كان شلل الأطفال من أكثر الأمراض مدعاة إلى الخوف حتى تم اكتشاف أول لقاح فعال في العالم عام 1955م، وهو التهاب خطير يسببه فيروس يصيب الصغار وقد يصيب الكبار أحياناً وقد يؤدي إلى الشلل الحركي التام. ولا يعد معظم مرضى شلل الأطفال مصابين بالشلل الدائم !لأن الشلل قد يحدث على درجات وفي عدة مجموعات من العضلات. وهناك نوعان من شلل الأطفال هما: (الشلل الشوكي - والشلل البصلي و متلازمة ما بعد الشلل). والشلل الشوكي هو أكثر الأنواع شيوعاً ويحدث هذا النوع عندما تهاجم فيروسات الشلل الخلايا العصبية التي تتحكم في عضلات كل من الساقين والذراعين والجذع والحجاب الحاجز والبطن والحوض. أما الشلل البصلي فهو يعد من أخطر أنواع شلل الأطفال وينشأ نتيجة تهتك الخلايا العصبية في جذع الدماغ وتتحكم بعض هذه الأعصاب في عضلات البلع وتحريك العينين واللسان والوجه والعنق، وقد تتأثر كذلك الأعصاب التي تتحكم في التنفس ودوران السوائل في الجسم. الجدير بالذكر أن بلادنا دشنت الاثنين الماضي حملة تطعيم شملت سائر المستهدفين من الأطفال دون سن الخامسة في عموم المحافظات والبالغ عددهم 4 ملايين و448الفا و871 طفلا، في حين يبلغ إجمالي العاملين الصحيين ضمن فرق ثابتة 2591 عاملا ثابتا و 38188عاملا متنقلا ضمن فرق متحركة و333منسقا للتثقيف الصحي على مستوى كل مديرية و22 مثقفا صحيا مركزيا في كل محافظة و4875 مشرف فريق ،في حين بلغ عدد مشرفي الحملة في المحافظات 132 مشرفا وعلى مستوى المديريات 666 مشرفا و22 مراقبا من المجالس المحلية على مستوى المحافظات. المسببات هناك ثلاثة فيروسات تؤدي إلى شلل الأطفال وتسمى النمط الأول والثاني والثالث..حيث تهاجم الخلايا الحية وتنتقل عن طريق الأنف والفم وتصل إلى الأمعاء وتنتقل مع الدم إلى الدماغ عن طريق الألياف العصبية أو ينقلها الدم إلى الجهاز العصبي المركزي، ثم تدخل في الخلية العصبية وتتكاثر بسرعة حتى تتهتك الخلية أو تموت وينشأ الشلل عند تهتك عدة خلايا. الأعراض أعراض شلل الأطفال مثل أعراض كثير من الأمراض وهي تتمثل في ألم الحلق والحمى والصداع والقيء وقد تكون هذه الأعراض خفيفة بحيث يصعب على الطبيب تشخيص المرض على أنه شلل الأطفال. أما الإصابات الشديدة فلها نفس الأعراض السابقة ولكنها لاتختفي،و يبدأ التيبس في عضلات الظهر والرقبة وتصبح العضلات ضعيفة والحركة عسيرة وقد يحدث الألم في كل من الظهر والساقين، وبخاصة إذا أصبحت هذه الأعضاء مشدودة أو ممدة وقد يعجز الإنسان عن الوقوف أو المشي إذا تمكن منه مرض الشلل. وسائل العلاج لكل الآباء . .الوقاية خير من العلاج. يوجد نوعان من لقاح الشلل كلاهما يقي الإنسان - بإذن الله -من أمراض شلل الأطفال الثلاثة .. ويعطى اللقاح في صورة جرعات نموذجية عددها أربع: * تعطى الجرعة الأولى في نهاية الشهر الثالث من العمر. * والثانية في نهاية الشهر الرابع. * والثالثة في نهاية الشهر الخامس. * أما الجرعة الرابعة والأخيرة وهي جرعة منشطة،فتعطى في نهاية الشهر الثامن عشر. ولم يكتشف العلماء حتى الآن دواء ناجحا يستطيع قتل فيروس الشلل أو التحكم في انتشاره. وتعد الراحة التامة أهم علاج لهذا المرض. ويستخدم الأطباء العصائب الساخنة الرطبة لتخفيف الألم . وإذا اختفت الحمى فيساعد أخصاصيو العلاج الطبيعي المريض في تحريك الأطراف لمنع حدوث التشوهات والتيبس المؤلم في العضلات. وتساعد التمرينات المركزة على تقوية العضلات وإعادة تدريبها فيما بعد. وقد يتمكن المرضى حتى المصابون منهم بالشلل الشديد من الحركة الكافية لأداء عدة أنشطة. وقد يحتاج بعضهم إلى الجبائر أو الأربطة أو العكازات التي تساعدهم على الحركة. وقد يستخدم الأطباء جهازاً آلياً مثل جهاز التنفس الاصطناعي. المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في 1988 اعتمدت جمعية الصحة العالمية الحادية والأربعون، التي شارك فيها آنذاك مندوبون من 166 دولة عضواً، قراراً باستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم. وقد أسفر ذلك عن إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، برعاية منظمة الصحة العالمية والروتاري الدولي ومراكز الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها واليونيسيف. وجاء إطلاق المبادرة عقب الإشهاد الرسمي على استئصال الجدري في عام 1980، والتقدم المحرز خلال الثمانينات صوب التخلّص من فيروس شلل الأطفال في الأمريكتين، والتزام الروتاري الدولي بحشد ما يلزم من أموال لحماية جميع الأطفال من هذا المرض. التقدم المحرز خلال الأعوام العشرين التي مرت على إطلاق المبادرة شهد عدد الحالات، إجمالاً، انخفاضاً بنسبة تفوق 99 %. وفي عام 2010 لم يعد المرض يتوطن إلاّ أربعة بلدان في العالم. ومن المشكلات الوبائية الكبرى جيوب سراية المرض التي لا تزال مستحكمة في شمال الهند وشمال نيجيريا وعلى الحدود بين أفغانستان وباكستان. وتم، في عام 1994، الإشهاد رسمياً على خلوّ إقليم الأمريكتين التابع لمنظمة الصحة العالمية (36 بلداً) من شلل الأطفال، وتبعه إقليم غرب المحيط الهادي (37 بلداً ومنطقة، بما في ذلك الصين) في عام 2000، ثم الإقليم الأوروبي (51 بلداً) في حزيران/يونيو 2002. وفي عام 2010، شهد الإقليم الأوروبي حالته الأولى من حالات وفود شلل الأطفال وذلك بعد الإشهاد على خلوه من المرض. وتم، في عام 2009، تمنيع أكثر من 361 مليون طفل في 40 بلداً خلال 273 نشاطاً من أنشطة التمنيع التكميلي. وبلغت عمليات ترصد المرض، إجمالاً، مستويات تاريخية تجلّت في اكتشاف حالات الشلل الرخوي الحاد في الوقت المناسب.