغم ما تعرض له أفراد الفرقة من تهويل وتخويف حين قامت جماعة متطرفة برمي قنبلة صوتية أمام المسرح في اليوم الأول من عرضهم لمسرحية ( حب أعمى) ولكن أفراد الفرقة هذا العام تحدوا هذا كله وواصلوا عرض المسرحية بناء على طلب الجمهور الذي حضر بكثافة مثل العام الماضي ..ولقد حظينا بلقاءات قصيرة مع أفراد طاقم العمل وتحدثوا إلينا عن مسرحية (حب أعمى) التي نجحت نجاحاً باهراً أمام العقبات والظروف كلها التي اعترضتهم.. فإلى التفاصيل : حب وهمي بداية التقيا الفنانة المبدعة سهير جميل حيث تحدثت عن الدور الذي قدمته قائلة: قدمت شخصية سحر وهي بنت انطوائية تخدع شاباً وتوهمه أنها أحبه وهي بنت. محامي ودوري في المسرحية هو دور أساسي وأنا سعيدة بتقديمه ولقد كان لي بعض الأعمال مع المخرج عمر الشعبي ولكن كانت أدواراً ثانوية ومقاطع صغيرة وفي هذه المسرحية أتيحت لي الفرصة لكي أشارك بدور أساسي . أفضل الأعمال وشاركتها الحديث الفنانة عبير عبد الكريم حيث قالت : هذه المسرحية متميزة ومن أفضل الأعمال التي قدمتها وأديت فيها شخصية(سميرة) وهي زوجة صديق (آدم) التي تدخل منزله مع زوجها بهدف اخذ أمواله بحكم أنه صديق زوجها والشخصية عبارة عن شخصية متجزئة ومركبة بحيث أنها حنونة مع زوجها وشديدة مع ابن عم ( آدم). وتواصل عبير قائلة: لقد أحببت الشخصية ولقد ساعدني المخرج عمر الشعبي على إتقان الشخصية فانا اعتبر التمثيل هواية رغم أنني واجهت الكثير من العراقيل وكذلك نظرة المجتمع القاصرة تجاه عمل المرأة في مجال الفن رغم أن أهلي ليس لهم ميول في الفن ولكنهم شجعوني ووقفوا بقربي لكي انجح في عملي الفني وهذه خطوة أن أصل إلى ما أريده فطموحي كبيرة جداً في مجال التمثيل وهذه البداية الصحيحة لكي أكون الفنانة عبير. الشغالة نور أما الفنانة صفاء سعيد التي قابلتنا بابتسامتها التي لاتغيب عن وجهها وقد لعبت دور الشغالة (نور) حيث قالت: لقد قدمت أكثر من مسرحية ولكن في (حب أعمى) استمتعت بالدور لأنه رومانسي خاصة أن نور تقع في حب(ادم) وفي نهاية المسرحية أتزوج منه لان الجميع يتخلى عنه بعدما كانوا يتوددون إليه من اجل المال فيعرف في النهاية من يحبه حقاً ومن يخاف على مصلحته. وكغيرها واجهت صفاء المعارضة الأولية كما قالت فحين دخلت المجال الفني أصرت على أن تعمل في هذا المجال وتتمنى أن تكون في المستقبل محامية ((وهذا طموح لن أتنازل عنه)). طموح شاب مجتهد احمد سليم الفنان المبدع الذي استطاع أن يقدم عرضاً جميلاً مع أفراد الفرقة حيث قدم شخصية جميل صديق (آدم) منذ الطفولة قال: إنه يحضر مع صديقهما الثاني ( محمد) لكي يحاولا أن يخففا من الآلام التي يعاني منها (آدم) عندما فقد والديه فيطلب منهما أن يعيشا معه في المنزل كأصدقاء لأنه لايستطيع أن يتحمل المسؤولية ليدخلا بعد ذلك على طمع وجشع. ويواصل احمد قائلاً: اعتقد أن هذا الدور ناسبني كثيراً واستمعت به جداً وهذه المسرحية تعتبر الثانية التي امثل فيها والمسرحية الأولى كانت مسرحية بعنوان ( بصراحة) مثلت فيها أربع شخصيات وأنا حقيقة مع إعطاء مجال لأفراد الفرقة حتى يأخذوا فرصة لظهور أمام الجمهور والممثل عندما يأخذ أكثر من شخصية يبذل مجهود اكبر وطاقة. وأما عن المنافسة بين الفرق المسرحية في محافظة عدن فقال احمد سليم مؤكداً أن هناك منافسة شبابية ولكن في الأول والأخير نحن نمثل محافظتنا الحبيبة عدن. شخصية ازدواجية الشخصية الازدواجية التي قدمها زيد البيحاني