بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    صدام وشيك في رأس العارة بين العمالقة ودرع الوطن اليمنية الموالية لولي الأمر رشاد العليمي    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى ال(44) للاستقلال الوطني.. الحراك الجنوبي يتخبط
نشر في 14 أكتوبر يوم 08 - 12 - 2011

على الرغم من ان الاستقلال كان مكتملاً وعلى الرغم من نشر لندن لوثائقها الرسمية السرية المتصلة باستقلال "الجنوب العربي" (التسمية الرسمية للجنوب في الحقبة الأخيرة من الاحتلال البريطاني) وهي الوثائق التي افرجت عنها لندن في اواخر 1997م بعد مرور الفترة القانونية لحجبها وهي ثلاثون عاماً, وقد أثبتت تلك الوثائق أن وفد الجبهة القومية برئاسة أمينها العام (قحطان الشعبي) الذي فاوض وفداً بريطانياً برئاسة وزير دولة (لورد شاكلتون) في الفترة21 - 29نوفمبر1967 بجنيف قد انتزع للجنوب إستقلالاً ناجزاً لم يبق لبريطانيا أي نفوذ على الجنوب, وعلى الرغم من ذلك لا يزال البعض يمارس محاولاته المريضة للتشكيك في سلامة الاستقلال حتى أن احدهم (ويدعى فاروق حمزة الذي ينتحل صفة "رئيس تجمع ابناء عدن" وهو تجمع وهمي لا يضم غير ثلاثة اشخاص يزعمون انهم العدنيون الأصليون مع انهم من اصول غير عدنية ويسميهم الجنوبيون بالمستوطنين) زعم مؤخراً أن الأستقلال لم يكن حقيقياً وأن لندن تحتجز وثيقة استقلال الجنوب! وأن ما وقعه قحطان الشعبي ولورد شاكلتون بجنيف لم يكن وثيقة إستقلال! ومن تخاريفه قوله بأنهم ( أي هو وآخرين) كانوا يريدون تحرير الجنوب بينما الجبهة القومية كانت تريد احتلال عدن وأنها دمرت دولة عدن! إنه الوحيد الذي يزعم بأن عدن كانت دولة! وسيكون من العبث أن ننزل لمستوى الرد عليه فمن الواضح أن القلم رفع عنه.
تخبط الحراك الجنوبي
وقد جاءت هذه الذكرى للاستقلال لتكشف الأزمة المستفحلة داخل الحراك الجنوبي في ضوء الفرقة الكبيرة بين مكونات الحراك فقد انقسم إلى تيارين الأول يقوده الأخوان علي ناصر محمد وحيدر العطاس ويطالب بإلغاء الوحدة اليمنية وإقامة إتحاد فدرالي على اساس ولايتين هما شطري الجنوب والشمال السابقين وهذا التيار يتميز بأنه يبقي على دولة واحدة ويمنية الهوية تجمع الشطرين السابقين ولكن هناك تناقض في موقف هذا التيار فهو ينادي بالفدرالية وفي نفس الوقت يطالب بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم فكيف ذلك وهو قد حدد المصير بالفدرالية؟!, فيما التيار الآخر بقيادة الأخ علي سالم البيض ويرفض الفدرالية متمسكاً باستقلال الجنوب وقام بهجوم إعلامي مكثف على مؤتمر الفدراليين بالقاهرة وصل حد إتهامهم بالتواطؤ بالعمل لحساب السلطة بصنعاء لإفشال إنفصال الجنوب (وكأن الأنفصال على الأبواب!) وهذا التيار أكتنفه التخبط مؤخراً وهو لا يعرف ما الذي يريده فمكونات الحراك المنضمة لهذا التيار أقامت في مدن الجنوب في ذكرى الإستقلال فعاليات وكانت في الحقيقة كبيرة ولكن برز التناقض في مدن كالمكلا وعدن كالآتي:
أولاً: رفعت راية "الاتحاد الفدرالي للجنوب العربي"! فليس منطقياً رفع راية الأتحاد الفدرالي في عيد الاستقلال فالأستقلال جاء ليقيم النظام الجمهوري على أنقاض ذلك الاتحاد الفدرالي الذي كان يضم معظم سلطنات وامارات ومشيخات الجنوب (والذي اقامته بريطانيا في فبراير1959 وبدأ بست ولايات ثم توالى انضمام الولايات إليه وضمت المستعمرة عدن إليه في يناير1963) ومع ذلك رفعت راية الاتحاد ابتهاجاً بعيد الاستقلال الذي قضى على الاتحاد!
ثانياً: ليس منطقياً رفع راية الاتحاد الفدرالي إلى جانب راية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (تسمية الجنوب منذ الاستقلال وتغيرت في عهد الحكم الشيوعي في 1970م إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) فنظاما الدولتين متناقضان تماماً فليس منطقياً رفع الرايتين معاً.
