هل...من طبيعة سياسية البيت الابيض الاعتماد على قارئة الودع في تحريك دفة الشرق الاوسط. فكل مايحدث في المثلث العربي هو ليس محض الحدث. الثورات كان لابد من أن تولد سواء على عربة البوعزيزي أو من ثورة الرغيف في مصر أو من بلد الزيتون ... كل هذا هو انجاز للسواعد العربية.لكن ماحدث في ليبيا مختلف تماما عن باقي الدول التي استيقظت من السبات... ثمة تخبطات ..سياسية تتبعثر من البيت الابيض هنا وهناك ويتبعها غبار أسود نتن من رائحة الدم الذي سال.. زيارة كلنتون الاخيرة الى طرابلس ..ومن ثم تبعها مقتل القذافي.. وبهذة الطريقة تأخذنا الى ...رحى الشكوك . لماذا..اختارت أمريكا هذا التوقيت لاعتقال القذافي تحديدا...؟؟ لماذا...تم اعدامه بعد اعتقاله علما ان القانون الدولي لايسمح بقتله بل ان يخضع للمحاكمة العسكرية...وفق القوانين. وانهاء المعتصم معه دون الخضوع للقانون الدولي.. من المستفيد من قتله قبل أن يدلي بصوته... ومن الخاسر ..من وجوده حياً؟... المعادلة لاتحتاج الى حيرة المد والجزر. بقاء القذافي حيا...سيجر معه رقاباً عدة..ويكشف أرصدة. وهو العدو اللدود للبيت الابيض ...والمارد القابع على برميل النفط. وأمريكا بدأ العد التنازلي لسقوطها اقتصادياً فما هو البديل ...؟؟؟؟ القذافي له عيوب كثيرة وأخطاء أكثر ولكن من قتله طغيان أبنائه ...والفساد المستشري بهم.. ومن رغب بأزاحته الامريكان قبل غيرهم ...والاوربيون ليموت وتموت معه الخزائن النفطية وواردات ليبيا طول 4 عقود من الزمن.. رحل ملك ملوك أفريقيا والليبيون يرقصون فرحاً معتقدين أن الجنائن قد فتحت عليهم .. والبطالة ستنتهي والنفط سيدر أرباحه وتملأ الجيوب بالدولارت ويشبع ....الفقير قبل الغني. هي أحلام ...لا بل هبل واستهبال من الليبيين حين سلموا رقابهم للبيت الابيض وحلف الناتو.. كلنتون عندما حضرت والتقت بالمجلس الانتقالي جعلت قادة ليبيا اليوم تحت فكيها... اعطتهم الايعاز بإنهاء القذافي حيا أو ميتا ..وجاء هذا تزامنا مع اعلان خروج الامريكان من العراق بعد ان يتركوا اذنابهم هناك وأغراق العراق بديون مهولة ... ووضعت قدمها في ليبيا صفقة سياسية مالية ناجحة من البيت الابيض ولكنها خاسرة حد النخاع من الليبيين... أخذتنا شهامة الرجال بيدي لا بيد عمر...أيها الثوار.. كلنتون شربت نخب القذافي وهي في طرابس قبل أن يعدم لأنها اعطت الضوء الاخضر لصعاليك الحكومة الليبية الجديدة .... لانريد القذافي حيا أو ميتا ... اليوم وأمام العالم أستلمت امريكا النفط الليبي متبخترة على غباء الليبيين .. دخلت كلنتون طرابلس ليخرج القذافي جثة هامدة رحل القذافي ورحلت معه أسرار دولية ومليارات مسروقة وصفقات نفطية ...ورحل معه تاريخ رجل كان هنا... نفس الكأس الذي شربه صدام حسين شربه القذافي ولكن بقساوة أكثر... من التالي... وهل سيكون هناك ثالث...من ناحية بشاعة الموت .. الغريب أن الليبيين يهللون ....على أي خيبة وأي عار... اليس من الاجدر ومن المفروض أن يخضع القذافي لمحاكمة عسكرية أو دولية قبل ان يصفى .... يا أهل ليبيا .. بكل الحالات سيعدم حتما...ولكن ايهما اهون أن تموت أسرار ليبيا معه واقتصادها ام ان تضعوا رؤوسكم تحت مقاصل البيت الابيض؟ يأايها الثوار انتم بلهاء حد الثمالة ... وغدا هو من سيتحدث ....رحل القذافي و سيأتيكم من هو انجس منه...وكأن العراق لم يكن الدرس الواضح لكل العالم... عاني الليبيون ظلما في عهده نعم... تخلف وفقر رغم ثروة ليبيا نعم ... فساد والف نعم ...ولكن ان تكونوا غافلين الى هذا الحد ...فهي نعم الى ابد الدهر... هذا ليس انتصاراً.... ياليبيا .. هذا تنازل خطي أمام محكمة التاريخ عن حرية القرار واتخاذه ....وانتم الخاسرون لامحالة وان غدا لناظره قريب...