يبدو من الاسم وكأنه قصر ما ولكن ما يثير الاهتمام أن القصر الكبير هو مدينة مغربية تقع في شمال البلاد على ضفاف نهر لوكوس في الطريق الواصل بين طنجة والرباط على ارتفاع ما بين 14 و 20 مترا على مستوى سطح البحر، تحدها شمالا جماعة أولاد اوشيح القروية و غربا جماعة الزوادة القروية، كما تبعد عن مقر العمالة بإقليم العرائس 36 كلم . وقد كانت المدينة مستعمرة يونانية قرطاجية، وتذهب بعض المراجع إلى أنها كانت محتلة من الفينيقيين، وسيطر الرومان لفترة من الزمن على المدينة التي سميت باسم (أبيدوم نوفوم) وتعني القلعة الجديدة ولا تزال بعض آثار الرومان ومن تلاهم من البيزنطيين باقية فيها إلى اليوم ، وقد أعاد العرب المسلمون تأسيسها في القرن الثامن الميلادي وبنوا فيها مسجدا على أنقاض كنيسة مسيحية مهجورة يعد من أقدم مساجد المغرب العربي . في العهد المريني حظيت باهتمام بالغ، حيث أنشئت فيها عدة منشآت علمية منها: المدرسة العينانية، وازدهر فيها العلم، وزارها ابن خلدون، وتشتهر المدينة بحدوث معركة القصر الكبير (أو معركة الملوك الثلاثة) فيها عام 1578م وكانت تلك معركة حاسمة إذ قضت على آمال الصليبيين البرتغاليين في ضم المغرب إلى أراضيهم . ودمرت المدينة في القرن التاسع عشر الميلادي ثم أعيد بناؤها في 1912م أي بعد إنهاء الاحتلال الإسباني للبلاد، وانضمت إلى المملكة المغربية عام 1956م. ويصل معدل الأمطار القصوى المتساقطة عليها سنويا10099مم.أما معدل الحرارة القصوى فيصل إلى 35 درجة. وتبلغ مساحة المدار الحضري للجماعة 13.95 كلم مربع، و تفتقر الجماعة إلى تصميم التهيئة و يبلغ طول طرقها 51 كلم. في المدينة حدائق غناء تعتبر مكانا لإيواء بعض الطيور النادرة و منازلها تنبعث منها في الليل أزكى الروائح و أطيبها لما تتوفر عليه من أشجار و نباتات .