أعلن محمد البرادعي انسحابه من سباق الرئاسة في مصر يوم أمس السبت وقال البرادعي الفائز بجائزة نوبل للسلام ان النظام السابق ما زال يدير البلاد التي يحكمها المجلس الاعلى للقوات المسلحة . وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة او اي منصب رسمي آخر الا في اطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها. وكان البرادعي من المعارضين للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ سقوط مبارك في فبراير شباط بعد احتجاجات شعبية كاسحة تطالب بحكم ديمقراطي يخضع للرقابة الشعبية. ويقول معارضو المجلس العسكري انه يسعى الى الاحتفاظ بالسلطة والمزايا الخاصة التي اكتسبها بعد مبارك ولا يصدقون تكرار تأكيد المجلس على نيته التخلي عن السلطة نهايو يونيو حزيران. ويقول المجلس الذي يقوده وزير دفاع مبارك لعقدين ان الجيش لا يريد السلطة وانه يعمل على تحويل مصر الى دولة ديمقراطية. وانتقد البرادعي الطريقة التي تدار بها المرحلة الانتقالية وقال في بيانه ان المجلس انفرد بصنع القرارات وبأسلوب ينم عن تخبط وعشوائية في الرؤية ما فاقم الانقسامات بين فئات المجتمع في الوقت الذي نحن فيه احوج ما نكون الى التكاتف والوفاق. واضافت تصريحات البرادعي الى موجة من الانتقادات للمجلس العسكري في الاونة الاخيرة. وقال الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر الاسبوع الماضي انه يعتقد ان الجيش على الارجح لن يتخلى عن كل سلطاته في منتصف العام كما وعد. وقال مركز كارتر الذي راقب الانتخابات البرلمانية المصرية ان افتقار المجلس العسكري للشفافية خلق انعدام يقين بشأن التزامه بالقيادة المدنية الكاملة. وكان البرادعي مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بين عامي 1997 و2009. وفي عام 2010 عاد الى مصر وبدأ حملة معارضة لمبارك. وشارك في الاحتجاجات التي ادت الى سقوط مبارك في 11 فبراير شباط. وكان البرادعي الذي يحظى بتأييد واسع بين الليبراليين والنشطاء المؤيدين للديمقراطية قد نظر اليه في البداية كاقوى المرشحين للرئاسة. لكنه حملته اصابها الضعف بسبب الانقسامات. وفي نوفمبر تشرين الثاني استقال بعض المشاركين في قيادة حملته قائلين انه منفصل عن قواعده الشعبية. وقال المحلل السياسي حسن نافعة البرادعي يعتبر بأنه ربما لا يملك التأييد الشعبي اللازم كي يفوز في الانتخابات الرئاسية... وهو يعرف ايضا ان الرئيس القادم لن تكون له مطلق الصلاحيات وسيكون مقيدا بالنظام الحالي. لكنه بانسحابه من السباق الرئاسي يربط نفسه بالحركة الشبابية والليبراليين الذين همشهم الاسلاميون خلال العملية الانتقالية. وهيمنت الجماعات الاسلامية - القوة السياسية الاكبر في البلاد- على انتخابات مجلس الشعب التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني واوشكت على الانتهاء. وتقول جماعة الاخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 انها حصلت على 46 في المئة من مقاعد المجلس بينما فاز حزب النور السلفي الاكثر تشددا بنحو 23 في المئة. وقال احد الاحزاب الليبرالية الرئيسية في مصر يوم الاثنين الماضي انه سيقاطع انتخابات مجلس الشورى التي تجرى الشهر القادم احتجاجا على ما قال انها انتهاكات وقعت خلال انتخابات مجلس الشعب. وقال البرادعي انه سيعمل الآن على مساعدة شباب مصر ليصبحوا جزءا من العملية السياسية. وعن انجازات الثورة قال البرادعي اهم ما تحقق خلال العام المنصرم هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لايمانه بقدرته على التغيير وبأنه هو السيد والحاكم