تتواصل بجامع الصالح بالعاصمة صنعاء الدورة التدريبية الأولى من المرحلة الثانية لخطباء المساجد في الجمهورية التي تنظمها على مد أسبوع في الفترة من 10 - 15 ديسمبر الجاري الهيئة الوطنية للتوعية بالتعاون مع الهيئة العليا لجامع الصالح تحت شعار (نحو خطيب جامع ) وفي افتتاح الدورة أكد الشيخ / حسين الهدار وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد أهمية عقد مثل هذه الدورة لتعزيز بناء الوطن خاصة أننا في أمس الحاجة لمن يرشدنا ويبث المحبة في أوساطنا والأمن والأمان في مرابعنا. وقال إن هذه الدورات الطيبة المباركة تأتي تحت توجيه راعي مسيرتنا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي طالما دعا و طالب بتفعيل مثل هذه الدورات وإيجاد خطباء عالمين بما يقولون يجمعون ولا يفرقون ويبثون أواصر المحبة والإخاء والمودة في مجتمعنا اليمني المسلم. وأضاف أن المهمة صعبة والأمر ليس بهين وأننا اليوم بحاجة إلى أن ننشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف بعيداً عن الحقد والكراهية بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشار إلى أن هذه الدورة تعقد متزامنة مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي نأمل من الله أن تكون بداية خير لإخراج هذه الأمة مما تعانيه من شتات وضياع تحت رعاية نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن عبد ربه منصور هادي. ونوه بأهمية جامع الصالح الذي يحتضن هذه الدورة كصرح إسلامي كبير انشئ من أول يوم لهذا الغرض السامي مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)). ودعا جميع الخطباء والمرشدين إلى أن يجعلوا من المساجد مصدر إشعاع للخير لا مصدر إشعاع للتفرقة آملاً من هيئة التوعية والهيئة العليا لجامع الصالح عقد المزيد من هذه الدورات التدريبية للخطباء لما لها من أهمية . من جهته أوضح الدكتور عبد الله أبو حورية نائب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية أن عقد هذه الدورة يأتي تحقيقاً لأهداف الهيئة الوطنية للتوعية التي من ضمنها تفعيل رسالة المسجد في نشر المحبة والخير والتسامح ونبذ العنف والتطرف والتأكيد على نهج الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم الحب والولاء والانتماء لهذا الوطن. وأكد أن هذه الدورات تأتي انطلاقاً من توجيهات رئيس الهيئة الوطنية للتوعية الأخ طارق محمد عبد الله صالح الذي يولي هذه الشريحة المهمة في المجتمع جل اهتمامه باعتبار أن الخطباء قادة رأي وصناع أمة لارتباطهم الوثيق بالمجتمع وثقتهم فيهم ولأنهم في الحقيقة يخاطبون عقول الناس بشكل مباشر . وقال إن الظروف التي مر ويمر بها الوطن جراء الأزمة الاقتصادية والسياسية والجهود التي بذلت من أجل الوطن من هذه الأزمة من خلال التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني تستدعي منا جميعاً أن نكون عند مستوى المسئولية التي حملنا إياها في مساندة الأطراف السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار وإزالة أسباب التوتر والخطباء هم أكثر الناس تحملاً للمسئولية من خلال توعية المجتمع بضرورة الوقوف جنباً إلى جنب مع حكومة الوفاق الوطني ومساندتها في تحقيق أهدافها التي ترنو إلى العبور بالوطن إلى شاطئ الأمان وان تخرجه من براثن الأزمة الماحقة التي يمر بها منذ عشرة أشهر وهو بالتأكيد ما يتطلب من أعضاء الحكومة العمل بروح الفريق الواحد ودفن الخلافات وترميم الشروخ التي أصابت جدار الصف الوطني. ودعا الخطباء والمرشدين إلى الابتعاد عن توظيف المنبر في صراعات شخصية أو حزبية أو سياسية أو فكرية واعتماد خطاب إرشادي لين غير متشدد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتعميق أواصر المحبة والأخوة والتسامح. وأشار إلى أن الهيئة قد قامت خلال المرحلة السابقة بتنفيذ أربع دورات الأولى شملت (390)خطيباً من عدة محافظات لافتاً إلى أن هذه الدورة ستشمل تدريب (60)خطيباً. وأكد مواصلة الهيئة اهتمامها بشريحة الخطباء وعقد العديد من الدورات التنشيطية لتشمل أكبر عدد من الخطباء في مختلف محافظات الجمهورية وصولاً إلى وطن امن ومجتمع متماسك وقيم سامية. وكان الدكتور / محمد سعد نجاد المشرف التنفيذي للدورة قد أكد في كلمته أهمية الخطابة والخطيب في التأثير في النفوس .مستعرضاً برنامج الدورة والذي اشتمل على محاضرات عدة في موضوعات الإرهاب وسبل مواجهته ، آداب الخطيب ، تطوير رسالة المسجد ، التغيير في الشرع والقانون ، أحكام الذميين والمستأمنين والمعاهدين ، الأغلبية في الإسلام ، موقف الشريعة الإسلامية من الخطاب الإعلامي المضلل ، المبادرة الخليجية ودور المجتمع في إنجاحها. وأوضح أن الهيئة ومن خلال إقامة هذه الدورة تسعى إلى إكساب الخطباء مهارات ومعارف حول عدد من المواضيع الدينية الهادفة إلى ترشيد الخطاب الديني وصولاً إلى خطاب معتدل بعيداً عن التطرف والتعصب والغلو بما من شأنه تجسيد قيم ومبادئ الإسلام السمحة ، وأيضا للتأكيد على حرمة دماء الإنسان أيا كان وأيا كانت ديانته. وشدد على ضرورة رص الصفوف وجمع الكلمة ونبذ كافة أشكال الفرقة والعنف والتطرف. حضر افتتاح الدورة عدد من المسئولين والمهتمين والقيادات الدينية.