فعلى هذا التيار الحراكي أن يحدد ما الذي يريده, هل يريد العودة لدولة الجنوب الموحدة اندماجياً في إطار جمهوري "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"؟ أم يريد العودة لدولة الأتحاد الفدرالي للجنوب العربي وهو ما يعني العودة لتقسيم الجنوب إلى سلطنات وإمارات ومشيخات وفقاً لما كان قائماً في عهد الاحتلال البريطاني وتسليم السلاطين والأمراء والشيوخ المتبقين على قيد الحياة أو ورثة من مات منهم المناطق التي كانوا يحكمونها, وماذا بشأن عدن؟ فلابد أن يعيدوا بريطانيا لأستعمارعدن ليستقيم الوضع ماداموا يريدون العودة لعهد الاتحاد الفدرالي! لكن أن يرفعوا رايتي جمهورية اليمن الديمقراطية والاتحاد الفدرالي للجنوب العربي معاً فهذا شيء ما أنزل الله به من سلطان بل شيء أغرب من الخيال لأنه يستحيل العودة لليمن الديمقراطية وفي نفس الوقت العودة للاتحاد الفدرالي!
ملاحظة : معظم الحركة الوطنية في الجنوب قبل الاستقلال وقف ضد الاتحاد الفدرالي واسماه "الاتحاد الفدرالي المزيف".
والأكثر غرابة هو أن السلطان السابق غالب عوض القعيطي آخر حكام السلطنة القعيطية بحضرموت قد عاد للأضواء مؤخراً (ولا أنكر عليه الحق في العودة للأضواء ولكن وجه الغرابة هو أنه فعل ذلك دوناً عن جميع الحكام السابقين للاستقلال أو ورثتهم) وأدلى بتصريحات غريبة منها إشارته إلى تفضيل الاتحاد الفدرالي على اساس ولايتين هما اليمن وحضرموت معتبراً الجنوب كله حضرموت زاعماً بأن التاريخ يقول ذلك! وطبعاً معنى كلامه هذا أنه يأمل بأن يكون الوريث الشرعي لكل الجنوب (ياشيخ حرام عليك تطحس بقية السلاطين والأمراء, ثم لماذا لم تدل وأنت سلطان بنظريتك هذه بأن حضرموت هي الجنوب كله؟) وقد رفعت في مهرجان المكلا لعيد الاستقلال صورة السلطان السابق والبيض وباعوم وهو ما أثار غضب الكثير من الجنوبيين لشعورهم بالنزعة الحضرمية لا الجنوبية لدى الحراك بحضرموت, ثم لماذا ترفع أصلا صور السلطان والبيض وباعوم في عيد الأستقلال فكأنهم هم الذين حققوا الأستقلال! ولا أكن ضغينة لأحد منهم ولكن أقصد أن رفع صورهم في عيد الاستقلال ليس عملاً صائباً ويمكن رفع صورهم في أي مناسبة أخرى مثل يوم الأسير الجنوبي لكن أن ترفع في مناسبة عيد الاستقلال فهذا خطأ ومؤشر على بروز المشروع "الحضارمي" من جديد!
وأنا شخصياً بدأت أشعر بأن بين من يطالبون باستقلال الجنوب عن الجمهورية اليمنية من يهدفون إلى جعل الإستقلال مقدمة لفصل حضرموت ، وأنا أثق بأن معظم قادة التيار المطالب بأنفصال الجنوب لا يجول بخاطرهم أن الخطوة التالية التي يخطط لها البعض هي فصل حضرموت فمعظم المطالبين بالأنفصال أو ما يسمى "فك أرتباط" ليسوا حضارمه ولذلك يستحيل أن يهدفوا لإنفصال الجنوب على طريق فصل حضرموت ومخلصاً أنبههم لذلك المشروع الحضارمي الذي خير مؤشر عليه ما حدث في مهرجان المكلا...والأيام بيننا.
وكما أنني أستغرب لرفع رايتي اليمن الجنوبي والأتحاد الفدرالي معاً فأنني أستغرب أيضاً لرفع صورة السلطان السابق غالب القعيطي في مهرجاني عيد الأستقلال بالمكلا وعدن فأولا ذلك ليس منطقياً في عيد الإستقلال لأنه في يوم الأستقلال نشأ النظام الجمهوري الجنوبي على أنقاض حكم الأستعمار والسلاطين والأمراء فلا يستقيم أن ترفع صورة سلطان سابق في عيد الاستقلال (وفي القصيدة التي تغنى بها الفنان الكبير الملحن الموهوب والمطرب محمد محسن عطروش أثناء ثورة أكتوبر وعنوانها "شعب الجنوب" يقول أحد مقاطعها "هل من سلطان ثار يوم من أجلنا؟" فترد مجموعة أصوات بالنفي، ثم يقول عطروش "شعب الجنوب تشتي السلطان ذا يحكمك؟" فترد المجموعة بالنفي) وللإنصاف فإن عهد السلاطين والأمراء والأستعمار البريطاني كان أكثر رحمة من حكم اليسار الطفولي الفوضوي وبالذات في حقبة السبعينات من القرن 20 وهي ألعن حقبة عاشها الجنوب عبر كل تاريخه.
