أدانت وزارة الخارجية الروسية بحزم الإعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا والتي راح ضحيتها أول أمس الطالب سارية حسون نجل المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون والدكتور محمد العمر الاستاذ في جامعة حلب. وقالت الوزارة في بيان لها أمس: ان روسيا تدين بحزم هذه الإعمال الإرهابية وتتقدم بتعازيها إلى المفتي حسون وذوي الضحايا الآخرين مؤكدة أن مثل هذه الأساليب الإرهابية بوصفها جزءا من الإستراتيجية الهادفة إلى تقويض النظام القائم في سوريا بواسطة السلاح تستثير مجابهة خطيرة قد تصل الى حد الحرب الأهلية الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى عواقب مدمرة لسورية وللمنطقة بكاملها. ولفتت الوزارة الى ان هذه الجريمة ليست الاولى من نوعها وانما وقع خلال الأسابيع الأخيرة عدد كبير من الاغتيالات للمواطنين المدنيين وأفراد أسرهم الذين يدعون الى اعتماد طريق الحوار السلمي للخروج من الازمة الراهنة حيث طالت هذه الاغتيالات علماء وأساتذة وغيرهم من موظفي الدولة والمثقفين السوريين. ودعت الخارجية الروسية جميع القوى البناءة في المعارضة السورية الى الابتعاد عن أساليب الارهاب والعنف وانتهاج طريق الحوار مع القيادة السورية باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق أماني الشعب السوري بمستقبل أفضل وضمان السلام والاستقرار والازدهار في سوريا. وفي السياق ذاتة وصف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مشروع القرار الذي يعتزم الغرب طرحه على التصويت في مجلس الأمن الدولي حول سوريا بأنه غير مقبول مؤكدا أن بلاده لن توافق على مشروع قرار يتضمن عقوبات على سوريا أو تدخلا في شؤونها الداخلية. وقال غاتيلوف في تصريح له يوم أمس الثلاثاء في موسكو: إن مشروع القرار بشكله الحالي مرفوض لأنه ينص على احتمال فرض عقوبات على سوريا في المستقبل ويخلو من الإشارة إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية وبالتالي عدم جواز التدخل العسكري من الخارج كما أنه لا يتضمن دعوة إلى الحوار السياسي بين السلطات والمعارضة وهذه عناصر أساسية تجعل من المتعذر على روسيا تأييد مثل هذا النص. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أنه جرت مشاورات في نيويورك خلال الأيام الماضية بخصوص مشروع القرار حول سوريا وجرى تقديم وثيقة غربية بهذا الشأن غير مرضية ولا تأخذ بعين الاعتبار جميع دواعي قلق روسيا مؤكدا ضرورة الاتفاق على نص مشروع يهدف إلى بدء عملية سياسية وحوار سياسي بين القيادة السورية والمعارضة باعتباره الأساس الحيوي الوحيد لتسوية الوضع في سورية. وفي بيروت جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين موقف بلاده الرافض للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية قائلا إن موسكو تعتبر أن ذلك أمر غير بناء وأن أي قرار من هذا النوع في مجلس الأمن سيؤدي إلى توسيع النزاع الداخلي. وأضاف زاسيبكين بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور إن روسيا لم تقبل حتى هذه اللحظة مشروع القرار البريطاني ضد سوريا رغم إجراء بعض التعديلات والمناقشات. ودعا السفير الروسي الى إيجاد الحلول للمشاكل الداخلية عن طريق الحوار الوطني ووقف العنف وإجراء الاصلاحات السريعة التي تصب في مصلحة الشعب. وأعرب زاسيبكين عن تقدير الجانب الروسي الكبير للرئاسة اللبنانية لمجلس الامن في أيلول الماضي والنشاطات اللبنانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.