حذر خبراء من أن الطفل الخجول أو الحزين قد يكون مصابا باضطرابات عقلية ويحتاج إلى عقاقير قوية. وقال أطباء نفسيون إن القواعد الجديدة التي يجري إعدادها في الولاياتالمتحدة ستدفع مزيدا من اليافعين إلى اعتبار مشاكلهم التي تبدو شائعة أمراضا يتعين علاجها ولا يكفي الدعم والمساعدة للتخلص منها. وأعرب الأطباء عن خشيتهم من أن التلميذ الهادئ في المدرسة قد يكون مصابا باضطراب القلق الاجتماعي في حين أن التلميذ الذي يصبح انطوائيا بعد نكبته بشخص عزيز عليه قد يكون مصابا بمرض الكآبة. كما أن الطفل الذي يرد على البالغين أو يفقد أعصابه بانتظام قد يكون مصابا بمرض التحدي المعارض. ونتيجة لذلك كله فان عقاقير قوية مثل بروزاك أو ريتالين قد توصف للمصابين بهذه الاضطرابات العقلية للسيطرة على سلوكهم أو تغييره. وقالت السكرتيرة العامة لجمعية الأطباء النفسيين التربويين في بريطانيا كيت فالون ان أنماط السلوك تتطور على امتداد فترة طويلة من الوقت وكثيرا ما تقترن بجملة من الأسباب المعقدة ولا يمكن علاج السلوك غير المقبول بوصفة طبية سريعة. وعادة ما يحتاج هذا السلوك المرضي إلى إدارة شديدة العناية من جميع البالغين المحيطين بالطفل. ولفتت فالون إلى ان الطفل الخجول قد يكون مصابا باضطراب القلق الاجتماعي والطفل الحزين أو المنطوي مؤقتا قد يكون مصابا بالكآبة. وقالت ان هذه الحالات من المرجح ان تعالج بالأدوية وبسببها تعطى عقاقير قوية للأطفال من دون فهم يذكر أو من دون فهم على الإطلاق لما يمكن أن تؤدي إليه. وأشارت فالون الى ان استخدام الأدوية لتحسين السلوك يكون مغريا في مجتمع يريد نتائج سريعة. ولكن هناك طرقا أخرى لتحسين سلوك الطفل تحتاج عادة إلى وقت ومجهود من الآخرين. وتوقعت فالون ان تعد بحلول عام 2013 معايير جديدة لتعريف المرض العقلي في بريطانيا ، وأن تؤدي هذا المعايير الى إدراج مزيد من الأطفال في عداد المرضى عقليا. وتبين الأرقام ان 650 الف طفل بين الثامنة والثالثة عشرة من العمر في بريطانيا يتناولون ريتالين لعلاج نقص الانتباه/فرط النشاط بالمقارنة مع 9 آلاف طفل قبل عشرين عاما فيما يوصف بروزاك للأطفال المصابين بالكآبة أو القلق. وأدت هذه الظاهرة إلى انطلاق دعوات تطالب بالتحقيق في حجم المشكلة والأضرار التي يمكن ان تسببها على المدى البعيد.