وكما أنه لا ينسجم رفع راية الاتحاد الفدرالي بجانب راية جمهورية اليمن الجنوبي فإنه أيضاً لا ينسجم أبداً ليس فقط رفع صورة السلطان السابق القعيطي بجانب راية دولة الإستقلال ولكن أيضاً لا ينسجم رفع صورته إلى جانب راية الإتحاد الفدرالي.. لماذا؟ لأن السلطنة القعيطية رفضت الإنضمام لذلك الإتحاد الفدرالي (كما لم تنضم إليه السلطنة الأخرى بحضرموت وهي الكثيرية، ولم تنضم سلطنة المهرة) فما هذه "اللخبطة" والتناقض الذي أبداه في عيد الاستقلال المطالبين بأنفصال الجنوب أو ما يسمونه بالأستقلال الثاني؟
فمن الواضح الآن أن التيار الذي يقوده البيض ليس لديه أية رؤية لمستقبل الجنوب إذا ما تحقق انفصاله عن الجمهورية اليمنية، والشباب الذين حملوا الرايات والصور معذورون لأنهم لا يعرفون حقائق التاريخ فلم يدركوا بأن دولة اليمن الجنوبي شيء ودولة الاتحاد الفدرالي شيء مختلف تماماً فيستحيل إقامة الدولتين معاً على أرض الجنوب ولا يعلمون بأن عيد الأستقلال يتعارض مع رفع صور السلاطين السابقين وبالذات السلطان السابق غالب القعيطي لأنه لا شارك في صنع الأستقلال ولا حتى كان من حكام الأتحاد الفدرالي الذي يرفعون رايته!! لكن البيض وغيره من كبار السن في الحراك المطالب بالانفصال يدركون تناقض رفع رايتي دولتي الجمهورية والأتحاد الفدرالي معاً بالإضافة لرفع صورة السلطان القعيطي بحيث أكتملت "المخضرية"! وعلى هذا التيار أن يحسم أمره ويعلن ما الذي يريده بالضبط فشغل المخضريات هذا غير مجد وسيضيع جهود الشباب المتحمس للأنفصال في حمل رايات وصور متناقضة.
وحرام أن يستغل أحد عدم معرفة الشباب بحقائق تاريخنا الوطني ليجعلهم يطالبون بالمتناقضات ليجدون في الأخير أن المخضرية تمخضت مشروعاً حضارمياً! وأرجو أن لا يطلع لي أحد ليرد بأن الشباب يعرفون كل شيئ وملمين بالتاريخ, فلو كانوا ملمين فعلاً ما كانوا جمعوا بين "الرموز" المتناقضة مع بعضها ومع الأستقلال في عيده فهناك من استغل عدم معرفتهم بحقائق تاريخنا الوطني ليغرر بهم وهذا التغرير على الشعب بعضه لا يمارسه أي ثائر مخلص يحب شعبه ووطنه.
قيادة الحراك الانفصالي في وضع حرج
لا أعلم كيف يمكن للحراك المطالب بالانفصال تحقيق هذا الهدف في ظل شغل "المخضرية" الذي يقوم به، وخذوا مثالاً آخر ففي المهرجان الحاشد فعلاً بحي "المعلا" حمل البعض لافتة مطبوع عليها صورة السلطان السابق القعيطي على خلفية لعلم الأتحاد الفدرالي مع أنه كما ذكرت آنفاً لم تنضم السلطنة القعيطية للأتحاد الفدرالي ، فإذا كان الشباب الذين حملوا تلك اللافته فعلوا ذلك بحسن نية لأنهم يجهلون حقائق تاريخنا الوطني فهل منظمو المهرجان بهذا الجهل؟ وإلا ما دخل السلطان القعيطي بالاتحاد الفدرالي؟!
ومن جهة ثانية إذا إفترضنا أن بعض الحضارمة يتوقون لعودة حكم السلطان القعيطي فرفعوا صورته بالمكلا فإنه ليس هناك أي مبرر لرفعها في عدن.
وكان من المفروض على قادة الحراك المطالب بالانفصال من كبار السن توعية الشباب بخطأ رفع رايات اليمن الجنوبي والإتحاد الفدرالي وصورة السلطان السابق القعيطي معاً، وربما أن قيادات الحراك الانفصالي معذورون هم أيضاً كونهم لا سيطرة لهم على حركة الشباب بدليل أنه في مهرجان عدن بحي المنصورة هتف آلاف المشاركين "ياجنوبي صح النوم...لا قيادة بعد اليوم" (وبعض المواقع الإخبارية مثل "عدن الغد" نشرت هذا).
