رافقت صحيفة (14 أكتوبر) حضور الأخ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء والوفد الوزاري المرافق له حفل توزيع جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب 2012م الذي أقيم الخميس في قاعة السعيد بتعز. وفي الحفل الذي وزعت فيه الدروع والجوائز على الفائزين ولجنة التحكيم بحضور محافظ تعز شوقي احمد هائل وعبد الله عبده سعيد رئيس الجمعية الخيرية نقل دولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة تحيات القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي ..مؤكداًَ أن حكومة التوافق الوطني ستولي اهتمامها للشأن الثقافي ودعمه كونه أولوية ضمن سياسة الحكومة وليس موضوعا عابرا باعتبار ذلك جزءاً من التغيير العميق الذي ننشده وتشكلت هذه الحكومة على قاعدته ولفت إلى أن بناء شراكة بين الحكومة والمؤسسات الأهلية المعنية بهذا الشأن سيكون إحدى أدوات الحكومة ووزارة الثقافة في دعم هذا القطاع الحيوي وفي مقدمتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي تقدم نموذجا وطنيا ملهما وذا حضور حيوي في مجالات نشاطها المتعددة..مشيراً إلى أهمية البحث العلمي ودعمه على المستوى الوطني وان يكون ذلك احد أهم أوجه التغيير في اليمن الجديد ضمن المسؤولية التشاركية التي ينهض بها الجانب الحكومي والمؤسسات الخاصة . ودعا باسندوة جميع البيوت المالية ورجال الأعمال إلى الاستنساخ الايجابي لمبادرة مجموعة هائل سعيد انعم بإنشاء مؤسسات معنية بالثقافة وإنشاء جوائز وطنية في مجالات المعرفة علاوة على تخصيص جزء من أموالهم لدعم البحث العلمي وهو أمر سيتعدى الجانب الخيري ليشكل مساهمة فعلية في دعم التقدم الوطن والاستثمار في المستقبل الذي ستعود عوائده عليهم وعلى جميع أبناء الوطني وتابع قائلا:« يسعدني أن أعرب عن تقديري الشديد وإعجابي بالاستمرارية الناجحة في تجربة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وجائزة الحاج هائل سعيد انعم للعلوم والآداب التي أصبحت صرحا وطنيا شامخا في مجالات الثقافة والمعرفة والبحث العلمي ونشد على يد قيادتها الناجحة.. معربا عن امتنانه الشخصي والعميق للتقدير الذي حظي به بمنحه درع السعيد ألتكريمية الأمر الذي يعتبر دلالة رمزية عميقة بالنسبة له كون هذه الدرع التقديرية تأتي من مؤسسة نوعية ذات ادوار متميزة ويضفي قيمة استثنائية بالنسبة له. من جانبه أشاد وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل بالدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة السعيد في عملية التنوير وتشجيع الإبداع الثقافي والأدبي في اليمن من خلال جائزة السعيد للعلوم والآداب . وأكد أن الثقافة والإبداع لا يمكن لهما أن يتقدما ويرتقيا إلإ في ظل الحرية والعدل والانفتاح على العالم ومواكبة تطورات العصر في شتى المجالات.. مشيراً إلى أهمية إشراك المجتمع المدني ورأس المال الوطني في العمل الثقافي الإبداعي لما تفتقر إليه من حضور قوي وفاعل برغم مجالاته الاستثمارية الواسعة والمتعددة . ونوه بدور المؤسسة المتعاظم مانحا إياها درع وزارة الثقافة التكريمي تقديرا لجهودها وإسهاماتها الثقافية وتشجيعا لدورها الرائد والتميز في الفعل الثقافي التنويري في اليمن. فيما رحب محافظ تعز شوقي احمد هائل برئيس الوزراء والوزراء المرافقين له في هذه الزيارة التي تعتبر لفتة كريمة ومبادرة وطنية