يقع موقع القصر الصغير بساحل البحر الأبيض المتوسط ، على بعد 35 كلم من الطريق الرابطة بين طنجة وتطوان بالمملكة المغربية. عرفت المناطق المجاورة للموقع استقرارا قديما يعود إلى الفترة الرومانية، إلا أن أهميته لم تظهر إلا خلال العهود الإسلامية، إذ يزخر الموقع ببقايا أثرية تتمثل في مسجد وحمام ومركز تجاري تعود إلى فترات تاريخية تمتد من القرن 12 الميلادي إلى غاية القرن 14 الميلادي، وهي تشهد على عظمة الدولة المرينية، وعلى دور القصر الصغير كقاعدة لجواز الجيوش المغربية في اتجاه الضفة الشمالية للمضيق ومركزاً مهما للتبادل التجاري بين المغرب ومملكة غرناطة. استولى الجيش البرتغالي عام 1558م بقيادة ألفونس الخامس على القصر الصغير، وسمح للمسلمين بمغادرة المدينة بممتلكاتهم، بينما استقرت حامية عسكرية بالمدينة تحت قيادة القائم دون إدوار ذو ننسيس، ولقد ظل البرتغال بالقصر الصغير زهاء 90 سنة ولم يتم إخلاؤها إلا سنة 1550م. يرجع الفضل في الكشف عن خبايا هذا الموقع الأثري إلى البعثة الأمريكية التي شرعت سنة 1972م في إجراء حفريات. وقد أسفرت هذه الحفريات عن العثور على كنيسة مبنية على أنقاض مسجد ومنازل خاصة بنيت فوق أساسات إسلامية بالإضافة إلى مبانٍ تجارية بأبواب متينة ونوافذ مزخرفة على الطراز المانويلي. وقد بينت هذه الحفريات كذلك اهتمام البرتغال بالساحات العمومية والشوارع المعبدة بالحجارة، بالإضافة إلى مطاحن ومخازن وأفران ومعاصر. كما قاموا بسلسلة من التغييرات على شكل المدينة الإسلامية، تمثلت في تدعيم الأسوار الدفاعية وفي إقامة الخنادق حول الحصن الذي بني في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة مدعما بأبراج للدفاع والمراقبة، بالإضافة إلى إنجاز ممر مغطى يعرف بالكوراسا يمتد من الموقع إلى الشاطئ، وتحويل الحمام الإسلامي إلى خزان للأسلحة ثم بعد ذلك إلى سجن.