تنويهات
تنويه 1 : القيادي الحراكي المعروف والمطالب بالإستقلال د. عبدالرحمن الوالي وهو رجل مثقف وواع وذكي وهو مع باعوم ومسدوس من خرجوا من حركة حزبهم (الإشتراكي) ورفعوا راية القضية الجنوبية ثم لحق= بهم الآخرون, د. الوالي أفادني بأن رفع راية الأتحاد الفدرالي كان "محاولة إختراق مشبوهة فتسعة وتسعون بالمائة من الرايات التي رفعت في يوم 30 نوفمبر الأغر كانت رايات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
تنويه 2 : والد الشهيد الخلوق د.جياب العميد علي السعدي وهو من القادة الحراكيين ومن المطالبين بالأنفصال هاجم مؤتمر القاهرة مشيراً إلى أن جميع قوائم الهيئات المنبثقة عنه إحتكرها الحزب الاشتراكي! ولو صح ذلك فسيكون أمراً عجيباً فالحزب على أرض الواقع لم يعد له رصيد لدى معظم الناس في الجنوب بل كلهم تقريباً فالكل إكتوى بناره ولا يزال الناس يئنون من حكمه ويستحيل أن ترفع صورة مؤسس الحزب (عبد الفتاح اسماعيل) في أي فعالية للحراك الجنوبي بأي منطقة في الجنوب وفي مهرجان للحراك بالحبيلين منذ 3 سنوات تقريباً قام أحد المشاركين برفع صورة عبد الفتاح فانقض عليه الناس ومزقوا الصورة, وكان الأخ محمد حيدرة مسدوس حكيماً عندما طالب منذ سنين بإنزال صورة عبد الفتاح اسماعيل من مقار الحزب لكن قيادة الحزب لم تتجاوب معه مع إنه قدم أسباباً منطقية جداً تبرر طلبه! كما أنه رفعت في عيد الأستقلال آلاف الرايات في مختلف أنحاء الجنوب ولم تشاهد راية واحدة للحزب الإشتراكي بعد أن كانت تظهر في بداية ظهور الحراك منذ نحو 4 سنوات. وكان بإمكان الحزب أن يطور نفسه في برنامجه وفي اسمه وفي استبعاد صورة عبدالفتاح خاصة أنه على رأس الحزب د. ياسين سعيد نعمان وهو شخصية مثقفة ومرنة ولكن واضح أن الحرس القديم هو الطاغي في قيادات الحزب.
وعموماً لو صح أن معظم قوام الهيئات المنبثقة عن مؤتمر القاهرة كان للحزب الاشتراكي فليتفضل الاخوان الرئيسان السابقان أبو جمال وأبا معتز ويجربا رفع صورة مؤسس الحزب في أي فعالية للحراك في الجنوب (هذا لو يرغبان في أن يشاهد رافعو الصورة النجوم في عز الظهر)!
تنويه 3 : العميد الخضر الحسني شارك في مؤتمر القاهرة وكتب مقالاً بمناسبة عيد الأستقلال منتقداً بشدة ما تمخض عنه مؤتمر القاهرة ومما كتبه " كل شعار قديم دوت به قاعة فندق (ميريديان) ذكرنا بتلك الشعارات التي سئمنا منها في العهد الشمولي الاشتراكي البغيض. عقلية مريضة لا تزال مسيطرة على واقع الجنوبيين" وأيضاً كتب " لا لن نكون معكم في أي فعالية قادمة ما لم يكن لوجودنا اثر في التغيير نحو الافضل ..لا من اجل اسقاط واقع الامس على اليوم!".
النتائج المستخلصة
مما تقدم يتبين أن الحراك الجنوبي متخبط ، وهو منقسم والدعوات الجديدة لعقد مؤتمر آخر يضم كلا الطرفين وغيرهما من الوجوه الجنوبية هي دعوات لن تكن مجدية فكل الاطراف تنادي بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ولكن أحد الطرفين الاساسيين بين تلك الأطراف يريد الفدرالية والآخر يريد الإنفصال وهذا ينسف الشعار الذي يردادنه نهاراً وليلاً ألا وهو "حق شعب الجنوب في تقرير مصيره"!
إنه ليس منطقياً رفع رموز جنوبية تتناقض مع الإستقلال الوطني في عيده.
إنه ليس منطقياً في أية مناسبة رفع رموز جنوبية تتناقض مع بعضها وصلت حد رفع لافتة تحمل صورة السلطان القعيطي على خلفية لراية الاتحاد الفدرالي مع أن السلطنة القعيطية لم تكن عضواً بالإتحاد!! .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.