حيث قدم دوره بمنتهى الدقة والجمالية وقد لعب دور شخصية جابر والذي يأتي من الريف إلى المدينة للبحث عن ابن عمه وفي لحظة اللقاء تحصل أحداث بتشكيكه بعدم صدقه وفي نهاية الدور تنقلب الشخصية إلى مخبر. وقال زيد بحماس: لقد أعجبتني الشخصية رغم أنني قدمت في مسرحيات سابقة مجرد ادوار لمقاطع فقط وهنا في هذه المسرحية دوري رئيسي وطموحي أن امثل أكثر من مسرحية وان أكون ممثلاً معروفاً. قائد السفينة وكنا قد التقينا بمؤلف ومخرج العمل عمر الشعبي الذي يعمل من خلف الكواليس لكي يقدم العمل في أحسن ما يمكن فقال : لقد قدمنا هذه المسرحية بأسلوب مختلف جداً لأنها عبارة عن تجربة جديدة وبأسلوب كوميدي واجتماعي سينمائي.. والعمل يتحدث عن الصفات التي فقدت في الإنسان والمجتمع مثل الأمانة والإخلاص وحب الشخص لشخص . وقال : وأما عن توقف العرض الماضي في العيد فقد كان بسبب انفجار قنبلة في قاعة العرض .. وهذا العام حدث الأمر نفسه ولكن العرض استمر رغم هذه الظروف كلها التي أحاطت بالعمل لأن الإقبال كان جميلاً جداً وأدهشنا فعلاً ولقد قمنا بإضافة بعض الفقرات العادية أما إعادة عرض العمل مرة ثانية فقد جاء بناء على طلب الجمهور الذي أحب العرض الأولي ولدينا أعمال سوف نقدمها في عيد الأضحى وخاصة أن فريق العمل مجتهد ومثابر ولا يقل أداء أي ممثل عن الآخر رغم كل الظروف التي حصلت. وعن الانتقادات التي واجهتهم وهم يقدمون أعمالهم المسرحية أجاب عمر قائلاً: الانتقادات موجودة في كل مكان ونحن قد تعودنا عليها لأننا وجدنا تشجيعاً من الفنانين الكبار أمثال عمر مكرم وعبدالله شرف . قنبلة في المسرح (لانعرف أكان محبة فينا أو عمل لعرقلة عملنا) هكذا تأخذنا كلمات مدير العلاقات العامة والمسؤول الإعلامي في فرقة أجيال المسرح الأخ / صقر عقلان حيث تابع قائلاً: كان العرض متذبذباً بسبب القنبلة التي وضعت لنا في المسرح هذا كان في أول يومين لأن العرض استمر أسبوعاً ولم نستطع أن نطيل المدة وبعد اليومين الأولين تحسن العرض رغم المشاكل والعراقيل وكأن احدهم يريد إفشال عملنا من قبل الجمهور نفسه ولكن فريق العمل استمر بالاتفاق مع الأمن وفي اليومين الخامس والسادس بدأت مشكلة جديدة في الظهور وهي انقطاع الكهرباء وللعلم أننا في منطقة سياحية ولكن مع هذا واجهنا هذا التحدي الجديد وفي آخر يوم للعرض أحضرنا مولدات للكهرباء تحسباً لأي انقطاع للكهرباء لكن للأسف لم تنقطع ولقد كانت نفسية الممثلين في اليوم الأول حين انفجرت القنبلة متدهورة لأن هناك ممثلات ولقد كن يبكين من شدة الخوف وكذلك الشباب كانوا يشعرون بالخوف نفسه. وواصل صقر قائلاً: كان من المستحيل عرض العمل أكثر من أسبوع أو عشرة أيام لأننا كنا خائفين من عدم حضور الجمهور وكذلك لأن الظروف التي تمر بها محافظة عدن لاتسمح بأن نقيم عملاً مسرحياً إلا أننا مع هذا أحببنا أن نظهر ونعمل مع هذه الظروف وفي آخر يوم من عرض المسرحية تم تكريم الممثلين والداعمين للعمل ونحن نعد الجمهور أننا سوف نقدم لهم في عيد الأضحى عملاً جديداً بعنوان( كذا حرام) يدور حول قضايا اجتماعية وهوموجود منذ عام وها نحن نتهيأ لكي نقدمه هذا العام . قبل أن تسدل الستارة رغم كل تلك العراقيل التي واجهت أفراد فرقة أجيال المسارح إلا أنهم استمروا ونجحوا وخرجوا بعمل مشرف ورغم كل تلك الصعاب التي شهدوها للمرة الثانية على التوالي إلا أنهم لم يخيبوا ظن الجمهور الذي جاء لأجل أن يرى ما سيقدمونه .