تعقد في أربيل جولة جديدة من المشاورات بين قادة الكتل السياسية في العراق لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية،وذلك حسب ما أعلنته القائمة العراقية يوم أمس الاثنين. وكشف مستشار القائمة العراقية هاني عاشور -في بيان- عن مشاورات مكثفة ستجري هذا الأسبوع بأربيل بين قادة الكتل السياسية العراقية لرسم ملامح التحركات المقبلة وآلياتها في ضوء قرارات اجتماع النجف، لافتاً إلى أن قيادات من التحالف الوطني، لم يسبق لها أن شاركت في اجتماع أربيل الأول واجتماع النجف الأخير، ستشارك في هذه المشاورات. وكان رئيس القائمة العراقية إياد علاوي، وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء ورئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، وصلوا إلى أربيل مساء أمس للمشاركة في هذه الاجتماعات. وقال عاشور إن المشاورات الجديدة -التي سيشارك فيها من القائمة العراقية إياد علاوي وصالح المطلك وأسامة النجيفي ومن المؤمل أن يشارك فيها أيضاً رئيس الجمهورية جلال الطالباني ستتركز حول البحث عن آليات التحرك في الفترة المقبلة لتحقيق الإصلاحات وتنفيذ الاتفاقات ضمن سقف زمني أو اللجوء إلى سحب الثقة من حكومة نوري المالكي وفق الآلية التي ستقررها المشاورات. وأضاف أن الصورة بدأت الآن تكتمل بشأن ما يجب عمله، خاصة أن دعوات القوى السياسية في اجتماعيْ أربيل والنجف لم تلقَ استجابات جدية من الحكومة ولم نسمع أي إشارة إلى أن الأخيرة ملتزمة بأي شيء سوى التصريح بالعودة للحوار وهو ما كانت ترفضه الحكومة طيلة الأشهر الخمسة الماضية. يشار إلى أن عددا من قادة الكتل السياسية العراقية كانوا قد عقدوا في 19 مايو الجاري اجتماعاً تشاورياً في منزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمدينة النجف، كما عقدوا اجتماعاً مماثلاً في أربيل. وقدّم المجتمعون في النجف رسالة إلى التحالف الوطني الذي يرأسه إبراهيم الجعفري يدعونه فيها إلى إيجاد بديل عن رئيس الوزراء نوري المالكي خلال مهلة أسبوع انتهت يوم 25 مايو وترشيح شخصية أخرى من بين أعضائه لتولي منصب رئاسة الوزراء. كما تقدّم المجتمعون برسالة ثانية إلى رئيس الجمهورية جلال الطالباني تطالبه بسحب الثقة من المالكي. وكان الطالباني قد حذر من خطورة الظرف الراهن الناتج عن الأزمة السياسية التي قال إنها باتت تهدد مؤسسات الدولة والاقتصاد والأمن مناشدا قادة البلاد الجلوس على طاولة حوار وطني. وقال الطالباني -في بيان نشره موقع الرئاسة قبل يومين- إن العملية السياسية في بلادنا تواجه إشكالات واستعصاءات معقدة وشائكة تهدد بشل الاقتصاد وتعطل مرافق ومؤسسات الدولة. ويشهد العراق منذ نهاية العام الماضي أزمة سياسية كبيرة على خلفية اتهامات موجهة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي -الذي يحكم البلاد منذ 2006- بتهميش خصومه السياسيين، وسط حديث عن إمكانية طرح مسألة سحب الثقة منه.