مسئولة. وأكد أن أبناء تعز سيظلون مخلصين من اجل النهوض بالمحافظة والعمل بكل شفافية وأمانة وإخلاص في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار العامل الرئيسي للنهوض والتنمية في المجتمع بالإضافة إلى العمل من اجل استعادة الهوية الثقافية المدنية للمحافظة لمواكبة التحولات الوطنية على مختلف الصعد.. داعيا الحكومة إلى تعزيز هذا التوجه بما يكفل إعادة رونق وجمال المدنية التي اتسمت على مر التاريخ برمز المحبة والتسامح والسلام. بدوره قال علي محمد سعيد رئيس مجلس أمناء جائزة هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب بقوله « يسعدني أن أكون معكم اليوم وأن أتحدث إلى هذا الجمع المبارك وهذا المحفل العلمي والتنويري الميمون الذي يجمع في جنباته كوكبة من علماء اليمن ومثقفيها وأدبائها وفنانيها ورجالات الصحافة والإعلام والباحثين والأكاديميين والشباب والطلاب ذكورا وإناثا وفي المقدمة دولة رئيس مجلس الوزراء الذي شرفنا برعاية هذا الحفل المتميز ..مشيرا إلى ان كتقليد سنوي ومناسبة دورية اعتدنا أن نلتقي في هذا المكان من كل عام في فعاليات حفل تكريم الفائزين بجائزة الوالد المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب غير أن احتفاءنا اليوم بإخواننا الفائزين بجوائز العامين 2010م و2011م للدورتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة من دورات الجائزة تأتي في ظل مرحلة استثنائية في تاريخ وطننا الحبيب تمثل محطة مهمة يتطلع معها اليمن واليمنيون إلى مسارات جديدة وتحولات نوعية عميقة على كافة المستويات والأصعدة. ولفت علي محمد سعيد إلى أن النقد البناء وتعزيز المسئولية الوطنية والتنموية للصحافة والإعلام يمثل بالنسبة إلى قيادة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ومجلس أمناء جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب رافدا أساسيا وقويا في تطوير وتعزيز مسار المؤسسة والجائزة ودورهما في خدمة قضايا الوطن والمساهمة في همه التنموي. وقد لفت نظرنا على مدى أربعة عشرة دورة سابقة للجائزة تكرار وتداول موضوع حجب الجائزة في الجزء الأكبر من مجالاتها ولمعظم السنوات. وأضاف منذ الدورة الأولى للجائزة حرصنا على أن تكون قيمة علمية مضافة ومساهمة تنموية فاعلة وليست مجرد جائزة صورية ولهذا فقد حرصنا على أن تكون معاييرها مرتفعة وأن تكون محكمة على أعلى مستوى وإلا لفقدت قيمتها العلمية وأصبحت في نظركم كعلماء ومثقفين وإعلاميين وباحثين وأكاديميين أقل من أن تستحق دعمكم واهتماماتكم. وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أن مجلس إدارة المؤسسة ومجلس أمناء الجائزة ألزم نفسه بأن تكون كل دورة من دورات الجائزة بمثابة محطة تقييمية يشارك فيها كل المعنيين في الوطن بهدف تعزيز مسار التطوير والتحديث المستمر للجائزة من أوجه مختلفة وهو ما نقوم به سنويا رغبة منا في ردم هذه الفجوة والارتقاء بالمشهد العلمي والإبداعي إلى المستوى المطلوب منه للمشاركة في رفد مسيرة التنمية الوطنية وخدمة قضايا المجتمع الملحة ونأمل أن نصل معا إلى تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل بدعمكم وتشجيعكم ونقدكم وتقويمكم للمسار ومراجعة مسالكه واتجاهاته . كما رحب عبد الجبار هائل سعيد نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بالحضور.. قائلاً: إن حضوركم