* توفيت امرأة في ساحة التغيير وفاة طبيعية .. أصيبت بأزمة قلبية.. فاحتجزت اللجنة الثورية ( جداً) جثتها ومنعت أسرتها منها ، لأن الجماعة يحتاجون لجثث الموتى كي يعرضوها في وسائلهم الإعلامية ويصلوا عليها باعتبارها جثة شهيدة أو شهيد سقط برصاص وقذائف وصورايخ "بقايا النظام العائلي". وأدون هنا عبارات معترضة على ما جاء بين المزدوجتين .. فقد نحتوا عبارة " بقايا النظام العائلي" بعد سفر رئيس الجمهورية للسعودية للعلاج من إصابات الحادث الإرهابي الذي وقع في يونيو الماضي.. فالنظام عندهم هو الرئيس ، ولأنه سافر خارج البلاد اعتبروا أن النظام قد زال ، والنظام الثابت " بقايا" ، وهم مستمرون في استخدام عبارة " بقايا النظام" إلى اليوم، ونسوا أن الرئيس أو النظام قد عاد إلى البلاد وإلى منصبه الدستوري الأول في اليمن . ويستخدمون كلمة " العائلي" إشارة إلى ابن الرئيس والقيادات الأمنية ذات القرابة وهي قليلة ، لكن " العائلي" هذه تتعدى إلى كل عائل ومعول بمن في ذلك الرضع في أسرة الرئيس وأسر قيادات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية . * أعود إلى ما بدأت به .. وأقول إن رغبتهم الشديدة في القتل والحصول على الجثث التي يسوقونها إعلامياً وسياسياً أنها لشهداء الثورة الشبابية قد دفعتهم إلى الحصول عليها بأي طريقة ومن أي جهة ، وأحيانا بدون تنسيق فيما بينهم مما يعرضهم للفضيحة، فعلى سبيل المثال أصدرت الفرقة الأولى بياناً تضمن أسماء عشرة من جنود وضباط الفرقة قتلوا وهم في حالة حرب مع جنود ومواطنين آخرين كان لهم قتلاهم أيضاً ، بينما يعرضون في المستشفى الميداني خاصتهم و في وسائل إعلامهم بوصفهم شهداء الثورة الشبابية السلمية، مع ما يلزم ذلك من شطب ما يقترن بهم من رتب عسكرية ومكان وأسباب الوفاة.. ولما يكرر عبده الجندي الكلام عن قتلى الاشتباكات في الحصبة والمعتدين على المعسكرات في أرحب ونهم، وأن جثثهم يؤتى بها إلى ساحة التغيير لتصويرها أنها جثث شهداء الثورة ، فعبده الجندي لا يكذب.. وبالطبع أنا أحزن لموت أو قتل إنسان واحد لأي سبب كان ، ولكني هنا بصدد احتقار الذين يتاجرون بجثث آدمية لرفع رصيدهم السياسي. * إن المعارضين .. لجان الإصلاح ومليشياته وعلي محسن وفرقته وأولاد الأحمر وقبائلهم المسلحة يقدمون للنظام خدمة كبيرة لكنه لا يتلقاها بذكاء ولا يستغلها كما يجب .. هؤلاء المعارضون عسكروا الثورة الشبابية وعسكروا المظاهرات فوق أنهم أظهروا ما يكفي من الدلائل التي تؤكد أنهم متمردون محاربون وانقلابيون. أعني أن النظام لم يستخدم الصورة البشعة التي يقدمها له خصومه بالمجان .. صورة مظاهرة " سلمية" وضباط وجنود الفرقة المسلحون بمختلف الأسلحة يتحركون وسط المتظاهرين بزيهم العسكري ويطلقون النار، وصورة الإرهابيين في أرحب ونهم، وصورا غيرها وما أكثر المشاهد والصور في الحصبة وغيرها.. قبل أيام كنت استمع لمسؤول في قناة تلفزيونية حكومية يشكو من قذائف صاروخية ورصاص اخترقت الكرسي الذي يجلس عليه .. يشكو في اجتماع مغلق .. بينما لديه قناة تلفزيونية لم يكلف نفسه تصوير مشاهد العدوان وعرضها فيها للجمهور.