لم يتوقع اليمنيون وكل الأمة العربية والإسلامية والأجنبية ما حصل أمس الأول من عمل إجرامي وإرهابي شنيع في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء راح ضحيته عدد كبير ومهول من الجنود والضباط وصف الضباط بين شهيد وجريح دفعة واحدة وفي غمضة عين وفي لحظة لم تكن في الحسبان حين كان هؤلاء الأبرياء الشرفاء ينفذون بروفات للعرض العسكري الذي يعد للاحتفاء بالعيد الثاني والعشرين للوحدة وقيام الجمهورية اليمني في 22مايو وتحول هذا العيد إلى مأساة حزينة عشية الاحتفال. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد أستهل بيان عيد الوحدة بالنعي وتوجيه التعازي القلبية إلى أسر شهداء مجزرة السبعين معبراً عن بالغ حزنه لهذا الاعتداء الذي ارتكبه الإرهابيون الدمويون الذين حولوا أفراح العيد الوطني إلى أتراح كما وجه التعازي أيضاًَ إلى أسر الشهداء الذين سقطوا على أيدي الإرهابيين المارقين في أبين ومأرب وشبوة وحضرموت والبيضاء مؤكداً في الوقت ذاته على أن الدولة والحكومة عازمة على مواصلة الحرب على الإرهاب وبلا هواة وتطهير المناطق التي سيطروا عليها في محافظة أبين وغيرها مشيداً بالأدوار البطولية لمغاوير القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية التي سطروها في الحرب ضد فلول الإرهاب والدمار.. يقيناً أن مجزرة السبعين الدامية التي اهتزت لها كل مشاعر ووجدان الشعب اليمني الأصيل من أقصاه إلى أقصاه وكل العالم قد عبرت عن حجم الحقد والكراهية والفعل الإجرامي البشع للعناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة التي تجاوزت العقل والمنطق والإنسانية حيث تستهدف المسلمين الأبرياء بكل وحشية وهي تدعي الإسلام والشريعة والدين الذي حرم قتل النفس .. لكن الحقيقة أنها فقدت الحد الأدنى من القيم الدينية والأخلاقية والرحمة ولم يعد في نفوس أعضاء هذا التنظيم الإرهابي ذرة ضمير غير لغة القتل وسفك دماء الأبرياء من أبناء قواتنا المسلحة والمواطنين الذين صاروا يقفون بالمرصاد للقتلة الإرهابيين للقضاء عليهم. أنني في هذه اللحظة الصادمة والمريعة التي هزت اليمن أرضاً وإنساناً بعد مذبحة السبعين على يد إهابي مجرم وغادر أثق بأن الشعب اليمني لن يظل يتفرج على عدوان وجرم هؤلاء الغزاة الذين حولوا محافظة أبين الأبية إلى خراب وشردوا سكانها من ديارهم منذ أكثر من عام .. أثق بتحركهم لمؤازرة الجيش في زنجبار وجعار الذي يجترح مقاتلو مآثر خالدة في قتالهم قوى الغدر والإرهاب مهما كانت الخسائر في هذه العجالة أوجه التحية كل التحية لمقاتلي اللواء 25 ميكا الأشاوس وقائدهم البطل الصامد العميد محمد الصوملي الذي كان أول من واجه عصابات الإرهاب ويكمل عام على صموده حتى وهو يتعرض للحصار بين وقت وآخر ومازال يخوض معارك الشرف ضد مسلحي القاعدة الذين عجزوا عن السيطرة على معسكره حتى وهم يحشدون عليه أكبرهجوم واسع وبمختلف الأسلحة وأدوات القتل والدمار وقف لهم بالمرصاد وفي صمود أسطوري جسد عمق الحب للوطن والذود عن ترابه .