لهذا الاحتفال هو جزء من حيوية الجائزة التي ارتأينا تأسيسها خدمة للوطن وتنشيط البعد الثقافي والعلمي كجزء من مساهمة والتزام مجموعة هائل سعيد انعم وشركاه الأصيل في تنمية المجتمع وهي الجائزة التي مر عليها حتى الآن أكثر من خمس عشرة سنة في تطور مستمر لتصبح علامة وطنية وعربية في مضمار البحث العلمي وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا تفاعلكم جميعا معها ودعمها لتصبح على ما هي عليه.. لافتاً إلى أن الاحتفال لم يكن ليتم إلا من خلال قيمة الشراكة التي تأسست مع الجميع وحرصنا عليها منذ لحظة التأسيس الأولى وهو ما جعل هذه التجربة الرائدة نتاج لجهد جماعي اشتركت فيه جميع النخب الثقافية والعلمية وقادة الرأي والسياسة والدين والمسئولين ورجال الأعمال ليصبح الأمر على ما هو عليه الآن من ترابط بهيج بين المجتمع والقطاع الخاص في مبادرة ثقافية وعلمية تنموية تتعزز كل يوم وتحظى بنجاح تشاهدون اليوم إحدى ثماره في هذا الاحتفال بتسليم الجائزة وتكريم الفائزين بها. وأكد أن مجلس إدارة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ومجلس أمناء الجائزة وأمانتها العامة يؤكدان أهمية المضي في الاستثمار المعرفي والعلمي كجزء من التزامنا العميق تجاه مستقبل يمني جديد ونوعي يؤسس على قيم المعرفة والثقافة بما يضمن تجويد حياة اليمنيين والارتقاء بمعاييرها إضافة إلى جعل صناعة المستقبل الوطني أمراً مفتوحا للمساهمة الرصينة التي تثري الخيارات أمام صانعي القرار عبر تقديم الأفكار والمعارف من عقول يمنية تمتلك فهما عميقا لتعقيدات الوضع الوطني وتلتمس الحلول والأفكار والاقتراحات لمشاكله من خلال البحث فيه. وقد ألقيت العديد من الكلمات تلتها قرارات مجلس أمناء الجائزة حول نتائج وتوصيات لجان التحكيم العلنية للجائزة في دورتها الخامسة عشرة التي منحت في ثلاثة مجالات حيث فاز بالجائزة في مجال العلوم الطبية الدكتور سعيد ثابت ناشر وفي العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية الدكتور محمد الزعبي والدكتورة نورية علي حمد الجوري وذهبت جائزة الإبداع الأدبي لكل من الدكتور عبد الكريم اسعد قحطان واحمد علي الهمداني ومنحت مكافأة تشجيعية للدكتور سمير عبدالرحمن الشميري فيما حجبت الجائزة في الفروع الخمسة الأخرى . وعند الانتهاء قام رئيس الوزراء بافتتاح مشروع توسعة قاعة المكتبة الالكترونية والانترنت بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة. وسبق هذه الاحتفالية أسبوع حافل بالعديد من الفعاليات الثقافية في منتدى السعيد فعاليات المنتدى الثقافي الرابع عشر للعام 2012م بمشاركة نخبة من المثقفين والأكاديميين والشعراء والمهتمين الذي واشتمل على مجموعة منها افتتاح معرض الفن التشكيلي لفناني بيت الفن تعز حاضرة بعنوان (العزوف عن الثقافة الجادة لماذا؟.. رؤية إسلامية )ألقاها الباحث أمين نعمان عبد الله الصلاحي الفائز بجائزة العلوم الإسلامية «مناصفة» للدورة الرابعة عشرة لعام 2010م وندوة عن الموضوعات التي فازت بجائزة الإبداع الأدبي لعام 2010 يشارك فيها الدكتور عبد الله أحمد بن أحمد الشراعي عن : « الصلة بين الأدب الشعبي والفصيح الأمثال الشعبية اليمنية - شعر البردوني أنموذجين» و الدكتور أحمد علي الهمداني عن :«الأدب الشعبي وعلاقته بالأدب».وأمسية ختامية شعرية للشاعر اليمني الكبير عبد الكريم الرازحي.